يبدو أن برامج الكاميرا الخفية وجدت ضالتها فى المواقف الإنسانية التى أصبحت مادة دسمة تصلح مدخلًا مناسبًا لكسب تعاطف المواطنين خلال شهر رمضان المبارك، فمعظم برامج المقالب لم تعد تسعى لاضحاك المشاهد كما كان فى السابق، وإنما تجتهد فى عرض قضية إنسانية لتوصل رسالة وهدف نبيل. ويأتى فى مقدمة هذه البرنامج، «ورطة انسانية» الذى يعرض يوميا على قناة DMC، حيث يعتمد على تمثيل موقف إنسانى فى الشارع والتعرف على ردود أفعال المواطنين تجاهه, مثل ما عرض خلال الحلقة الماضية عن طفل صغير من أولاد الشوارع يرغب فى تعلم القراءة والكتابة ويحمل فى يده كراسة وقلما ويقوم بسؤال كل شخص يمر فى الشارع عن كيفية كتابة بعض الكلمات، وهو ماقابله المواطنون بتعاطف كبير، إذ إن معظمهم سعى جاهدًا لمساعدة الطفل فى تعلم طريقة كتابة الكلمات التى يريدها، بالاضافة الى محاولتهم اعطاءه مالًا لولا رفضه، وفى نفس الوقت كان هناك أشخاص سلبيون لم يقدموا للطفل المساعدة. ونفس الامر نجده فى برنامج «الصدمة» الذى يقدمه المذيع كريم كوجاك على قناة MBC ، ويعتمد على تمثيل موقف إنسانى للتعرف على ردود افعال المواطنين منه، مثل احدى الحلقات التى تناولت قضية «الحماة القاسية» التى تريد ان تنهى علاقة ابنها بزوجته، بسبب غيرتها منها، واظهرت الحلقة مدى تعاطف المواطنين مع الفتاة ضد حماتها والتى كانت تهينها وتحرجها أمام الجميع أثناء تواجدهم فى أحد محلات الملابس، وظهر تعاطف المواطنين مع الفتاة من خلال التحدث إلى حماتها وتذكيرها بأن لديها بناتا ولابد أن تراعى الله فى علاقتها بزوجة ابنها كى يعود بالخير على بناتها أيضا، كما عبروا عن استيائهم من سلوك «الحماة» التى لم تستمع للنصيحة فى اتباع سلوك جيد فى معاملتها لزوجة ابنها. ويدخل فى هذا الاطار برنامج «عقارب الساعة» الذى تقدمه الاعلامية دعاء صلاح على قناة النهار، حيث يتضمن فقرة فى نهاية الحلقة يتقمص خلالها ضيف الحلقة شخصية أخرى تقدم موقف انسانى وترى ردود الجمهور بشأنه، مثل حلقة الفنانة روجينا التى تقمصت شخصية بائعة جرجير وتعاطف معها المواطنون بعد أن حاول أحد المواطنين فى جعلها تمدحه وتعظمه عبر فيديو مصور يبث على السوشيال ميديا ليتفاخر بنفسه أمام أصدقائه، مقابل إعطائها مائة جنيه، ولكن حدث مشادة بينهما بسبب عدم تذكر البائعه اسم هذا الشخص لتشكره فى الفيديو، فقام باهانتها وحاول استرجاع المائة جنيه منها لولا تدخل المواطنين وتعاطفهم معها، وحلقة ريم الباردوى التى جسدت ابنة جاحدة ضد والدتها وظهر مدى تعاطف المواطنين مع الأم ضدها.