أكد أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن مصر قادرة علي حماية حدودها وتأمين أرض سيناء تأميناً كاملاً، وأن أرض مصر سوف تظل حرة وآمنة رغم أنف المدعين والذين يحاولون جاهدين في الآونة الأخيرة النيل من عزم أبناء شعب مصر العظيم، مؤكدين أن بدو سيناء ملتحمين مع قواتهم المسلحة من أجل الزود عن كل حبة رمل في أرض سيناء الفيروز. جاء ذلك خلال الممؤتمر الشعبي الموسع الذي عقدته القوات المسلحة أول أمس مع أهالي محافظة جنوبسيناء بمقر محافظة جنوبسيناء بمدينة الطور، لبحث تداعيات الأحداث التي نشبت علي الحدود المصرية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية بحضور اللواءات صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني وطاهر عبد الله رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأحمد يوسف قائد سلاح حرس الحدود وخالد فودة محافظ جنوبسيناء واللواء محمد نجيب مدير الأمن أن سيناء لا تمثل مشكلة ولكنها تعد الحل لجميع مشاكل مصر. أكد اللواء عادل عمارة مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن المجلس العسكري لا يدخر جهدًا في حل مشاكل أبناء سيناء والعمل علي توفير جميع الخدمات والمرافق في حدود الإمكانيات المتاحة للدولة. وأشار إلي أن القوات المسلحة حمت الثورة وشاركت فيها وهي تقف دائمًا مع الشعب لأنها منه وإليه مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد حياة الشعب المصري في دولة حرة ديمقراطية تتبوأ مكانتها اللائقة بين دول العالم المتقدم. وأضاف «عمارة» أن الأمن ليس مسئولية الشرطة وحدها ولكنها مسئولية جميع المواطنين ويكفي أن محافظة جنوبسيناء لم تحدث بها مشاكل في وسط الأحداث التي وقعت في كل أنحاء مصر ويجب علي الجميع مساعدة الشرطة. أوضح عضو المجلس العسكري أن الخطة التي وضعها المجلس الأعلي للقوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية هي وضع اللبنة الأساسية في صرح الديمقراطية بمصر حيث ستشهد الفترة القادمة انتخابات مجلسي الشعب والشوري في سبتمبر المقبل يليها وضع الدستور ثم انتخابات رئاسة الجمهورية وعندها سيقول الشعب كلمته وسيتولي حكم نفسه بنفسه ودعا أهالي سيناء إلي ضرب المثل للنموذج الحضاري للدولة بالمشاركة في هذه الانتخابات. وأعلن عن الاتفاق مع وزيري البترول والكهرباء في توفير 100 وظيفة بشركات البترول و 80 أخري في الكهرباء لأبناء جنوبسيناء الأسبوع المقبل وفي مجال السياحة تم الاتفاق مع وزير السياحة علي تنظيم دورات تدريبية مؤهلة للتعيين حيث سيتم تدريب الفرد لمدة من 3 إلي 6 شهور بأجر في أحد الفنادق ثم يتم تعيينه. كما أعلن «عمارة» أن المشير طنطاوي أهدي أبناء سيناء محطة تحلية مياه الشرب وسيتم إنشاؤها في مدينة أبو رديس أو مدينة أبو زنيمة نظرًا لنقص المياه، كما أمر المشير بحفر بئرين للمياه بالتنسيق مع المحافظة وقائد الجيش الثالث الميداني بالإضافة إلي إنشاء منافذ توزيع منتجات القوات المسلحة في مدن طور سيناء ورأس سدر وأبو زنيمة وأبو رديس ووادي فيران وسانت كاترين. وأوضح أن المشير قرر أيضًا علاج المواطنين بجنوبسيناء في حالات الطوارئ في مستشفيات القوات المسلحة بالتنسيق مع قائد الجيش الثالث الميداني. وأشار مساعد وزير الدفاع إلي أن الجيش يدرس إقامة عدة مشروعات لصالح المواطن تعمل علي زيادة معدل التنمية في سيناء لافتًا إلي أنه تم الاتفاق مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب لإنشاء مركز تدريب بمدينة طور سيناء وإصلاح خط مياه النيل من نفق الشهيد أحمد حمدي إلي مدينة سانت كاترين. وحذر اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني من الأخطار التي تحيط بمصر ويجب علي الجميع توخي الحذر والحرص أمام أي أحداث تؤدي إلي زعزعة استقرار البلاد مثلما حدث في العلامة 79. وقال إن أرض سيناء الحبيبة هي مهد الأديان ومعبر الرسل ورمز المحبة والسلام فيها كلم الله نبيه موسي عليه السلام وعلي أرضها تاه اليهود أربعين عامًا في رحلة الخروج من مصر، وأضاف: هنا أيضًا عبر عمرو بن العاص يحمل لواء الإسلام لفتح مصر وهذه أرضنا المقدسة التي حباها الله برجال قادرين علي حمايتها وصون ترابها قد عقدوا العزم علي إلا يفرطوا في حبة رمل واحدة من رمالها وكانت المنظومة التي امتزجت فيها دماء أبناء القوات المسلحة والمجاهدين من أهالي سيناء مسطرين أعظم صفحات التاريخ ولذلك ستظل سيناء محط أنظار العالم ومطمع جميع الدول المغرضة. وأشار «صدقي» إلي أن العدو ليس فقط الذي يهدد الحدود وإنما هناك العدو من العناصر التي تسممت أفكاره وغرر به من جهات ليعبث بأمن البلاد كما حدث بشمال سيناء، وقد تكون عناصر تثير الفتنة بين أهالي سيناء وإخوانهم من المقاتلين والعسكريين المرابضين في مواقعهم بالقرب منهم. ووصف «صدقي» محافظة جنوبسيناء بأنها تعتبر من المحافظات المستقرة مقارنة بباقي محافظات مصر وهو ما يعكس وعي سكانها الذين يمتازون بالفكر المستنير والثقافة العالية ولديهم غيرة علي هذه المحافظة وحريصون علي ثرواتها ومصادر دخلها من السياحة والبترول والتعدين وقال: ونحن بدورنا نسعي جاهدين لاستمرار التعاون البناء من خلال التواصل المستمر معهم للتعرف علي مشاكلهم. وأضاف أنه يجب علينا الحذر والحرص الشديد من الإيحاء الكاذب بأن الحدود الشرقية غير مؤمنة فيما أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أنه لا يختلف اثنان علي أن أبناء سيناء حريصون علي السعي من أجل عودة الأمن والاستقرار والتلاحم من أجل دفع عجلة التنمية في جميع ربوع المحافظة ويأتي في مقدمة ذلك تأمين الطرق الوعرة والمدقات الجبلية بالتنسيق مع الجهات الأمنية من أجل منع دخول أي عناصر تخريبية إلي جنوبسيناء في تلك الظروف الراهنة. وقال اللواء محمود يسري وكيل مصلحة الأمن العام إن سيناء تمثل لمصر أهمية استراتيجية بالغة الأهمية باعتبارها البوابة الشرقية للبلاد والتي ارتوت بدماء الشهداء، وأضاف: سنسعي لطريقة ترضي أهل سيناء في إطار من المشروعية ووزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة عاقدة العزم علي التصدي للعناصر التي تهدف لتقويض الأمن وتشكل خطرًا علي أراضيها وأهاب بشيوخ القبائل الوقوف في وجه أي مخططات تستهدف النيل من أمن سيناء ومواجهة الخارجين علي القانون. وطالب الشيخ سلام غريب من قبيلة أولاد سعيد بتنمية المنطقة الواقعة بين طور سيناء ورأس محمد وذلك بمشروعات صناعية وزراعية والبعد عن المشروعات السياحية وأن تكون المشروعات بنظام «BOT». وأضاف أن هناك 7 آبار مياه غير مستغلة بوادي مكتب ويمكن توصيلهما إلي مدينة طور سيناء واستصلاح 500 فدان بسهل القاع.