استطاعت مسرحية «السفينة والوحشين» التي تعرض حاليا علي خشبة المسرح العائم الصغير أن تحقق اقبالاً جماهيريا واسعاً دفع إدارة المسرح إلي إلغاء يوم الراحة المقرر أسبوعيا رغم كونها لا تحمل أي ملمح رمضاني مثل باقي العروض التي شهدها المسرح طوال شهور رمضان في الأعوام السابقة. المسرحية من تأليف «دارييفو» واخراج إسلام إمام ويقوم ببطولتها حمزة العيلي ورامي الطمباري وتدور أحداثها حول اكتشاف البحار الشهير كريستوفر كولومبوس للأمريكتين وتأثير هذا الاكتشاف علي العالم، إلا أن مشهد محاكمة كولومبوس حملت اسقاطًا علي محاكمة مبارك والطريقة التي يحاكم بها دون وجود نظام صارم في المحاكمة وهو ما ناقشناه مع مخرجه إسلام إمام في ذلك فقال لنا: بدأنا بروفات هذا العرض قبل إذاعة المحاكمة من فترة طويلة إلي جانب أن هذا نص عالمي وسبق وحصل علي جائزة نوبل عام 1997 ومؤلفه كتبه بشكل عام حتي يكون مناسبا لكل الأزمات والعصور كما أنه يحمل أكثر من تفسير. وتابع إسلام: إلي جانب ذلك عملي كمخرج يحتم علي قبول تفسيرات الجمهور بشتي اختلافاتها فكل شخص من حقه تفسير العرض والاسقاطات التي يحملها كما يشاء لكنني في النهاية أقدم نصًا عالميا لا أدعي أنني أقصد به اسقاطًا بعينه، فعلي سبيل المثال إذا قدمت «الملك لير» حاليا قد يراها البعض أنها تحمل اسقاطات سياسية عن مبارك أو غيره، لكنها في النهاية نص عالمي وفي هذا النص يقدم «دارييفو» سيطرة الحكام بشكل عام علي البلاد التي يحكمونها دون التفكير في النصوص بالدولة، ومحاولة شخص مثل كولومبوس أن يتقرب للحاكم حتي يصل إلي ما يريد لذلك لم أخش من اتهام أحد لي بأنني فلول أو ضد الثورة، لأنني ببساطة أقدم نصًا عالميا، كل العالم يقدمه وكما ذكرت من حق كل شخص أن يراه كما يشاء. وعن عزوفه عن تقديم عرض يحمل أجواء رمضانية واصراره علي تقديم عمل جاد إلي جانب تقديم عرض «صورة للشعب الفرحان» قال: أعتقد أن الجمهور شعر بالملل من العروض التي تحمل أجواء رمضانية مثل «الليلة المحمدية» وغيرها، من الأشكال التقليدية لعروض رمضان، وفي رأيي أن رمضان مثله مثل كل الشهور العام من المهم تقديم أعمال مسرحية جادة خلاله دون خوف، أما بالنسبة لعرض «صورة الشعب الفرحان» فقد كان متعلقًا بأحداث التحرير والثورة وكان مناسبا له أن يعرض في الأيام الماضية، لكن حاليا هناك أحداث جديدة لابد من مواكبتها.