طالب د.عباس شومان وكيل الأزهر، بأهمية الوحدة العسكرية بين الدول الإسلامية وقال فى تصريحات صحفية: «إن الوحدة العسكرية وتحقيق التكامل العسكرى بين الدول الإسلامية هو أمر فى غاية الأهمية، وليس بالضرورة أن يكون للمسلمين جيش واحد وقيادة واحدة، ولكن توقيع اتفاقات بين الدول الإسلامية للدفاع المشترك ضد أى اعتداء يقع على أى دولة إسلامية، ولا مانع من تكوين تحالف على غرار «حلف الناتو» مثلًا تشارك فيه جميع الدول الإسلامية وتحدد اتفاقياته كيفية تعامله وتدخله عند حدوث الأزمات دون تعقيدات ومفاوضات قد لا يحتملها الوقت عند حدوث الأزمة. وعن وحدة الأمة الإسلامية وكيفية تحقيقها قال وكيل الأزهر، إنه تحدث فى هذا الموضوع منذ ما يقرب من عام فى المؤتمر الذى عقدته رابطة خريجى الأزهر بماليزيا، وقد أكدت خلاله أن ديننا دين السلام لا يحمل عداءً لأحد، وإنما أمرنا بالدفاع عن أنفسنا ورد الاعتداء، وأن هذه الوحدة هى الضمانة لتحقيق التعايش السلمى ونبذ التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله، موضحا أنه من الممكن تحقيق الوحدة اليوم وفقا لما يناسب الزمان والمكان بأن تكون وحدة فكرية ويراد بها الاتفاق على معايير ومنطلقات محددة تضبط حركة الفكر الإسلامى ليبنى خطابًا غير متنافر ولا متضارب ينطلق من ثوابت الدين مستفيدًا من تراثنا ومناسبًا لزماننا، وهذا يقتضى تبنى مناهج تعليمية متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتراعى التفاوت الثقافى بين الدول والشعوب، مع تبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية والدعوية والثقافية فى الدول الإسلامية. ولفت إلى أن الوحدة الاقتصادية لا تعنى بالضرورة انتقال ثروات الدول الإسلامية الغنية إلى الدول الفقيرة، ولكنها تعنى إقامة الأسواق المشتركة التى تحقق التكامل بين الدول الإسلامية وتغنى إلى حد كبير عن الاعتماد على الأسواق الأوروبية والغربية التى تتأثر بالاختلافات السياسية وتستخدم فى كثير من الأحيان للتأثير على قرارات وتوجهات الدول الإسلامية وأن يكون هناك استثمار إسلامى مشترك من الدول الغنية فى البلاد الفقيرة لتعم المنفعة على الجميع. وشدد على ضرورة أن يعتبر شباب الأمة الإسلامية مما حدث ويحدث فى بعض الدول الإسلامية التى فقدت الاستقرار والأمان نتيجة انقسام بعض الشعوب على نفسها والوصول إلى الاقتتال فيما بينهم، مؤكدا خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب القاء كلمته الافتتاحية بالمؤتمر العالمى للوسطية والذى يعقد بماليزيا ، إن حالة الانقسام التى شهدتها تلك الدول لم ينتج عنها أى خير بل تحولت إلى أسوأ مما كانت عليه ففقدت الأمن وفقدت معه كل شىء. وأوضح وكيل الأزهر أن أعداء الأمة قاموا باستغلال شباب الأمة من خلال توجيه فكرهم نحو المشاكل الداخلية على أنها خلاف مع نظام الحكم ومحاولة توجيه تلك الأفكار الخلافية على أنها خلاف دينى وإصلاحه واجب دينى أيضا، من أجل زعزعة استقرار الدول وزوال أمنها وسقوط أنظمتها ليسهل لهم القضاء والانقضاض عليها، مشددا على ضرورة أخذ العبرة من الدول التى خرجت منها الجماعات المسلحة على حكامها متسائلا: هل حلت مشاكلهم؟! بل تراجعت هذه البلاد ودمرت مبانيها وتم تهجير أبنائها، مؤكدا أن علماء الأمة عليهم واجب كبير فى تحذير الشباب وحمايتهم من هذه الأفكار. ووجه نداء قال فيه: إننا اليوم فى حاجة ماسة إلى إزالة كل أسباب الاحتقان بين مكونات وأنسجة الشعوب فى دولنا الإسلامية لنتوحد جميعًا ضد هجمات ومؤامرات تحاك لبلادنا وتسعى لإيقاع الفتن بيننا مستغلة تعددات عقدية أو مذهبية عرفها تاريخنا الإسلامى منذ الصدر الأول للإسلام ولم تؤثر على لُحمة أسلافنا وتعايشهم السلمى مع مخالفيهم من بنى أوطانهم، بل أقر ديننا الحنيف هذه التعددية بنصوص قرآنية كثيرة، منها قوله تعالى: «لا إكراه فى الدين»، وقوله: «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم أجمعين أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وقوله: «لكم دينكم ولى دين» مؤكدا على ضرورة تفعيل توصيات مؤتمر الحرية والمواطنة الذى عقده الأزهر الشريف لتكون أسس المواطنة هى الأساس الذى تعيش به شعوبنا.