السيد سانجاى باتاتشاريا سفير الهند فى مصر ولد بعد 15 عاما من استقلال الهند فى 1947م، ودرس الاقتصاد فى جامعة دلهي، واللغة الصينية فى الجامعة الصينية بهونج كونج. تدرج فى السلك الدبلوماسى منذ عام 1987 عمل فى الصين وبلجيكا واليابان وبنجلادش، وتسلم عمله بالقاهرة فى مايو 2015 فى فترة هامة من عمر التاريخ المصرى الهندى الذى يسعى لاستعادة أمجاده فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وجواهر لآل نهرو- أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال- والذى أثمر عن حركة عدم الانحياز عام 1955م. باتاتشاريا تحدث ل«روزاليوسف» عن مصر التى عرفها للمرة الأولى، وعن مستقبل التعاون المثمر بين الهند ومصر فى توقيت بدأت فيه مصر مخاضها الاقتصادى وتسعى فيه الهند لاستعادة لياقتها الاقتصادية لتستكمل مسيرة التقدم. ■ اليوم العالمى للّاعنف فى الأممالمتحدة هو عيد ميلاد زعيم حركة الاستقلال الهندى المهاتما غاندى.. فى ظل العالم المشتعل بالحروب والنزاعات هل يمكن تكرار تجربته؟ - غاندى هو أحد أهم المناضلين من أجل الحرية حيث ناضل من أجل استقلال الهند عبر منهجه المعروف بالسلمية، إضافة إلى كونه أحد الفلاسفة الكبار فى العالم الذين أصبحنا فى أمس الحاجة إليه وإلى استحضار فكره ومنهجه، وقد قررنا أن يكون هو أيقونة الحفل السنوى للهند على ضفاف النيل هذا العام. ■ كيف رأيت زيارة الرئيس السيسى للهند؟ ومتى يزور رئيس الوزراء «مودى» مصر؟ - زيارة السيسى كانت ناجحة، وتاريخية، السيد السيسى قدم مشكورًا دعوة إلى رئيس الوزراء الهندى لزيارة مصر، ونتوقع أن يلبى مودى الدعوة قريبًا. ■ ذروة العلاقات المصرية الهندية كانت فى عهد عبدالناصر ونهرو.. هل يمكن استعادة هذا المستوى من العلاقات الآن؟ - العلاقات الهندية المصرية حضارية وقديمة. فى العصر الحديث زار غاندى مصر كما زارها الشاعر الهندى العظيم طاغور أيضا.. صحيح أن العلاقات فى عهد عبدالناصر ونهرو كانت خاصة، ووثيقة، وكان لحركة عدم الانحياز أثر عظيم على الاستقرار فى الاقليمين، لكن شكل العلاقات فى القرن الحادى والعشرين اتخذ شكلًا جديدًا. فى غضون 12 شهرًا التقى رئيس الوزراء مودى والرئيس السيسى 3 مرات اللقاء الأول كان فى نيويورك فى سبتمبر على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم التقيا مجددًا فى قمة الهند إفريقيا التى أقيمت بالهند فى أكتوبر الماضى، وكانت الزيارة الرسمية رفيعة المستوى للهند هى ثالث اللقاءات وهو أمر لم يحدث من قبل. يرجع السبب لإدراك القيادتين السياسيتين أهمية تعزيز وتوثيق العلاقات بين الشعبين، وهو ما انعكس فى البيان المشترك الذى أبرز تفاهم الجانبين، ووضع هيكلا للشراكة والتعاون بينهما يقوم على 4 دعائم سياسية وأمنية واقتصادية وعلمية، ونحن من جانبنا نسعى إلى ترجمة حقيقية لهذه التفاهمات على أرض الواقع. فالهند ومصر من الدول التى كانت، وما زالت تلعب دورًا هامًا فى القضايا الاقليمية، ولذا يجب أن يعملا سويًا على إرساء علاقات ثنائية تؤثر فى تلك القضايا التى تمس البلدين. ■ مصر والهند اكتويا بنار الإرهاب الاسود.. ماهى أُطر التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب؟ - لابد أن نقف جميعا صفًا واحدًا ضد الراديكالية والعنف والتطرف، هناك تعاون أمنى قائم بيننا وبين مصر. نائب مستشار الأمن القومى الهندى زار مصر وأيضا السيدة فايزة أبوالنجا مستشارة الأمن القومى المصرى زارت الهند، والتقت نظيرها، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم. هناك العديد من الاتفاقيات التى سيتم التوقيع عليها تتعلق بالجريمة عابرة الحدود، وغسيل الأموال كما أن هناك حوارا يجرى حاليًا بخصوص الأمن السيبرانى «أمن المعلومات» خاصة فيما يتعلق بأمور الإرهاب. لدينا أيضا تعاون عسكرى ودفاعى حيث تم خلال زيارة الرئيس السيسى إلى الهند الاتفاق على تدريبات مشتركة، وتبادل الزيارات، والتعاون فى مجالات البحث والتطوير العسكري. ■ ماذا عن الاتفاقية الشاملة لمكافحة الإرهاب الدولى التى طرحتها الهند؟ - لقد تناقشنا مع الجانب المصرى لتنسيق المواقف، وكما قلت لابد من أن تتوحد الجهود عالميا فى مواجهة الإرهاب ونعتقد أن اتفاقيتنا كفيلة بتحقيق ذلك. المؤكد أن دعم مصر كدولة محورية وهامة فى الأممالمتحدة إضافة إلى كونها عضوا غير دائم فى مجلس الأمن ولاعبا رئيسيا فى المنطقة سيكون له أثر جيد للغاية. ■ درست الاقتصاد فى جامعة دلهى.. حدثنا عن التجربة الاقتصادية الهندية للخروج من الفقر وكيف ترى المستقبل؟ - فى بداية التسعينيات قمنا بتحرير وإصلاح المنظومة الاقتصادية صاحبتها حركة صناعية، دعمنا فيها الابتكار والإبداع.. هناك كلمة فى الهند هى «جوقار» وتعنى الاستفادة من رأس المال إلى أقصى درجة من خلال ايجاد حلول ابتكارية تستفيد من العمالة على الوجه الأكمل. استطعنا أن نحقق تقدمًا اقتصاديًا فى العشرين عامًا الماضية ليصبح الاقتصاد الهندى من أسرع الاقتصادات نموا على مستوى العالم بمعدل 7.5% نعمل على زيادته. نحن سادس أكبر اقتصاد عالميًا قبل المملكة المتحدة، ومن حيث القوة الشرائية نحن رابع أكبر اقتصاد عالميًا لا يسبقنا سوى أمريكاوالصينواليابان وسوف نتخطى اليابان فى 2025 لنحتل المركز الثالث. ■ كيف تصف الاصلاحات الاقتصادية التى تقوم بها مصر؟ - مصر هى أعظم دولة فى هذه المنطقة، ولها إرث كبير، يجعلها تعرف بالظبط كيف ترسم طريق إصلاحاتها الاقتصادية، فقط أود أن أشير إلى أن الاصلاح على المدى القصير يكون صعبا وبه تضحيات، ولكن على المدى الطويل يكون هناك تحسن ملموس فى صورة الاقتصاد. نحن من جانبنا نشعر بتفاؤل كبير تجاه مستقبل الاقتصاد المصرى، ونحاول أن ندعمه من خلال عدة أنشطة منها منتدى رجال الأعمال الهندى المصري. السوق المصرية سوق واعدة وكبيرة.. مصر من الممكن أن يصبح مركزا للتصنيع والتصدير إلى الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدةالأمريكية وأجزاء من إفريقيا، والحقيقة أن تحرير سعر صرف العملة، والإصلاحات الاقتصادية الأخيرة كان لهم أثر جيد على السوق، وحسن من بيئة الاستثمار التى ننتظر اكتمالها بإقرار قانون الاستثمار الذى يناقشه البرلمان، وهو من الأمور التى نعول عليها كثيرًا وننتظرها لدعم حركة الاستثمار. ■ هل باتت الأرض ممهدة لضخ المزيد من الاستثمارات الهندية فى مصر؟ - الاستثمارات الهندية فى مصر قصة نجاح حقيقية.. هناك أكثر من خمسين شركة هندية تعمل فى مصر على مدار السنوات الماضية، تتركز فى منطقة قناة السويس فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس، بالإضافة إلى الاسكندرية والعين السخنة تبلغ استثماراتها أكثر من 3 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل، ولديها خطة توسع لقاعدة استثماراتها. هناك شركات هندية جديدة أيضا تأتى إلى مصر إحداها متخصصة فى صناعة الهواتف المحمولة، والأخرى متخصصة فى صناعة السيارات والماكينيات، وهى انضمت بالفعل هذا العام بالإضافة إلى مشاريع قادمة فى قطاع التجزئة والطاقة الشمسية التى نسعى للتوسع فى مشروعاتها واستغلال الجو المشمس فى مصر. شركة سان مار بورسعيد- الشركة الأكبر فى الشرق الأوسط - تحظى بنصيب الأسد من الاستثمار الهندى فى مصر حيث يبلغ استثمارها 1.2 مليار دولار، ولديها خطة لتوسعة استثمارها بحجم 280 مليون دولار والتصدير للخارج وهو ما سيوفر عملة صعبة للسوق المصرية، ويوفر المزيد من فرص العمل. هناك أيضا قطاع المنسوجات به 6 شركات ومصانع هندية يعمل بها أكثر من 20 ألف عامل، بالإضافة إلى شركات العناية الشخصية وشركة مونجينى المتخصصة فى مجال الحلويات والتى ارتبطت بها الأسرة المصرية، وتسعى للتوسع فى السوق المصرى. ■ كيف ترى حجم التبادل التجارى بين مصر والهند؟ - حدثت زيادة هائلة فى حجم التبادل التجارى بين مصر والهند على مدى السنوات الماضية، فى عام 2012/2013 زاد حجم التبادل التجارى ليصل إلى 5.5 مليار دولار، لكنه تراجع العام الماضى ليسجل 3.6 مليار دولار بسبب أن 27% من صادرات مصر للهند تتركز فى البترول ومنتجاته، ومع تراجع أسعار البترول على الصعيد العالمى تراجعت قيمة الصادرات المصرية للهند برغم زيادة حجم تلك الصادرات، بالإضافة إلى تراجع حجم التجارة العالمية، وبرغم ذلك مازالت الهند هى سابع شريك تجارى لمصر. أود أن الفت النظر إلى أن التبادل التجارى بين البلدين متوازن، على عكس التبادل التجارى بين مصر، ودول آسيوية أخرى تبادلها التجارى أكبر حجما إلا أنه يعانى عجزا فى الميزان التجارى لصالح تلك الدول. هناك لجنة تجارية مشتركة التقت فى العام الحالى فى القاهرة، وكان هناك تأكيد على تنويع سلة التبادل التجارى وزيادة التجارة بين البلدين. لدينا اهتمام من جانبنا بالموالح المصرية التى تحظى بشعبية بين أبناء الشعب الهندى، بالإضافة إلى النحاس والفوسفات. فى المقابل صادرات الهند تتركز فى السيارات وقطع غيارها، واللحوم، والقطن وبذوره، ونتطلع لتنويعها لتشمل الماكينيات التى نحن بصدد إنشاء مشروعات مشتركة فى مجال تصنيعها. القطاع الدوائى أيضا به فرصة كبيرة لزيادة الصادرات الهندية إلى مصر حيث إن الأدوية الهندية تتمتع بميزة انخفاض سعرها مع جودتها وأمانها التام. كل ذلك تحقق برغم عدم وجود اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، وأعتقد أنه حان الوقت لعقد هذه الاتفاقية الهامة. ■ كيف تعملون مع الجانب المصرى لزيادة حجم التبادل التجارى والاقتصادى؟ - الشهر القادم هناك وفد من اتحاد الصناعات المصرى سيذهب إلى نيوديلهى للتعاون فى مجال المنسوجات حيث إن مصر لديها خطة لتطوير صناعة المنسوجات، ومجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو القطاع الذى يوفر فرص عمل للشباب، ولا يتطلب رأسمال كبيرا، ومن المتوقع أن تقدم تلك المشروعات حلولا جيدة للاقتصاد الهندى، وهناك فى المقابل وفد كبير من اتحاد الغرف التجارية بالهند يستعد لزيارة مصر قريبا. ■ هل يمكن أن نرى بالأسواق موبايل هندى وسيارة هندية بخط إنتاج مصرى؟ - لدينا بالفعل مشروع مشترك يتم الإعداد له لإنتاج هاتف محمول يصنع فى مصر وقريبا سيتم البدء فيه، ولدينا خطان تجميع إنتاج فى مصر للسيارات ذات العجلتين والثلاث عجلات «التوك توك»، وسننشئ خط تجميع آخر فى منطقة قناة السويس من خلال شركة «Bajaj» الهندية التى تستهدف أن تفى باحتياجات السوق المصرى كاملة بالإضافة إلى التصدير للخارج فى المرحلة المقبلة. فيما يتعلق بصنع السيارة فى مصر، فذلك يتطلب أن يكون هناك شبكة كبيرة من صناع القطع الخاصة بها فى مكان واحد، ومن ثم يتم التجميع، وهو أمر غير متوافر فى مصر، لكننا نصدر إلى مصر السيارات الهندية والشاحنات. ■ ماذا عن مشروعات التنمية الهندية فى مصر؟ - الهند قامت بعملية ربط إلكترونى بينها وبين قارة إفريقيا بشبكة تتيح تقديم خدمات التعليم عن بعد والعلاج عن بعد.. مركز تلك الشبكة فى جامعة الاسكندرية التى تم ربطها مع 3 جامعات هندية أيضا بغرض تقديم بعض الدورات فى مجال التجارة والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، وإدارة الأعمال. كما قمنا بالربط بين مستشفى جامعة الاسكندرية ومستشفيين جامعيين هنديين ليقدم استشارات طبية وتدرب الأطباء، وفى السابق كان هناك مشروع مشترك فى مجال الدواء لإنتاج دواء فيرس سي، وهو ماساهم فى توفره للمواطنين المصريين بثمن منخفض للغاية. لدينا أيضًا مركز التدريب المهنى فى شبرا الخيمة الذى يقدم تدريبًا متطورًا بأحدث أنواع التكنولوجيا فى مجالات النسيج والغزل والحياكة، والصباغة واختبار المنسوجات فى المعامل، ويستهدف تدريب 300 طالب كل عام يتم تعيينهم فى المصانع الهندية المتخصصة فى المنسوجات، وقد قمنا بتدريب المدربين المصريين الذين سيقومون بعد ذلك بتولى أمر المركز. فى مجال توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية قامت هيئة الطاقة الشمسية فى راجستان- إحدى الولاياتالهندية- بإنارة قرية «أجعوين» بمحافظة مطروح شملت 38 منزلا بالإضافة إلى مدرسة وجامع. أما فى مجال تكنولوجيا المعلومات فنحن بصدد إنشاء مركز لتكنولوجيا المعلومات فى العام القادم فى كلية الهندسة بجامعة الازهر، وقد قام وفد من الهند بزيارة الجامعة للإعداد للمشروع. ■ فى ظل التقارب الثقافى والحضارى بين البلدين.. ما رؤيتكم المستقبلية للسياحة الهندية فى مصر؟ - حركة السياحة الهندية زادت بنسبة 27% العام الماضى وأعتقد أنها فى زيادة مستمرة. مصر من الدول التى يعشقها السائحون لاسيما الهنود ويحبون أن يأتوا إليها لزيارة الأماكن التاريخية كالأهرامات ومعابد أسوانوالاقصر وبالطبع الإسكندرية. فى الفترة الأخيرة تلقينا طلبات من مواطنين هنود يرغبون فى القيام بجولة سياحية دينية بمصر من خلال تتبع رحلة العائلة المقدسة والتى تبدأ من الاردن ثم القدس وتنتهى بمصر ونعمل على تنفيذها. ■ الهند إحدى القوى النووية فى العالم.. كيف ترون مشروع الضبعة النووى المصري؟ - أود أن اؤكد أن مشروع المحطة النووية مهم جدا وسيحقق أمن الطاقة لمصر واتمنى لمصر النجاح فيه، وأرى أن تنفيذ روسيا للمشروع أمر جيد فهى من أنشأت المحطات النووية الهندية، ومن جانبنا نحن مستعدون لتقديم ما تحتاجه مصر من خبرات فى هذا الصدد. ■ لديكم تجربة ناجحة فى مجال السياحة العلاجية نجحتم فيها فى استقطاب أكثر من مليونى سائح فى العام.. كيف تحقق ذلك؟ تجربتنا قائمة على الارتقاء علميا بالعنصر البشرى، بالإضافة إلى توفير البنية الاساسية للعلاج. لدينا فى الهند منظومة صحية شاملة نركز فيها على التعليم وجودته التى تضمن أن نخرج أطباء على مستوى عالٍ. الهند لا تستقبل سائحين آسيويين أو أفارقة فقط، ولكنها تحظى بزيارة أبناء الدول المتقدمة من أوروبا وأمريكا بغرض العلاج ويرجع ذلك لانخفاض قيمة التكلفة العلاجية، وعدم وجود قوائم للانتظار. أعتقد أن مصر دولة عظيمة تستطيع أن تتلمس طريقها فى مجال السياحة العلاجية بما تملكه من امكانيات طبيعية وبشرية. ■ ماذا عن التعاون الثقافى؟ - لدينا مسابقة الرسم السنوية والتى تقام تحت عنوان «لمحات من الهند». هذا العام نظمناها للعام ال22 على التوالى فى 7 محافظات مصرية بجانب القاهرة، بمشاركة 10 آلاف طالب من 1902 مدرسة مصرية. هناك أيضا مهرجان عن طاغور الشاعر العظيم الذى ألف النشيد الوطنى الهندى وحصل على جائزة نوبل عام 1913 أقمناه لمدة خمسة أيام، وهو بالمناسبة كان صديقُا لأمير الشعراء أحمد شوقى، وكان هناك تبادل للرسائل بينهما. كما أقمنا ندوة عن أديب نوبل العظيم نجيب محفوظ، بالإضافة إلى المشاركة فى مهرجانى الطبول وسماع الدولى للإنشاد، فالمسلمون فى الهند الذين يبلغ تعدادهم 180 مليون هندى، وهو ما يعادل مسلمين كافة الدول العربية تقريبا يتبعون منهجًا معتدلًا ويميلون نحو الصوفية المنتشرة فى بلادنا، لذا نحن حريصون على المشاركة فى هذا النوع من المهرجانات. ■ الأفلام الهندية ونجوم بوليوود لهم مكانة خاصة لدى الشعب المصرى.. هل يمكننا أن نجد تعاونًا سينمائيًا بين بوليوود والقاهرة؟ - قمنا بإطلاق نادٍ للسينما الهندية داخل المركز الثقافى الهندى مولانا أزاد، لأننا نعرف محبة الشعب المصرى لنجوم بوليوود، وأيضا لنتيح فرصة للنقاد السينمائيين المصريين لنقد ومناقشة الأفلام الهندية، وبعضها بالمناسبة لم يشاهدها الجمهور المصرى. هناك بالفعل تعاون سينمائى، فقد سعدت بالفيلم المصرى «جحيم فى الهند» للنجم محمد عادل إمام الذى أنتج مؤخرًا، وتم تصويره بالهند كاملًا، وحقق ايرادات كبيرة، بالإضافة إلى فيلمين قصيرين تم تصويرهما أيضا فى الهند وحصدا جوائز مؤخرًا. أتمنى أن أرى مزيدًا من الأفلام المصرية داخل الهند، وأعتقد أن مصر فى المقابل لديها من الامكانات ما يجعلها جاذبة لصناع السينما فى الهند لتصوير بعض أعمالهم فيها. ■ فى عام 2015 افتتح النجم الهندى «اميتابتشان» مهرجان الهند على ضفاف النيل.. هل يمكن أن نرى هذا العام نجومًا آخرين يحظون بشعبية فى الشارع المصرى مثل شاروخان؟ - شاروخان كان زميلى بالمدرسة، ولكنى كنت أكبره سنًا، وهو إنسان رائع كما هو فنان رائع، وهو لديه رغبة فى الحضور لمصر، وأعتقد أن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى القادم يمكن أن يكون فرصة مناسبة لحضوره، كما حدث مع النجم اميتابتشان فى التسعينيات، على أن يتم الترتيب مبكرا لذلك. ■ كيف تابعت حادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة؟ - الهند تدين بشدة الحادثة، فالإرهاب لا مكان له فى مجتمعاتنا، والحقيقة أنه زادت وتيرته فى الآونة الأخيرة، حتى فى مصر شاهدنا حادثة الكنيسة البطرسية التى فقد الأبرياء أرواحهم فيها، وهو شىء مؤسف. نحن فى الهند أيضا تعرضنا كثيرا لهجمات الإرهاب ومنها العابرة للحدود من قبل بعض دول الجوار، التى تقوم بتدريب ودعم وتمويل الإرهابيين.. لكن ما أريد قوله أن معركة الإرهاب فى العالم لا يمكن أن ينتصر فيها وسنستأصله حتمًا عن بكرة أبيه. ■ عملت فى الخارجية الهندية فى هونج كونج وبكين وبروكسل وطوكيو ما الفارق بينها وبين القاهرة؟ - هذه المرة الأولى التى أزور فيها مصر، وأعتبرها بلدى الثاني، وأعتقد أننى محظوظ بتواجدى فيها خاصة أن مقر إقامتى على نهر النيل، وهو مايشعرنى بالهدوء والسكينة والاستمتاع. أكثر ما أحبه فى مصر الشعب المصرى الذى يذكرنى كثيرًا بالشعب الهندى فالمجتمعان متشابهان إلى حد كبير، وفى حفل الافطار الذى أقمته للأصدقاء المصريين بمقر اقامتى فى شهر رمضان المبارك الماضى سعدت بسماعى لتواشيح وأناشيد دينية لفرقة شعبية من محافظة قنا أتى بها بعض الأصدقاء المصريين. لقد قمت بزيارة أماكن عديدة فى مصر واستمتعت بها. مؤخرًا عدت من سيوة وصحرائها الجميلة، وأعشق الاقصر التى تنطق بالتاريخ وحياة الناس بها تسترعى انتباهي، كما يستهوينى كثيرا نمط الزراعة فى صعيد مصر.