اللهم امنحنا صبرهم.. أعياد فى الأرض وأعياد فى السماء

رغم مرارة الفقد.. رغم ألم الفراق.. رغم الحزن إلا أن د.نيرمين سمير، مدرسة الكيمياء بكلية الصيدلة، ووالدة الطفلة ماجى مؤمن ضحية كنيسة البطرسية، جسدت أسمى معانى الصبر والإيمان.. لم تستسلم ليأس وأوجاع ما بعد الموت الذى سرق طفلتها من تحت جناحها ذات صباح وهى ترفع يديها تصلى لربها، فيختارها لتحتفل معه بعيد ميلاد المسيح هناك فى السماء.
انتصرت «نرمين» على الموات عدة مرات، تارة عندما قامت بتحويل جنازة ابنتها فرحا تكسر فيه كل طقوس الحزن المعتادة، حيث نبهت على ضرورة توديع الشهيدة بالأبيض وليس الأسود، فالشهداء ورود تطير فوق النعوش الخشبية، أزهار عند ربهم يرزقون، وتارة عندما أصرت على الاحتفال بليلة رأس السنة هى وزوجها وابنتها الصغيرة والتقاط صورة تذكارية وهم يضحكون ويحملون صورة ابنتهم الشهيدة، فى مشهد تجلت فيه فكرة الفداء والصبر والقوة التى تميزت بها مريم العذراء فى روح «نرمين».
لن تستسلم والدة ماجى أو والدها وسيحضرون قداس عيد الميلاد الليلة..سينظرون للسماء و يناجون الله قائلين «نحن ننجب أبناءنا لنرسلهم إلى السماء وماجى صعدت»، وستحتقل غدا بعيد الميلاد المجيد وما يصبرهم فقط هو فرحة الشهادة التى لحقت بهذا الملاك الصغير.