اتفقت جموع المسلمين علي أفضلية ليلة القدر، ففيها صدر الأمر الإلهي بنزول القرآن من اللوح المحفوظ إلي «بيت العزة» بالسماء الدنيا، لتبدأ مرحلة نزوله منجماً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفيها يفرق كل أمر حكيم من موت وصحة ومرض وغني وفقر وغير ذلك مما يطرأ علي البشر من الأحوال المختلفة، وروي عن رسول الله (ص) قوله: «إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون علي كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لدن غروب الشمس إلي طلوع الفجر». لهذا وجب إحياء تلك الليلة بالصلاة والاستغفار وكثرة الدعاء. «فمن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». إلا أن أتباع المذهب الشيعي كان لهم رأي آخر. فقالوا بنزول الملائكة ولكن للمثول عند إمام العصر فتعرض عليه ما قدر لكل أحد من المقدرات. كما جعلوها علي ثلاث ليال حيث سئل الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر، فأجاب: «أطلبها في تسع عشرة، وإحدي وعشرين، وثلاث وعشرين» ولذلك دأب الشيعة علي تسمية الليالي الثلاث بليالي القدر - مع اختلاف الأفضلية - وجعلوا لكل منها سنن. فالليلة التاسعة عشرة أولي ليالي القدر، والأعمال فيها علي نوعين، عام يؤدي في كل ليلة من الليالي الثلاثة، كالغسل، الصلاة ركعتان يقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد سبع مرات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرة أستغفر الله وأتوب إليه.. نشر المصحف والدعاء ب«اللهم إني أسألك بكتابك وما فيه وفيه اسمك الأكبر وأسماؤك الحسني، وما يخاف ويرجي أن تجعلني من عتقائك من النار وتدعو بما بدالك من حاجة، وضع المصحف علي الرأس والمناجاة ب«اللهم بحق هذا القرآن، وبحق من أرسلته به، وبحق كل مؤمن مدحته فيه، وبحقك عليهم، فلا أحد أعرف بحقك منك.. ثم يقول عشر مرات بك يا الله، وعشر مرات بمحمد، وعشر مرات بعلي، وعشر مرات بفاطمة، وعشر مرات بالحسن وعشر مرات بالحسين وعشر مرات بعلي بن الحسين وعشر مرات بمحمد بن علي وعشر مرات بجعفر بن محمد وعشرمرات بموسي بن جعفر وعشر مرات بعلي بن موسي وعشر مرات بمحمد بن علي وعشر مرات بعلي بن محمد وعشر مراتب الحسن بن علي وعشر مرات بالحجة».. زيارة الحسين (عليه السلام) كما ورد في الحديث - بزعمهم - أنه إذا كان ليلة القدر نادي مناد من السماء السابعة من بطنان العرش إن الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام).. الصلاة مائة ركعة والأفضل أن يقرأ في كل ركعة بعد الحمد التوحيد عشر مرات، ثم الدعاء بما ورد عن الإمام زين العابدين «اللهم إني أمسيت لك عبداً داخراً لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً، ولا أصرف عنها سوءاً، اشهد بذلك علي نفسي، واعترف لك بضعف قوتي، وقلة حيلتي.