كاميرا ليلة خي من عمر الإنسان كله

ليلة القدر‏..‏ تحدث فيها معجزة سنوية حيث يأمر الله تعالي ملائكته وعلي رأسهم سيدنا جبريل عليه السلام بالنزول إلي الأرض للدعاء والإستغفار لعباد الله المؤمنين‏
وقال‏[:‏ إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة‏(‏ جمع‏)‏ من الملائكة يصلون ويسلمون علي كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل‏.‏
‏*‏ خرج النبي‏[‏ ليخبر المسلمين بموعد ليلة القدر فتلاحي‏(‏ تشاجر‏)‏ رجلان فقال النبي‏:‏ إني خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحي فلان وفلان فرفعت‏(‏ طمس الله موعدها‏)‏ وعسي أن يكون خيرا لكم وقال [‏ :‏ التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان‏..‏ وأراد الله بهذا أن يزداد فعل الخيرات في عشر ليال وليس في ليلة واحدة فقط‏..‏
‏*‏ وليلة القدر تقدر فيها الأحكام والأرزاق والآجال وكل الأمور التي قدرها الله تعالي علي بلاده وعباده حيث يطلع ملائكته عليها لينفذوا ما وكل إليهم ويفعلوا ما يؤمرون‏..‏ فيسوق المقادير ويدفعها الي المواقيت لتنفيذ القضاء المقدر‏..‏ لأنه سبحانه وتعالي قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض‏..‏
وليلة القدر نزل فيها القرآن الكريم كاملا من اللوح المحفوظ بالسماء السابعة الي السماء الاولي‏..‏ ثم نزل به سيدنا جبريل عليه السلام مفصلا في مواقع مختلفة ووفقا لاحداث معينة علي مدي‏23‏ عاما‏.‏
وسميت ليلة القدر أيضا لأن العمل الصالح يكون فيها ذا قدر عند الله ويكون الدعاء مستجابا وأيضا لأن الأرض تضيق بالملائكة فيها‏.‏
‏*‏ ليلة واحدة ولكنها خير من ألف شهر‏(83‏ سنة وثلث‏)‏ أي أنها خير من عمر الأنسان كله‏..‏
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :‏
كان رسول الله [‏ إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر‏(‏ الثوب‏).‏
وقالت ايضا‏:‏ إن رسول الله‏[‏ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان‏.‏
وقال‏[:‏ من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‏.‏
‏*‏ من علامات ليلة القدر أنها بلجة‏(‏ صافية‏)‏ سمحة لاحارة ولاباردة تطلع الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر‏..‏ وقال‏[‏ عنها‏:‏ ليلة سمحة طلقة لاحارة ولاباردة وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء‏.‏
‏*‏ وسألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي وقالت يارسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟
قال‏:‏ قولي‏:‏ اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عني
‏*‏ أطلع الله تعالي النبي‏[‏ علي أعمار الأمم فأحزنه طول عمر الناس في الأمم السابقة وقصر عمر الناس في أمته وخشي ألا يبلغوا من العمل الصالح في مرضاة الله مثل الذي يبلغه غيرهم‏..‏ كما ذكر رسول الله [‏ إن رجلا من بني إسرائيل كان يقوم الليل ويحمل علي عاتقه السلاح نهارا في سبيل الله ألف شهر فعجب النبي [‏ لذلك وتمني ذلك لأمته فقال‏:‏ يارب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله تعالي ليلة القدر خيرا من ألف شهر ونزل قوله تعالي‏:‏
إنا أنزلناه في ليلة القدر‏,‏ وما أدراك ما ليلة القدر‏,‏ ليلة القدر خير من ألف شهر‏,‏ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر‏,‏ سلام هي حتي مطلع الفجر
صدق الله العظيم

‏Farouk.hashem@hotmail.com‏