علي الرغم من التنوع الذي يحملة سوق الفوانيس قبيل كل رمضان وتقديمه لشخصيات جديدة تبهر الكبار قبل الاطفال الا ان المفاجأة غير السارة ان فوانيس رمضان 2011 تقليدية ومكررة وعكست ان تجارة الفوانيس ركدت وهذا ما رصدته كاميرا روزاليوسف بعد قيامها بجولة في عدد من الاسواق. في المقدمة ظهر الفانوس الصيني بأشكال حديثة مثل جهاز التليفزيون أو آلة الجيتار وميكي ماوس وهي اشكال تقليدية اما الاحدث الفانوس علي شكل كاس العالم الذي يغني بثلاث لغات العربي والخليجي والانجليزي معظمها من خامة البلاستيك ، اما الفانوس المصري فتتراوح اسعار الفانوس المصري مابين الصغير الذي يكون ثمنه جنيها واحدا الي 50 جنيها للكبير اما الفانوس المصري فيمتاز بأشكال وأنماط تراثية متعددة لكل منها اسم معين، ويعد أشهرها الفانوس المربع الذي يوجد في أركانه الأربعة فوانيس أخري أصغر حجما، كذلك الفانوس الذي علي شكل نجمة، والفانوس الكروي وأحدثها الفانوس الخشبي الذي يظهر أصالة وروح الفن والصناعة المصرية والذي يتراوح سعره مابين ال 5 جنيهات وحتي ال 70 جنيها وكل هذه الأشكال وغيرها تصنع من خامات محلية أهمها الزجاج الملون، وتعبر عن الفن الإسلامي ذي القيم الجمالية الأصيلة والذي يحمل رموز وإبداعات الشعب المصري عبر التاريخ. وحمل سوق الفوانيس ردود افعال سلبية تنوعت بين السؤال عن فوانيس الثورة والاشكال الحديثة والتي خيبت المعروضات آمالهم وبين الاستسلام لشراء الفانوس التقليدي للاحتفال برمضان بينما عزف الكثير من الاسر عن شراء الفانوس الصغير مفضلين شراء الفانوس المنزلي كبير الحجم. وقال عدد من الباعة انه علي الرغم من عدم ارتفاع اسعار الفوانيس مقارنة بالزيادات السنوية الا ان سوق الفوانيس لم تشهد اقبالا مقارنة بالمتوقع ويرجع ذلك للازمة المالية وتفضيل الكثير من الاسر تخصيصها في الياميش والمكسرات الا انه من الملاحظ الاقبال علي شراء الفوانيس كبيرة الحجم لتعليقها في الشوارع والميادين خاصة التحرير. وعن بدايات الفانوس المصري فتؤكد الروايات التاريخية الي ان ارتباط الفانوس بشهر رمضان يعود إلي العصر الفاطمي عندما تصادف قدوم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الي القاهرة ليلا، وأمر القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه، وحتي لا تتعرض الشموع للإطفاء لجأ الناس إلي وضعها علي قاعدة من الخشب وإحاطتها ببعض الزعف والجلد الرقيق. وشاء الله أن يصل الخليفة إلي مشارف القاهرة مع هلال شهر رمضان، وأعجبته مشاهد الفوانيس التي يحملها المصريون، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الفانوس عادة رمضانية أما صناعة الفانوس بصورة كبيرة فحدثت في عهد الحاكم بأمر الله، الذي أمر بألا تخرج النساء من بيوتهن ليلا إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوسا، كما أمر بتعليق الفوانيس علي مداخل الحارات، وأبواب المنازل، وفرض غرامات علي من يخالف ذلك، وهو ما أدي إلي تطور أشكال الفوانيس واختلاف أحجامها طبقا لاستخداماتها المختلفةالرمضانية،وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً إلي وظيفة أخري ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوي التي ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال - بفوانيسهم - المسحراتي ليلاً لتسحير الناس، حتي أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة في هذا الشهر .