يوم بعد يوم يتكشف وجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان المتخبط المتناقض، الذى عزم على جعل بلاده ملاذا وملجأً للإرهابيين والقتلة، سواء كانوا إخوانًا أو دواعش أو حوثيين، مرتديا عباءة خليفة المسلمين، ليلقى بتركيا فى بئر الخيانة التى سقطت فيها قطر، بعد اختيار دعم الإرهاب الحوثى، الذى لم يستهدف اليمن وحدها، بل استهدف أيضا الحرمين الشريفين، أقدس مكانين للمسلمين فى العالم أجمع. أموال ملطخة بدماء الأبرياء، دفعتها وسائل إعلام إخوانية قطرية، لتمويل تظاهرات انصار اردوغان لدعم ميليشيات الحوثى، والتى خرج فيها العشرات بالأمس فى قلب مدينة اسطنبول، ما تسببت فى حالة جدل واستياء واسعة فى أوساط الدول العربية. ومن خلال قنوات تركيا وآلياتها الإعلامية لأبواق جماعة الإخوان، ظهرت توكل كرمان التى سرعان ما نست أزمات أهل اليمن الطاحنة وراحت تتاجر بقضايا أخرى بتدخلات فى شأن الدول العربية، وآخرها أزمة اختفاء المواطن السعودى جمال خاشقجى، إذ خرجت فى مظاهرات باسطنبول تؤجج ضد المملكة العربية السعودية لتزييف الحقائق. إعلان السفير التركى باليمن، ليفنت إيلر، دعم بلاده للحكومة اليمنية فى مواجهة تلك الميليشيات، لم يكن سوى حلقة فى مسلسل تخبط وتناقض حكومة أردوغان، فكيف لأردوغان القيام بالشىء ونقيضه فى آن واحد، يعلن استعداده لتقديم جميع أنواع المساعدات والتسهيلات لليمنيين، فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها أنقرة مؤخرا، ويخرج بعدها بساعات أنصاره يدعمون الحوثيين الإرهابيين. يأتى ذلك التصريح كمحاولة للتغطية على الدور السعودى الإماراتى الذى يقدم مساعدات إنسانية إلى الشعب اليمنى عبر مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الإماراتى، إلا أن التصريح أيضا يؤكد حالة التخبط التركى بشأن الأوضاع فى اليمن خلال الفترة الحالية. فى 8 يوليو الماضى، خرج العشرات من الأتراك لتنظيم تظاهرة فى إسطنبول، رافعين خلالها علم اليمن وصور زعيم ميليشيات الحوثيين عبدالملك الحوثى مرددين شعارات مناهضة لقوات التحالف العربى، محرضين على حماية الحوثيين، ووقف القتال ضدهم، إلا أن الحكومة التركية لم تعلق على تلك التظاهرات بل أظهرت دعمها الكامل لها. وتسببت تلك التظاهرات فى خلق مناخ من الغضب العارم لدى الدول العربية التى تعلم أن دعم تركيا لتلك التظاهرات المؤيدة لزعيم الميليشيات الحوثية، يأتى فى إطار تنفيذ دورها المكلفة به كونها أحد أضلاع مثلث الشر فى المنطقة والذى يضم أنقرة وطهران والدوحة، وبما أن الحوثيين مدعومين من إيران فإنه ليس من المستغرب أن نجد تظاهرات مؤيدة لهم بمدينة اسطنبول. إلى جانب ذلك ظهرت قيادات حوثية فى مدينة إسطنبول، بل إن بعضها عقد اجتماعات مع قيادات الإخوان المقيمين فى المدينة التركية، لبحث الأوضاع التى تشهدها اليمن، وهو الأمر الذى سلطت عليه الصحف اليمنية حينها الضوء بشكل يكشف التعاون الإخوانى التركى الرامى نحو دعم الميليشيات الحوثية.