فى كل عام ترد المئات من الفتاوى فى الصوم إلى دار الافتاء المصرية لاسيما فى شهر رمضان، ولقد رصدت «روزاليوسف» اهم الأسئلة التى يهتم الناس معرفة إجابتها الشرعية فى رمضان، حيث ركزت معظم الأسئلة على قضاء الصوم عن المتوفى، وحكم تغسيل الزوج لزوجته، وتفسير الرؤية والحلم، وكيفية الجمع بين الصلوات، وغيرها من الموضوعات التى نعرض اجابتها فى سياق إجابة د. مجدس عاشور المستشار العلمى للمفتى عن هذه الأسئلة. ■ بداية امرأة تقول فاتنى صيام شهر رمضان لسنين كثيرة أثناء الحيض أو النفاس، فما الحكم وكيف أقضيها؟ - إذا فاتت أيام من شهر رمضان على المراة سنين طويلة فإن كان الترك بسبب عذر فلا إثم، لكن ان تركت الصوم بدون عذر فهنا وجب الاستغفار أولا، ولمن فاته صوم أيام من رمضان فى سنوات عديدة ان ينوى قضاء ما فاته، ويبدأ بقضاء ما على الإنسان من صوم مهما كان عدد الأيام، فإذا ما وافته المنية فإنه بنيته مع عمله بالقضاء لما فاته من صوم كفيل بان يرفع عنه الإثم. ■ ما حكم من لم يذكر عدد الأيام التى أفطرها فى رمضان كالنساء بسبب الحيض لعدة سنين، فما العمل؟ - فى حالة النسيان بعدد الأيام التى فاتت فى الصوم عن سنين، فعلى الإنسان أن يقضى العدد بما يغلب على ظنه، فإن وجد انه لا استطيع التحديد فليبدأ بالصوم إلى ان تستريح نفسه لذلك. ■ سؤال فى الصوم أيضا يقول هل يجوز قضاء الصوم والصلاة عن أمى المتوفية؟ - الصلاة فريضة متعينة بالانسان، فلا يجوز ان يقضيها أحد عنها، فإن مات لا يجب قضاؤها عنه، أما الصوم فيجوز لابنه او زوجته او اخيه او أى حد ان يصوم عنه لأن الصوم دين لله، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وعليه صوم صام عنه وليه «، فإن لم يستطع وليه ان يقضى عنه الصوم فليخرج عن كل يوم إطعام مسكين. ■ ما الفرق بين الرؤية والحلم؟ - يقول صلى الله عليه وسلم :» الرؤية من الله، والحلم من الشيطان « فإذا رأى الإنسان خيرا فليعلم بانه من الله وليخبر به استبشارا، أما من رأى رؤية يكرهها فلا يحزن ولا يرويها لأحد وليتفل عن شماله ثلاث مرات « ويستعيذ بالله من الشسيطان الرجيم. وهناك امور يحصن الإنسان نفسه بها قبل النوم وهى أن ننام على الأذكر وآية الكرسى مفيدة فى هذا الأمر فلتقرأ 11 مرة، وسورة الفاتحة وأواخر سورة البقرة، والمعوذتين. ولكن نحذر من قيام البعض بالانسياق وراء بعض المفسرين لمعرفة مآلات الأحلام، لأن البعض يسلم عقله لبعض المفسرين للاحلام ويوقف حياته على تفسير حلم. ■هل الرؤية فى شهر رمضان لها افضلية؟ - قيل أن الرؤيا فى الأوقات التى يتجلى الله فيه بالرحمة على العباد هى من أفضل اوقات الرؤية، ولكن الرؤية فى الأساس لا ترتبط بزمن معين، ولكن مشاهدة الرؤية الصالحة فى رمضان من الرؤى الواقعة فى أيام فاضلة تتنزل بها الرحمات. ■ من الأسئلة التى وردت للصفحة الدينية سؤال يقول حكم قضاء الفوائت من الصلاة؟ وما هى كيفية قضائها؟ - جماهير العلماء على وجوب قضاء الصلوات الفائتة كلها منذ بلوغ الانسان مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها فور تذكرها» فالصلاة لا ترفع وإن كان هناك عذر كالنوم والصلاة، فمن ترك الصلاة نقول له ان هذا دين فى رقبتك، ولا يمكن ان يقضى عنك احد هذا الدين. من فاتته أكثر من خمس صلوات فللاإنسان ان يصلى قضاء أى صلاة فى أى وقت دون ترتيب، وعلى من ترك الصلاة سنوات ان يقض الصلاة قدر استطاعته بحيث يصلى الفريضة مرتين احدهما قضاء. وعلى من فاتته الصلاة فترة ان يتوب إلى الله، وان ينوى قضاء ما فاته من الصلاة، وان يشرع بالفعل فى القضاء لكل ما فاته من صلاة، حتى إذا انقضى الجل ومات الإنسان فهنا ستكون النية كافية، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :» من مات وعليه دين وقد نوى قضاؤه قضى الله عنه». ■ هل يلزم من يقضى فرضا ان يؤدى سنته؟ - السنن لا تقضى وهناك فرائض من الصلاة متروكة، وهذا لا يعنى ان يترك الإنسان السنن الحالية المؤكدة كركعتى الفجر، فليس من الواجب قضاء السنن وإنما لابد ان نقضى الفرائض. ■ سؤال متكرر دائما حول ما مدى جواز الجمع بين الصلاتين نظرا لطبيعة العمل؟ - الأصل ان يحافظ المسلم على الصلاة فى وقتها تطبيقا لقوله تعالى “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا «، ولكن قد يعترض الإنسان ظروف كالطبيب فى عمله، فهنا يجوز الجمع بين صلاتين نظرا لطبيعة العمل، مع استحضار النية دائما بأداء الصلاة على وقتها، مع العلم بان الجمع بين الصلوات يكون بين صلاتى الظهر والعصر، والمغرب مع العشاء دون أن يقصر الصلاة. ■ هل يجوز أن يغسل الرجل زوجته؟ والمرأة زوجها بعد الوفاة؟ - الموت لا يقطع الصلة الزوجية بين الزوج وزوجته، وقد أشيع خطأ أن الإسلام يقطع الصلة بين الزوجين بمجرد الوفاة، فالعلاقة الزوجية لا تنقطع من كل جوانبها بعد الوفاة، وفى حالة الغسل بعد الوفاة فإن الأصل ان يغسل المرأة النساء، ويغسل الرجل الرجال، ومع هذا نقول أن الزوج لو قام بتغسيل زوجته بعد الوفاة لا يأثم شرعا، وكذلك لو قامت الزوجة بتغسيل زوجها بعد الوفاة لا تأثم شرعا. وباتفاق العلماء ان المرأة لها أن تغسل زوجها، وللزوج أن يغسل زوجته، حيث روى ان الإمام على غسل زوجته السيدة فاطمة.
