السكة الحديد فى مصر من أقدم سكك حديد العالم فهى ثانى سكة حديد بعد انجلترا تم إنشاؤها فى عام 1851 ، سكة حديد عريقة تغطى القطر المصرى كاملًا من الجنوب إلى الغرب من اسوان حتى السلوم تمتد بطول 9 آلاف كم تشمل 5,آلاف كم كخطوط رئيسية من القاهرة إلى الإسكندرية وأسوان وبورسعيد،بها مايقرب من 50 ألف فنى ومهندس وعامل. الأمر متشعب فالسكة الحديد لم تمتد إليها يد التطوير منذ فترات طويلة،فمنذ فترة طويلة لم تدخل جرارات جديدة باستثناء صفقة جرارات معيوبة منذ ما يزيد على 10سنوات، والأمر لايختلف كثيرًا عن حال العربات فلم يدخل السكة الحديد عربات جديدة منذ 40عامًا سوى 212عربة فى 2014. روزاليوسف أجرت حوار مع المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد للوقوف على خطة التطوير ومواجهة الحوادث. ■ ما هى محاور التطوير التى تنفذها الدولة لتحسين الخدمة بالسكة الحديد؟ - تحسين الخدمة يضم عدة محاور تسير بالتوازى حتى تشهد السكة الحديد نقلة كبيرة وتعود لمكانتها كأعرق سكك حديد العالم وستظهر نتائج تلك الخطة قبل نهاية عام 2020، فبينما يتم تجديد الخطوط وتحديث نظم الإشارات يتم تجديد أسطول الهيئة من الوحدات المتحركة ورفع كفاءة العنصر البشرى وتطوير معهد وردان. ■ ماذا عن تطوير البنية الأساسية؟ - قمنا خلال الفترة الماضية بتشغيل برج بركة قويسنا وبركة السبع وبرج ايتاى البارود ضمن (مشروع عرب الرمل الإسكندرية). كما تم توقيع عقد تطوير نظم الإشارات (أسيوطسوهاج نجع حمادى) مسافة 180 كم، ويشمل تطوير عدد 72 مزلقانًا بتكلفة 86.5 مليون يورو إلى جانب 846 مليون جنيه قرض البنك الدولى. وجار العمل الآن فى تحديث منظومة الإشارات على خطوط (القاهرة - الإسكندرية ) بمسافة 208 كم شامل تطوير 72 مزلقانًا، وخط ( بنى سويف - أسيوط) بطول 250 كم شامل عدد 88 مزلقانًا، وخط (بنها - بورسعيد - وصلة الزقازيق أبو كبير) بطول 213 كم شامل تطوير عدد 98 مزلقانًا. ■ ما نتيجة التطوير؟ - تطوير الخطوط الأساسية وكهربة الإشارات وتحويلها لنظام إلكترونى يزيد معدلات الامان ويقلل أخطاء العنصر البشرى فى التحويلات وخلوات السكك ويساهم النظام الحديث فى تقليل زمن التقاطر الى 4دقائق مما يتيح تشغيل عدد أكبر من القطارات على الشبكة وتخفيض كثافة الركاب، كما يتم تطوير احواش المحطات وتجديد السكك. ■ من يقوم بتنفيذ تلك المشروعات؟ - نعمل مع شركات عملاقة فى تطوير وتحديث نظم الإشارات منها الستون الفرنسية وسيمنس الألمانية وشركات كورية. ■ ما إجمالى تكلفة تحديث نظم الإشارات بالسكة الحديد؟ ومتى تنتهى؟ - 17مليار جنيه إجمالى تكلفة كهربة الإشارات وسوف تنتهى تلك الخطة فى 2020. ■ ما الموقف بالنسبة لتطوير المزلقانات؟ - المزلقانات هى نقط سوداء فى الشبكة فهى تقطع الشبكة بالإضافة إلى السلوكيات من سائقى التوك توك والنقل فضلًا عن معوقات تطويرها لوقوع المزلقان تحت رحمة عدة جهات متداخلة منها وزارات الرى والمحليات والأوقاف والأمن القومى، لكن لم تستسلم السكة الحديد الموقف وتم تشكيل لجنة عليا لتطوير المزلقانات لحل تلك المعوقات وبالفعل يتم تحديث المزلقانات. لدينا 1332مزلقانًا على مستوى الشبكة سيتم الانتهاء من تطوير 1100مزلقان فى منتصف عام 2020، حيث تم الانتهاء بالفعل من 55٪منها وتبلغ تكلفة تطوير المزلقان الواحد نحو 2مليون جنيه ليتجاوز إجمالى التكلفة 2.5 مليار جنيه. ■ هل تم الانتهاء من تطوير المحطات؟ - تم الانتهاء من تطوير 40محطة رئيسية مثل القاهرةوالإسكندرية وسيدى جابر ومعظم محطات الوجه القبلى حيث تم الانتهاء من تطوير 159 محطة وجار تطوير 100 محطة سيتم الانتهاء منها منتصف 2019. وتبلغ تكلفة تطويرها مليار جنيه. ■ ماذا عن موقف الوحدات المتحركة من جرارات وعربات؟ - أولًا موقف الجرارات،عندنا 800 جرارعند حساب تاريخ إنتاجها يوجد جرارات منذ عام 1976و1980،وأحدث جرارات دخلت الهيئة من 10سنوات ومتوقفة وهى 122جرارًا كانت منحة وكانت بتلك الجرارات بعض المشكلات لعدم وجود عقود صيانة من الشركات الموردة مما تسبب فى عدم استخدامها بالشكل الأمثل. ■ ما الإجراءات التى اتخذتها الهيئة لتطوير الجرارات والعربات؟ - تم التعاقد على شراء جرارات جديدة وقطع غيار خلال الفترة الماضية عن طريق التوقيع النهائى مع شركة جنرال إلكتريك، على عقود بقيمة 575 مليون دولار، تشمل توريد 100 قاطرة جديدة للركاب والبضائع، وإجراء صيانة طويلة الأجل لمدة 15عاماً، بما يساهم فى الحفاظ على أداء أسطول الهيئة وصيانته على مدى سنوات طويلة، بالإضافة إلى توفير قطع الغيار والدعم الفنى للقاطرات الجديدة، و81 جراراً أخرى من تمويل الشركة ضمن أسطول الهيئة حالياً، كما تتضمن الاتفاقية قيام الشركة بتنفيذ برنامج تدريبى لأكثر من 275 مهندسًا وفنيًا، بما يساهم فى تحسين وتطوير الخدمة المقدمة لجمهور المسافرين من الركاب. ■ إلى أين وصلت المفاوضات مع البنك الأوروبى لتمويل شراء وحدات متكاملة؟ - جار إنهاء إجراءات القرض الأوروبى لإعادة الأعمار بقيمة 126 مليون يورو لشراء عدد 6 قطارات متكاملة، ومبلغ 290 مليون يورو لشراء عدد 100 جرار أخرى، وسيتم خلال الشهر الجارى فتح المظاريف المالية الخاصة بالمكاتب الاستشارية حيث تأهلت شركتان للمنافسة على توريد 6قطارات كاملة جرارات بعربات. ■ تم قبل أيام توقيع عقد أكبر صفقة فى تاريخ السكة الحديد لشراء عربات الركاب بقيمة مليار يورو كيف سيتم سداد هذا المبلغ؟ - لن تتحمل الهيئة مليمًا واحدًا فى تمويل تلك الصفقة ،فدولة المجر الشريكة مع التحالف الروسى لتوريد العربات قدمت قرضًا بفائدة منخفضة جدًا وفترة سماح أربع سنوات مما يعطى السكة الحديد فرصة لسداد القرض من خلال تشغيل العربات الجديدة. 3200عربة أسطول السكة الحديد من العربات تضم مكيفة ومميزة ومطورة،85٪من تلك العربات تجاوزت 40عامًا. تعاقدت الهيئة لشراء عدد 1300 عربة ركاب جديدة بقيمة تقترب من ال 20 مليار جنيه تتضمن ( عدد 500 غير مكيفة ركاب الدرجات العادية، وعدد 500 مكيفة للدرجات العادية، بالإضافة إلى عدد 300 عربة مكيفة أولى وثانية)، للعمل على خطوط الهيئة بالوجهين القبلى والبحرى، بعد سنة وأربعة أشهر توريد أول دفعة من العربات. فضلاً عن تطوير عدد 450 عربة مميزة لركاب المسافات الطويلة وتحسين عدد 1850 عربة لركاب الفروع والضواحى. فى الوقت الذى تم التعاقد على شراء 1300 عربة جديدة،يتم تأهيل الأسطول القديم... يتم تأهيل 200 عربة بمصنع سيماف بالإضافة إلى تأهيل عربات فى ورش الهيئة فى ابو راضى. ■ هل تكرار سقوط عربات أو بعض الحوادث البسيطة يؤكد أن الصيانة تتم على الورق؟ - بالتأكيد لا فتتم مراجعة أعمال الصيانة من لجان متخصصة ولا أنكر تكرار سقوط العربات أو البوجى ولكن ذلك ليس لعيب فى الصيانة ولكن لأسباب متعددة العلاقة لها بالسكة الحديد أو الصيانة ولكن العشوائيات التى توجد على السكك من أسواق أو معابر غير شرعية تتسبب فى خلل فى حركة العربات وسقوطها. ■ كلمنا عن خطة الارتقاء بالعنصر البشرى داخل الهيئة؟ - ضمن اهتمامات الهيئة الارتقاء بالعنصر البشرى بهدف تأهيل وإعداد الكوادر الفنية بأسلوب علمى ممنهج لضمان جودة وسلامة التشغيل، من خلال إعادة تشغيل معهد وردان لرفع كفاءة العاملين بالهيئة، حيث تم افتتاح مدرسة النقل بوردان المتوقفة عن العمل منذ 2003، والتى تؤهل خريجيها لشغل الوظائف التى تحتاجها الهيئة، ويكون الالتحاق بها بعد الحصول على الشهادة الإعدادية مباشرة وتتم العملية التعليمية بالمدرسة بأحدث التقنيات الحديثة، ونقوم بتنفيذ اكبر خطة لرفع كفاءة العاملين، بالتركيز على نقاط الضعف والتدريب على كيفية التصرف السريع فى حالة وجود أعطال مفاجأة وفى حالات التشغيل غير العادى، والتى تستهدف جميع العاملين فى طوائف التشغيل من قائدى القطارات ومساعديهم والعاملين بنظم الإشارات والسكك، بالإضافة إلى التدريب الفنى والتعامل الصحيح مع المشاكل والعوارض التى تحدث والمحتمل حدوثها أثناء مسير القطارات. ■ هل تجرى الهيئة فحوصات دورية على العاملين للتأكد من عدم إدمانهم المخدرات؟ - خلال شهر نوفمبر 2017 تم توقيع بروتوكول تعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، يهدف إلى التوعية بخطورة ومضاعفات تعاطى المخدرات، وطرق الإقلاع عنها فى حالة تعاطيها والكشف الدورى عن حالات التعاطى لدى طوائف التشغيل بالسكة الحديد، وتنظيم برامج تدريبية تساعد على زيادة التركيز والانتباه الذهنى فى العمل. ■ بعد إقرار البرلمان لتعديل قانون السكة الحديد والسماح بمشاركة القطاع الخاص فى إدارة وصيانة وتشغيل الخطوط هل هناك تفعيل للقانون؟ - لابد من دخول القطاع الخاص فى إدارة وصيانة وتشغيل بعض الخطوط كما هو الحال فى جميع دول العالم وبعد موافقة البرلمان تمت إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص وبالفعل تم عرض عدة مشروعات فى قطاع البضائع منها العين السخنة - الروبيكى وخط بلبيس - العاشر من رمضان. ومن المشروعات المهمة التى تم عرضها على القطاع الخاص مشروع القطار فائق السرعة العين السخنة - العلمين وسيتم فتح المظاريف الخاصة بالمكاتب الاستشارية المؤهلة للمشروع الشهر المقبل. ■ ماذا عن خطة تخفيض خسائر السكة الحديد؟ - السكة الحديد تتحمل سداد جميع القروض وفوائدها رغم ثبات أسعار التذاكر وارتفاع أسعار المواد البترولية والأجور كل ذلك تسبب فى تفاقم الخسائر حيث بلغت 5مليارات جنيه فى العام المالى الماضى بالإضافة إلى العجز المرحل منذ عام 2005يبلغ 50مليارًا. هناك مفاوضات لإسقاط الفوائد الخاصة بقروض بنك الاستثمار القومى حيث تزايد الدين بسبب الفائدة ليصل إلى 50 من أصل 10مليارات.