لم تنل الثقافة البصرية أو دور الصورة في الإعلام رغم أهميتها وحضورها القوي، اهتماما كبيرا من الباحثين العرب في مجال الدراسات الإعلامية، وحتي من تناولوها في أبحاثهم طرحوا من خلالها سلبيات العولمة، لذلك يحاول الكاتب عبدالجبار ناصر في كتابه "ثقافة الصورة في وسائل الإعلام" الصادر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، أن يشرح مفهوم الثقافة البصرية وقصد "الصورة" في كل سياقاتها النظرية والنقدية والعملية، ولكن بأسلوب مبسط جدا، واختيار نماذج يصادفها الناس في حياتهم اليومية، مع الاستعانة بالصور المتناسبة والموضوعات المطروحة، مما يسهل للقارئ العادي فهمها جيدا. يتعرض ناصر علي مدار أربعة عشر فصلا، إلي استعراض تطور وسائل الإعلام من رسوم الكهف إلي الانترنت، شرح وتحليل للثقافة البصرية من خلال علم العلامات، كذلك خطاب الصورة وفك شفرتها، استخدام الصورة في التشبيه أو المحاكاة بالواقع أو لقراءة المستقبل، ولم يغفل ناصر التعرض للصورة الفوتوغرافية وتناولها ما بين الحقيقة والخرافة، كذلك الصورة السينمائية واستخداماتها في محاولة لتمثيل الواقع. واختتم كتابه بتناول صورة العرب والمسلمين في السينما الأمريكية، كما اهتم بعرض صورة المرأة العربية في سينما هوليوود، أيضا دور التليفزيون في تكوين السلوك العدواني لدي الأطفال.