«السجن إصلاح وتهذيب» لطالما رسمت الأفلام السينمائية صورا مرعبة حول السجون، تصورهم كأنهم عبيد، يتجرعون المرار ويتلقون العذاب الموحش فى كل دقيقة وثانية، بمجرد أن تسمع كلمة السجن يأتى فى مخيلتك صورة عنبر ملوث، غير آدمى متكدس فيه الجميع ويفترشون الأرض، ليس لهم وسيلة ترفيه، ولكن الحقيقة غير ذلك، ولا تمت بصلة لخيال مؤلفى تلك الأفلام الغير واقعية، فى جولة بالأمس داخل السجون المصرية، موثقة بالصور والكلمة، واتضحت الرؤية التى أظهرت الآدمية واحترام الإنسانية داخل السجون، علاوة على الفكر المتطور فى استغلال المساجين من أجل نفعة المجتمع بشكل عام وإفادته نفسه وذويه خاصًة، المسجون قد يكون يتيم لفظته الحياة للشارع لم يتلق أى وعى أو نصح وبمجرد وصوله مصلحة السجون يتم التعامل معه وفق خطة محكمة لتعديل سلوكه وإكسابه حرفه يستطيع منها كسب قوته بالحلال مما يدعم زيادة الوازع الدينى لديه. تجولت «روزاليوسف» داخل منطقة سجون طرة، بصحبة اللواءات خالد فوزى مساعد وزير الداخلية لقطاع الاعلام والعلاقات وزكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون وخالد حمدى مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الانسان، حيث تم اصطحابنا فى أتوبيس خاص لتفقد مصانع السجون ومزارع التسمين والدجاج. فى البداية تجولنا داخل مصنع تصنيع الأثاث لنشاهد بمنتجات عالية الجودة من اخشاب زان وبمهارة واتقان وفاجأنا اللواءان زكريا الغمرى وياسر نشأت مدير مصلحة السجون ان منتحات الاثاث تم تصنيعها كاملة بايدى السجناء وانه يتم عرضها فى الاسواق ومنافذ بيع منتحات قطاع السجون باسعار ارخص 40٪ من الاسواق فقد يستطيع شاب شراء غرفة نوم ومطبخ وسفرة وغرفة نوم اطفال بمبلغ لايتجاوز ال 35 ألف جنيه وبخامات عالية الجودة. التقت «روزاليوسف» مع احد المساجين الذى يعمل فى مصنع الأخشاب داخل قطاع السجون حيث تركنا اللواء زكريا الغمرى نسأله بحرية كاملة. المسجون أكد انه تم حبسه فى قضية ايصال امانة حرره لتجهيز كريمته وانه «شرب» الصنعة من سجين كان متواجدا قبله وتم الإفراج عنه بعد انقضاء المدة واكد المسجون ان زميله الذى علمه الصنعة خرج وفتح ورشة تصنيع اثاث ويأتى لزيارته وعندما يتم الإفراج عنه سوف يعمل معه. كما شاهدنا كيف يتم تصنيع ألواح الكونتر بجودة عالية وكيف يتم بيعه بسعر اقل من الاسواق هذا بخلاف المكاتب والانتريهات التى يتم بيعها باسعار اقل من النصف بمثيلتها بالاسواق حيث صرح ل«روزاليوسف» اللواء زكريا الغمرى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون اننا مش هنسيب الغلابة لأن وزارة الداخلية هدفها التيسير على المواطن وخفض الأسعار بناء على تعليمات مشددة من محمود توفيق وزير الداخلية لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية.
صوب الزراعات لا تقل اهميتها وجودتها عن مصنع الاثاث حيث تم إنشاؤها على مساحة 6 أفدنة تقريبا مزروعة بالخضار والزيتون ويتم عمل مشتقات زيت الزيتون بجودة فائقة وبيعها للجمهور بأسعار اقل من مثيلتها بالأسواق. كما تتم زراعة المحاصيل التى تتغذى عليها العجول والخرفان والنعام ليصبح نظام التغذية طبيعيا وبأعلاف طبيعية بعيدا عن الأعلاف المصنعة. داخل السجون المصرية سوف تشاهد مزارع تسمين العجول خلال دورة 18 شهرا تقريبا حيث اكد اللواء زكريا الغمرى ان قطاع مصلحة السجون بلغت نسبة المبيعات فى موسم عيد الاضحى فقط نحو 10 ملايين جنيه حيث توافد المواطنون على منافذ القطاع لحجز العجول لأنهم يعلمون جيدا انها تم تسمينها على احدث الطرق الطبيعية وبأعلاف طبيعية وعلى عشب الارض. كما سوف تشاهد فى مزارع التسمين بقطاع السجون ما يسمى «بالخروف البرقي» وهو من اجود انواع الخراف فى العالم والبرقى هو خروف من محافظة مطروح يتم تسمينه على الاعشاب الطبيعية فقط ليصبح اقل نسبة كوليسترول ودهون حيث قام قطاع السجون بتربيته على نفس الطريقة والبيع بالآلاف فى منافذ القطاع بعد ان كان يتم بيعه فقط فى مطروح.
لا تختلف مزارع الدجاج فى جودتها واهميتها عن مزارع التسمين ومصانع الحديد والاثاث حيث تتغذى الفراخ على اعلاف طبيعية مصنعة من الزرع، وتنتج مزارع الدجاج فى قطاع السجون حوالى 45 الف بيضة يوميا. كما يتم بيع الفراخ والبانيه فى جميع منافذ السجون وكذلك البيض.
لم يعد مفهوم القطاع الصحى فى مصلحة السجون هو المستشفى الصغير والاجهزة البسيطة المتواضعة بل تم تعزيز مستشفيات السجون بأحدث الأجهزة الطبية للتحاليل والاشعة بعد تعليمات مشددة من محمود توفيق وزير الداخلية بتطوير القطاع الطبي. حيث اجرت مستشفيات السجون عمليات فى غاية الخطورة منها جراحات العمود الفقرى وجراحات تفتيت عظام الفخذ والقلب المفتوح ودعاماته وتم تدعيم السجون المصرية بسيارات اسعاف مجهزة على اعلى مستوى لنقل المساجين المصابين بحالات حرجة الى اى مستشفى فى اوقات قصيرة حفاظا على حياتهم. كما تم تعزير مستشفيات السجون بجميع العيادات وجميع التخصصات وأجهزة الأشعة والتحاليل وجلسات العلاج الطبيعى وجلسات غسيل الكلى حيث يجرى اكثر من سجين عمليات غسيل كليته 3مرات فى الاسبوع تحت اشراف طبى كامل لمصلحة السجون. اللواء خالد فوزى مساعد وزير الداخلية لقطاع الاعلام والعلاقات اكد فى كلمته بمنتدى السجون المصرية قائلا: ان وزارة الداخلية حرصت على انتهاج فلسفة عقابية تسعى للإصلاح والتهذيب وهدفها الأسمى هو تأهيل النزلاء ليصبحوا مواطنين صالحين لأنفسهم ووطنهم وعلى ذات النهج، شهدت أوجه الرعاية الاجتماعية والثقافية والدينية والتعليمية والرياضية تطوراً شاملاً لمساعدة النزلاء خلف القضبان على شغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، وتهتمُ الوزارةُ بتوفيرِ كافةِ أوجهِ الرعايةِ الصحية للمساجين دون تمييز.