تتأهب روسيا لجذب أنظار العالم بحفل قرعة مونديال 2018 والذى يقام بقصر الكرملين، الجمعة، ويعد قصر الكرملين أيقونة حضارية ومعمارية وسياسية يعتز بها الروس، ما جعلهم يختارونه مقراً لمراسم القرعة، التى يترقبها الملايين حول العالم من عشاق وأنصار 32 منتخباً، نالوا شرف الحضور المونديالي، ومعهم الملايين من عشاق كأس العالم، حيث يحرص هؤلاء على متابعة كل التفاصيل التى تتعلق بالمونديال، دون النظر إلى هوية المنتخبات المشاركة، فالحدث يفرض نفسه على الجميع، بل إن الصين والهند، وهما القوتان العظميان على مستوى عدد السكان تختزلان اهتمامهما بكرة القدم فى حدث واحد يقام كل 4 سنوات، وهو كأس العالم، المثير أن الكرملين ذلك القصر السياسى العملاق الذى سيتحول الليلة إلى مقر كروى سيشهد جموع الأعداء السياسيين حول الكرة الأرضية، ورغم غياب القطب الأول فى السياسة العالمية الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الصين، إلا أن الكرملين سيشهد نخبة معتبرة من الأعداء الذين ظلوا يحاربون بعضهم البعض فى مناطق مختلفة حول العالم دبلوماسيا تارة، وعسكرياً تارة أخري، فى وقت يشتد فيه التوتر حول القارات الخمس. ستبحث روسيا، الأقل تصنيفاً بين منتخبات كأس العالم، عن مفاجأة على أرضها لاجتياز الدور الأول للمرة الأولى بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، فى ظل تواضع خط الهجوم وعدم الاستقرار فى حراسة المرمى وسط منافسة شرسة، أما ألمانيا فلن ترضى وهى المدافعة عن اللقب بأقل من حصد كأس العالم للمرة الخامسة فى مسيرتها، فيما يشير المدرب يواكيم لوف، إلى أن سلاحه الرئيسى سيكون توافر مجموعة كبيرة من الخيارات المتاحة، وستذهب البرازيل إلى روسيا فى حالة أفضل كثيراً مما تخيل أى شخص، عقب الخسارة المذلة 7-1 أمام ألمانيا بكأس العالم 2014، وبوجود المدرب الجديد تيتى الذى حول كل شيء فى الفريق وجعله مرشحاً بقوة لإحراز اللقب السادس، أما الأرجنتين فمستواها لم يتطور كثيراً وبات عبء التحسن على كاهل المدرب الجديد خورخى سامباولى، ويتوقع أن تستمر البرتغال بطلة أوروبا فى التحلى بالحذر والاعتماد على كريستيانو رونالدو، خلال المونديال، لكن المدرب فرناندو سانتوس يفتخر بأسلوبه الواقعى والفاعلية فى تحقيق النتائج، اضطرت بيرو لخوض الملحق وخسرت أمام تشيلي، لتنتهى حقبة مميزة شهدت تأهلها 3 مرات ب 4 نسخ، لتدخل فى سلسلة محبطة فشلت خلالها فى بلوغ النهائيات 8 مرات. لو كان مشوار التصفيات مؤشراً لما سيحدث فى النهائيات، فإن أوروجواى ستذهب إلى روسيا العام المقبل، وسط تفاؤل كبير للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وسيحمل صانع اللعب كريستيان إريكسن، الذى سجل 8 أهداف مهدت الطريق أمام الدنمارك لبلوغ نهائيات كأس العالم، وستصبح أيسلندا أصغر دولة على الإطلاق تشارك فى النهائيات، عندما تسافر إلى روسيا مع استمرار قصة النجاح الكروي، لبلد يبلغ تعداد سكانه أكثر بقليل من 300 ألف نسمة، تتوجه كوستاريكا إلى روسيا بتشكيلة معظمها من الوجوه المألوفة بعد أن تأهلت بسهولة عن «كونكاكاف»، أما مصر فأنهت سنوات من الإحباط والتعثر على مدار 28 عاما فى تصفيات كأس العالم بفضل نجم الفريق المحترف بصفوف ليفربول الإنجليزى محمد صلاح، أما طريق تونس فكان سهلاً نسبياً، لكنها شقت طريقها ببراعة فى التصفيات الأفريقية مما ينبئ بظهور جيد فى النهائيات، فاجأ يان أندرسون مدرب السويد ولاعبوه، النقاد فى بلادهم، بتجاوز عدة عقبات صعبة والتأهل إلى المونديال منذ 2006 بعد الفوز على إيطاليا فى جولة فاصلة مثيرة، وتمتلك السنغال جيلاً يزخر بالمواهب ويستعد لخطف الأضواء فى روسيا العام المقبل، وأصبحت السنغال ثانى دولة أفريقية تصل إلى دور الثمانية، عندما حققت هذا الإنجاز فى 2002، لكنها فشلت فى البناء على هذا النجاح وغابت عن النهائيات فى ألمانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل. تظهر إيران أبرز عدو سياسى فى العالم والشرق الأوسط فى المونديال، بعد أن تأهلت للمرة الثانية على التوالي، لأول مرة فى تاريخ البلاد بعدما قاد المدرب كارلوس كيروش فريقه إلى النهائيات للمرة الخامسة بسهولة كبيرة، وكانت إيران أول دولة آسيوية تتأهل، حيث قادها الدفاع المحكم والقدرة الهجومية إلى صدارة مجموعتها متفوقة على كوريا الجنوبية، وتعود عدوتها الأولى فى المنطقة السعودية إلى نهائيات المونديال لأول مرة منذ 2006، فى محاولة لاستعادة أمجاد الماضي، بعد تراجع أداء السعودية تماماً بالمونديال بعد مشاركته فى 94، ولم تتمكن فى مشاركاتها التالية فى 1998 و2002، وتذهب أستراليا إلى النهائيات بمدرب جديد بعد استقالة إنجى بوستيكوجلو عقب أسبوع واحد من الصعود، وتظهر اليابان بطموح مختلف، ربما تكون من أقل المنتخبات تصنيفاً فى المونديال، لكنها تتسلح بطموحات كبيرة قبل المشاركة فى سادس نسخة على التوالى الصيف المقبل، وتصدرت اليابان مجموعتها الثانية الصعبة فى التصفيات الآسيوية بعد التفوق فى الترتيب على السعودية وأستراليا، ولعبت يد ممدودة بالسلام فى أحد مقاهى أمستردام دوراً حاسماً فى عودة المغرب المتأخرة والنجاح فى بلوغ نهائيات كأس المونديال للمرة الأولى منذ 1998 فى فرنسا.