بالإجماع القارة السمراء تختار مصر «رئيسًا للاتحاد الإفريقى»

تخطو مصر خطوات متسارعة فى العمق الإفريقى تُعبد الطريق نحو علاقات قوية مع دول القارة السمراء، مرتكزة على تحركات سياسية قوية، ودبلوماسية ماهرة، تمكنها من تحقيق أهدافها الطموحة، وتوطيد وجودها بين دول القارة، علاقات مبنية على الصداقة والود والتآخى والانتماء إلى أرض واحدة، تلك هى معالم الإنجازات التى تحققت فى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أديس أبابا، فقد صرح السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن مصر انتخبت بالإجماع لرئاسة الاتحاد الإفريقى فى دورته المقبلة (الحادية والثلاثين، لعام 2019) تقديرًا لدورها الريادى فى القارة الإفريقية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأضاف المتحدث: «أن مصر بهذا الاختيار ستكون عضواً فى «ترويكا» المفوضية الإفريقية التى تشمل الرئاسة الإفريقية السابقة والحالية والمقبلة»، جاء ذلك خلال الجلسة المغلقة لقادة دول الاتحاد الإفريقى فى دورتها الحالية (الحادية والثلاثين) المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية «أديس أبابا».
فمن الإجماع الإفريقى على مصر، إلى تفكيك الجمود مع الجانب السودانى، والذى نجحت القاهرة فى تنفيذه بعد قمة جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالرئيس السودانى عمر البشير، مساء أمس، فى العاصمة الإثيوبية، على هامش مشاركتهما باجتماعات الدورة العادية لقمة الاتحاد الإفريقى، فكان من شأنها إزالة حالة الجمود التى سيطرت على العلاقات المصرية السودانية فى الفترة الأخيرة.
السفير بسام راضى، قال: إن «السيسى» أكد خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين على جميع المستويات، وذلك فى لقاء اتسم بالأخوية والمصارحة والمكاشفة، مؤكداً أن جهود تعزيز التعاون بين الدولتين متواصلة، وأن حرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات موجود، لاسيما فى ضوء التحديات المشتركة التى يفرضها الوضع الإقليمى الراهن.
تاريخ مشترك.. ومصير واحد
وأضاف المتحدث الرسمى: «أن الرئيس عمر البشير أكد خلال اللقاء ما يجمع شعبى وادى النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائى مع مصر على جميع الأصعدة ». وعبر الرئيس السودانى عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع بلاده، مؤكداً أن ذلك يعكسه عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التى تربط بين البلدين.
وأشار «البشير» إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة.
«راضي» قال: إن اللقاء شهد تباحثًا حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدماً بالتعاون بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع جميع القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التى قد تواجههما.
كما أكد الرئيسان أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى جميع جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات الشعبين الشقيقين.
لقاء «السيسى» بنظيره السودانى، يعكس انتهاء فترة الجمود التى أصابت علاقات البلدين الفترة الماضية، وصاحبها بعض التصريحات العدائية ضد مصر، لكن «السيسى» أكد بوضوح خلال افتتاحه لعدد من المشروعات الجديدة فى أول يناير الحالى بأن مصر لن تحارب أشقاءها، وأنها حريصة على مد يد العون بين الأشقاء فى السودان وإثيوبيا.