كان النبي زكريا يدعو الله ان يرزقه ولداً يرثه. فبشره الله تعالي بذلك بقوله سبحانه: (يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سميا) فولد النبي يحيي كما وعد الله بذلك من أم اسمها ايشاع وهي أخت مريم بنت عمران، وكان ميلاده كما أرخه البعض إسلاميا موافقا لليوم التاسع من شهر رمضان . وكان يحيي طفلا غير عاد يختلف عن اقرانه من الاطفال حيث اكرمه الله تعالي بالنبوة طفلا (وآتيناه الحكم صبيا). واختلف المؤرخون في معاصرة النبي يحيي للنبي عيسي، عليهما السلام، فقال البعض انه عاش بعد النبي عيسي فيما اعتبره البعض الاخر معاصراً للنبي عيسي وأكبر منه. وحول استشهاده عليه السلام ذكر المؤرخون ان النبي يحيي نهي ملك بني اسرائيل (هيروديس) من الزواج من ابنة زوجته الزانية، فألقاه الملك في السجن بأمر زوجته التي طلبت من زوجها الملك ان يقدم رأس يحيي مهراً لابنتها. فامتثل الملك لأمر زوجته وقدم لها رأس النبي يحيي عليه السلام، ولكن الرأس المقطوع ظل يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويحذر الملك القاتل من الزواج من ابنة زوجته. ولكن الله تعالي انتقم من بني اسرائيل ان سلط عليهم (طيطوس) إمبراطور الروم في رواية، او نبوخذ نصر ملك بابل في رواية اخري، الذي احتل بيت المقدس وقتل منهم سبعين الفا.