اتخذت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسودان طابعًا خاصًا، بما تعكسه من دلالة كأول زيارة خارجية للرئيس فى الفترة الرئاسية الثانية، وهو ما وصفه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأنها تعكس خصوصية العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين. وخرجت الزيارة بعدد من النتائج الناجحة، لتضاف للجهود التى بذلت خلال الأربع سنوات الماضية بهدف إعادة صياغة العلاقات بين مصر والسودان على نحو يتسق مع ما يجمعهما من روابط، كما أنها ترسى أساسًا متينًا لانطلاق التعاون الثنائى على المستوى التنفيذى فى شتى المجالات لصالح شعبى البلدين. المباحثات بين الرئيس السيسى ونظيره السودانى، تطرقت إلى سبل تعظيم التعاون الاقتصادى وتعزيز مختلف جوانب التعاون المشترك، فى مجالات البنية التحتية والنقل والزراعة والإنتاج الحيوانى، وفى هذا الإطار وجه الرئيسان بتشكيل لجنة تسيير برئاسة وزيرى خارجية البلدين، وعضوية الجهات المعنية المختلفة، لبلورة مشروعات محددة بجداول زمنية يتم الالتزام بها، فضلاً عن تكثيف الجهود لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ، وذلك فى ضوء توافر الإرادة السياسية والشعبية، وضرورة انعكاس ذلك على المستوى التنفيذي. وحسب تصريحات السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فإن هناك عددًا من المكاسب والبنود التى تم الاتفاق عليها بين الرئيسين لدفع العلاقات المشتركة بين البلدين أهمها ما يلى : - وضع جدول محدد من الأهداف فى توقيت زمنى يتم التكليف بها على المستوى التنفيذى ويتم عرضها على الرؤساء بشكل منتظم بما تم إنجازه على نحو يعكس الإرادة السياسية القوية التى تمت فى خلال الأربع سنوات الماضية وصولًا إلى الآن. - تم الاتفاق بين الزعيمين على تشكيل لجنة تضم معظم أو تلك الآليات المشتركة تحت رئاسة وزيرى خارجية البلدين ليتم التنسيق بشكل متناغم ما بين تلك الآليات وصولًا إلى مشروعات ونتائج محددة يشعر بها شعبا البلدين. - وجه الرئيسان بتشكيل لجنة تسيير برئاسة وزيرى خارجية البلدين، وعضوية الجهات المعنية التنفيذية، لبلورة مشروعات مشتركة بجداول زمنية محددة يتم الالتزام بها. - لجنة التسيير المشتركة برئاسة وزيرى خارجية مصر والسودان التى تم إقرارها خلال القمة سوف تضم فى عضويتها وزراء «الرى والزراعة والكهرباء والتجارة والصناعة والنقل والاتصالات والشباب والرياضة والثقافة». - تبدأ لجنة التسيير المصرية السودانية اجتماعاتها الفنية بالقاهرة على مستوى كبار المسئولين الشهر المقبل، حيث تقر فيه المشروعات المشتركة بين البلدين يعقبه اجتماع على مستوى الوزراء فى ذات الشهر. - هناك لجان كثيرة مشتركة بين مصر والسودان، منها القنصلية الدائمة الخاصة بمياه النيل والتجارة والصناعة، كما أن هناك لجنة عليا تمت ترقية رئاستها إلى مستوى رئيسى الدولتين عقدت أولى جولاتها فى أكتوبر 2016 وهناك جولة أخرى لها فى أكتوبر المقبل. - ملف مكافحة الإرهاب، من الموضوعات التى كانت على طاولة المباحثات بين الرئيسين، لافتا إلى أنه يعد موضوعا قاسما ومشتركا فى المباحثات، وله أهمية كبيرة، وأن مصر أحرزت تقدما كبيرا فى هذا الملف ومكافحة الإرهاب. - وصف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الآليات التنفيذية والمشتركة ما بين مصر والسودان بأن ليس لها مثيل على مستوى العالم ما بين أى دوليتن حتى ما بين مصر وأى دولة أخرى والمرحلة المقبلة ستشهد تفعيلا لكل المعطيات». رسائل الرئيس للمفكرين وفى ختام زيارته التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بمقر إقامته بالخرطوم عددًا من قيادات ورموز القوى السياسية والمفكرين والإعلاميين السودانيين. الرئيس أعرب خلال اللقاء عن سعادته بزيارة السودان والالتقاء بمفكريها وقيادات العمل السياسى السودانى، مشيراً إلى أن الزيارات المتعاقبة بين الدولتين، تؤكد حرص القيادتين المصرية والسودانية على دفع العلاقات الثنائية وإجهاض أية محاولات لتعكير صفو العلاقات بينهما. وأكد الرئيس أن سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ راسخة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين وعدم التآمر على أى دولة، ومد روابط التعاون والتنمية وإرساء السلام، فى إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، التى تسمو فوق أى اختلافات فى وجهات النظر. كما أشار الرئيس فى ذات السياق إلى الشروع فى تنفيذ مشروعات قومية مشتركة، منها الربط الكهربائى ومد خطوط السكك الحديدية بين الدولتين، مؤكداً أن هناك آفاقاً واسعة للارتقاء بعلاقات التعاون إلى أبعد مدى. كما تطرق الرئيس خلال اللقاء إلى جهود الإصلاح الاقتصادى الشامل الجارى تنفيذها فى مصر، وكذا الإجراءات التى تتخذها مصر لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، والمشروعات القومية العديدة الجارى إقامتها، وخاصةً فى مجال البنية التحتية، والمدن الجديدة بمختلف أنحاء الجمهورية، منوهاً إلى ما أظهره الشعب المصرى من وعى وإدراك وتفهم لطبيعة المرحلة. كما شدد الرئيس على حرص الحكومة المصرية على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى مع السودان.