لوغاريتمات «مستر فتة» عرض مستمر

لا تزال ردود الأفعال اللاذعة لخسارة منتخبنا الوطنى أمام نسور قرطاج بهدف مقابل لا شىء فى افتتاح مبارياته فى التصفيات الإفريقية المؤهلة لأمم أفريقيا المقبلة بالكاميرون 2019 عرض مستمر على الساحة الكروية المصرية، وأصبحت تمثل حالة من الكوميديا السوداء التى تعكس الواقع الأليم الذى يعانى منه أداء منتخبنا الوطنى ليس فقط فى الفترة الراهنة، لكن منذ تولى الأرجنتينى هيكتور كوبر المسئولية الفنية للفراعنة واعتماده على أسلوب وحيد لا يتغير فى كل المباريات مهما اختلف المنافس بالالتزام التام بالجانب الدفاعى واللعب على الهجمات المرتدة واستغلال سرعات الثنائى محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه بشكل خاص وإن غاب أحدهما أو ابتعد عن مستواه، فتتحول طريقة لعب المنتخب لمأساة حقيقية يدفع ثمنها الفريق ككل، لكون اللاعبين لم يعتادوا على أى طرق لعب بديلة طوال الفترة التى قاد فيها كوبر المنتخب، وهو ما ظهر واضحا فى الخسارة الأخيرة للفراعنة أمام نسور قرطاج والتى قدم خلالها منتخبنا أداء أشبه «بطبق الفتة» الذى اشتهر به كوبر فى إعلانه الرمضانى الشهير، أداء يفتقد أبجديات كرة القدم من سوء التمركز وعدم وجود انسجام بين خطوط الفريق والبطء فى بناء الهجمات، بالإضافة للفشل فى التعامل مع الكرات العرضية للمنافس، مما جعل منتخبنا يظهر أمام تونس مهلل دفاعيا وبلا أنياب هجومية، وهو الأمر الذى اعترف به صراحة مستر كوبر.
وأعلن فى نفس التوقيت مسئوليته عن هذا الأداء السيئ لكونه يعلم أنه من فشل فى تدريب اللاعبين على إيجاد حلول تكتيكية بديلة بعدما وضح من الوهلة الأولى القراءة الجيدة لنبيل معلول المدير الفنى لمنتخب تونس لأسلوب لعب الفراعنة، وهو ما سهل عليه الفوز باللقاء بهدف.
وكان قريبًا أكثر من مرة من تعزيز هذا الفوز بأكثر من هدف فى الوقت الذى اختار فيه كوبر أن يظل متفرجا مثلنا عاجزا عن إيقاف خطورة نجم المنتخب التونسى يوسف المساكني.. عاجزا عن تحرير محمد صلاح من قبضة على معلول.. عاجزا عن إجراء تغييرات تحدث الفارق وتعيد الفراعنة للمباراة، لكنه كالعادة ظهر متأخرا فى الثلث الأخير من اللقاء بتغييرات لم تضف جديد لأداء المنتخب المصرى وتفتقد للمغامرة، التى لا يزال كوبر لا يعترف بها ويفضل عليها الاستمرار على عناده فى الالتزام بطريقة اللعب التى باتت محفوظة من الجميع.