فى الوقت الذى أعلن فيه تنظيم داعش تجديد البيعة لأبو بكر البغدادي، أكدت مصادر متطابقة فى المعارضة السورية أن التنظيم الإرهابى بدأ يعود إلى البادية السورية من جديد، مشيرة إلى أنه باغت امس الأول قوات النظام السورى والمليشيات الشيعية المساندة، فى عدة مناطق من البادية، وتمكن من السيطرة على بعضها مثل منطقتى السبع ابيار وحاجز ظاظا، عازية ذلك إلى وجود صفقه لإعادة التظيم إلى المنطقة فى مواجهة فصائل المعارضة. وقال الناطق الإعلامى باسم فصيل شهداء القريتين وهو من فصائل المعارضة السورية فى البادية وتابع للجيش السورى الحر عمر الحمصى إن «داعش تمكن من السيطرة على هاتين المنطقتين بعد اشتباكات عنيفة ليلة أمس الأول». وقال الحمصى إن» مقاتلى داعش تقدموا بالهجوم على هاتين المنطقتين من محورى الوعر والمحسة». وكان التنظيم قد أعلن فى أول تعهد علنى بالولاء له منذ انهيار الخلافة فى سورياوالعراق العام الماضي، جدد مقاتلو تنظيم داعش، فى بيان نشروه على مواقع للتواصل الاجتماعي، البيعة لزعيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادي. ويعد مصير خليفة التنظيم مجهولًا، منذ عام 2014؛ إذ أكد مسئول استخباراتى عراقى سابقًا أن «البغدادي» لا يزال على قيد الحياة، ويتلقى العلاج فى مستشفى للتنظيم بالمنطقة الصحراوية شمال شرقى سوريا. لكنّ الجيش الروسى أعلن، فى منتصف يناير 2017، أنه يحاول إثبات إن كان «البغدادي» قُتل فى غارة جوية روسية بسوريا، فى مايو، من العام نفسه، دون تأكيد ذلك فى وقتٍ لاحق. وكان المرصد السورى لحقوق الإنسان، تحدث هو الآخر عن معلومات عن تأكيد قيادات فى داعش مقتل زعيمهم البغدادي، وطالما ترددت إشاعات بأن البغدادى أصيب بل وربما قتل خلال هجمات، ولكن تأكد فيما بعد خطأ هذه الأنباء. فيما رجَح الجيش الروسى الخميس 5 ابريل الحالى أن زعيم ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، لم يعد موجوداً فى سوريا، وأنه موجود فى العراق. وعن البيعة يقول الخبير العراقى المتخصص فى الجماعات الإسلامية هشام الهاشمى إنها أول مبايعة معلنة بالولاء للبغدادى منذ استعادة القوات العراقية السيطرة على الموصل فى يوليو. ويعتقد الهاشمى أن البغدادى يختبئ فى الصحراء الشاسعة على الحدود العراقية السورية. وأوضح أن داعش بعد هزائمها فى العراقوسوريا وليبيا تفرض تجديد البيعة على أنصارها والمؤمنين بها فى جميع فروعها ال35، وهذا إجراء تتخذه الجماعات الراديكالية بعد سلسلة من التغيرات فى سلم القيادات العليا، لافتا إلى أنه بالتوازى مع إعلان تجديد البيعة لدولة الظل، أعلنت داعش قيادات الجديدة عن غزوة الذئب المنفرد فى جنوب غرب أوروبا. وأشار د. ملهم الخن، الكاتب والمحلل السياسى إلي أن «نشأة داعش ودعمهم لم يكن أمرا ذاتيا بل كان من قوى خارجية، مشيرا إلي أن عودة داعش مرهونة بمراقبة حركة تمويله، ومحاولة إبعاده عن المشهد من خلال دراسة جميع مصادره». وقال «إذا تم ترك حرية الحركة والتواصل لتنظيم داعش فإنه يستطيع العودة وبلورة عناصره بشكل أو بآخر من خلال بعض الفصائل».