أكد الفريق رضا حافظ - قائد القوات الجوية وعضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة - أن القوات الجوية شكلت مظلة تأمينية لسماء مصر أثناء ثورة 25 يناير وذلك لردع أي محاولة لاختراق الحدود الجوية، علاوة علي وجود دوريات جوية مستمرة لتأمين سماء مصر. وأضاف: في حوار خاص بمناسبة تخريج الدفعة 78 طيران وعلوم عسكرية جوية ان هناك تعاوناً وثيقاً مع قوات حرس الحدود لمنع تهريب الاسلحة إلي مصر مشيرا إلي أن التدريب مستمر ليل نهار وأن القوات الجوية تواكب كل ما هو حديث علي مستوي العالم.. إلي نص الحوار.. بداية نهنئكم ونهنئ مصر بالجيل الجديد من نسورها ونود التعرف علي الأسس والمعايير التي يتم عليها انتقاء الطيارين للانضمام لصفوف القوات الجوية؟ - أولا أبارك لمصر هذا الجيل الجديد من الطيارين والذين تخرجوا اليوم للانضمام الي زملائهم من القوات الجوية لحماية سماء مصر، أما بالنسبة لانتقاء الطيارين فيتم ذلك وفق معايير علمية من حيث المستوي الطبي للطالب واللياقة البدنية ويعد هذا عاملا أساسيا بما يمكنهم من التعامل مع المجهود العقلي والعصبي والجسمي المطلوب لقيادة الطائرات الحديثة والتعامل مع أحدث المعدات الالكترونية، وعقب دخوله الكلية الجوية يمر بتدريبات تؤهله للحياة العسكرية ويتم ذلك في السنة الأولي كما يتعلم الطالب علوم الطيران الأساسية. وفي السنة الثانية يقوم الطالب بالتعلم العملي للطيران وتظهر خلال هذه السنة قدرة الطالب علي الطيران من عدمه ويتم تحويل مسار الطالب الذي لا يمتلك القدرة علي الطيران الي قسم علوم الملاحة الجوية ويتعلم الطالب خلال السنة الثانية مهارات الطيران وفي السنة النهائية يتم تقسيم الطلاب من طيار مقاتلات وطيار نقل وذلك حسب مهارات الطالب وتفوقه لان المقاتلات تحتاج إلي مهارة عالية فهناك مقاتلات تتعدي سرعة الصوت وتحتاج إلي طيار ذي مواصفات خاصة حيث يكون منفردا داخل الطائرة مما يتطلب منه سرعة بديهة واتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، وهو يختلف عن طيار مقاتلات اخري يكون بها اكثر من فرد داخل الطائرة مثل الهليوكوبتر وغيرها من المقاتلات. خلال ثورة 25 يناير قامت القوات المسلحة بدور مشرف في حماية الثورة والدولة، فما دور القوات الجوية خلال هذه المرحلة من تاريخ مصر؟ منذ بداية الثورة وقبل ذلك القوات الجوية تقوم بدور مهم وهو حماية سماء مصر ضد أي خطر او تهديد ومنذ بداية الثورة عملت بالاشتراك مع جميع أفرع القوات المسلحة علي حماية الثورة وكانت مهمتها الاساسية حماية سماء مصر وعمل مظلة جوية ضد أي عداء خارجي أو تهديد لأمن وسلامة الوطن فقد تم تكثيف عدد الطلعات الجوية لحماية الحدود المصرية الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية، خاصة أن الحدود الغربية شهدت محاولات تهريب اسلحة وذخائر نتيجة حالة التوتر التي تشهدها ليبيا حاليا وقد استطاعت القوات الجوية بالتعاون مع قوات حرس الحدود بالقبض علي مجموعات كبيرة سواء علي الحدود الغربية أو الحدود الجنوبية كانت تحاول تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلي داخل مصر فقد تم ضبط 7 عربات محملة بالذخيرة وهناك مجموعات أخري القي القبض عليها في الصحراء الغربية وتم ضبط حمولة 10 أطنان حشيش، فالدوريات الجوية لا تنقطع ليل نهار لحماية مصر وحدودها ومجالها الجوي، كما قامت القوات الجوية اثناء الثورة بنقل اموال البنوك إلي مختلف المحافظات نتيجة الانفلات الأمني كما قامت بنقل اسئلة الامتحانات بالإضافة الي خدمة الاسعاف الجوي الذي ساهم في نقل مصابين من محافظات متعددة إلي القاهرة، كما شاركنا في نقل المصريين العائدين من ليبيا إلي أرض الوطن سواء من داخل الأراضي الليبية أو النازحين الي تونس والذين تم نقلهم منها إلي مصر جوا، وبالتالي فإن دور القوات الجوية كان متعددا أثناء الثورة فقد قامت بمهام ليست جديدة عليها. وهل اثر هذا الدور علي مهامها القتالية؟ القوات الجوية لا تتوقف عن التدريب ليلا أو نهارا فالمهام التي كانت تقوم بها مرجعها التدريب الجيد الذي يتم بصفة مستمرة سواء داخل التشكيلات او المناورات والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة حيث يجري حاليا التدريب الجوي "فيصل" وما حدث اثناء الثورة يعد إحدي المهام التي يتم التدريب عليها. إن مهمتنا الاساسية حماية سماء مصر وجاهزون للقيام به في أي وقت. وماذا عن التطوير والتحديث داخل القوات الجوية، واين يوجد الفرد المقاتل في منظومة التدريب والتطوير؟ التطوير في القوات الجوية لا يتوقف كسائر أفرع القوات المسلحة ونحن نتطور دائما بما يتواءم مع ما يحدث في العالم وقد زارت بعض البعثات الكلية الجوية واشادت بالتطوير الذي تشهده فقد ابهرت الزائرين لها وهو ما يعكس مواكبتنا للتطور العالمي في مجال القوات الجوية، كما أننا نسعي دائما إلي اقتناء أحدث الطائرات المقاتلة طبقا للتطور في هذا المجال وطبيعة العدائيات المحتملة، فمصر تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات F16 والميراج 2000 وكذا طائرة الإنذار المبكر E-2C وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوي الحديث والأباتشي الهجومية وأنواع أخري مختلفة في جميع أسلحة الجو فنحن ننتهج سياسة تنويع مصادر السلاح بامتلاك منظومة حديثة، بالإضافة إلي التطور الهائل في إمكانيات القوات الجوية في مجال التدريب والتأمين الفني والاستطلاع الجوي والحرب الإلكترونية. كما أن العبرة ليست بحجم وطبيعة المعدات المتوافرة بقدر ما تحققه القوات من استخدام جيد لها وتدريب مستمر واستحداث تكتيكات جديدة يمكن باستخدامها تحقيق التفوق والمفاجأة والخداع. كما أننا نبني خطة التسليح واقتناء السلاح المناسب للمهمة وليس العبرة بطرازات الطائرات ولكن بالقدرة علي تنفيذ المهام المكلفة بها القوات الجوية التي يتوافر لديها طائرات ذات تكنولوجيا متقدمة، وحرص القيادة العامة للقوات المسلحة علي امداد القوات الجوية بكل ما تحتاجه طبقا للمهام المحددة لها وهي حماية مصر وترابها، ولن ندخل في سباق تسلح بلا داع، لكننا نحصل علي كل ما هو جديد مما يجعلنا قادرين علي اداء مهمتنا في الدفاع عن الوطن. هل هناك تعاون تقوم به القوات الجوية مع مثيلتها في دول أخري سوء الدول الشقيقة أو الصديقة؟ بالفعل هناك تعاون مشترك بين القوات الجوية المصرية ومثيلتها في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة سواء من خلال التدريبات المشتركة او البعثات الخارجية للتعرف علي كل ما هو جديد وحديث في عالم الطيران ونحن نحرص علي تطوير المعرفة لدي الطيارين لكي يكونوا دائما علي درجة عالية من الاستعداد والكفاءة وللعلم أن جميع دول العالم تقوم بذلك للتعرف علي التكتيكات المختلفة لاستخدام المعدة، كما ان هناك التعايش الذي يتم مع الدول الصديقة حيث يتم ايفاد سرب من الطيارين للتعايش مع القوات الجوية لديها والتعرف علي الاسلحة والطيران علي طائراتها وذلك لكي يتعرف الطيار علي كل ما هو جديد وحديث في عالم الطيران وهذا له دور في صقل المهارات لدي الطيارين. وماذا عن مشروع الاسعاف الطائر؟ لدينا اسطول من الاسعاف الطائر حاليا قادر علي تغطية اي مكان في مصر ويصل إلي أي مكان في أوروبا وذلك من اجل خدمة أي فرد من الشعب المصري. خلال الفتره الأخيرة حاول البعض الحديث عن دور القوات الجوية خلال حرب أكتوبر بشكل مغلوط فما هو دور القوات الجوية في حرب أكتوبر؟ القوات الجوية كان لها دور فعال في المعركة فالمقاتل المصري يرفض الهزيمة ففي يومي 14 و15 يوليو أي بعد النكسة ب40 يوما قامت القوات الجوية بهجمة جوية علي مواقع العدو في سيناء وتم اسقاط 3طائرات، وفي أغسطس عام 1968 قامت القوات الجوية بعمل كمين في الاسماعيلية ل4 طائرات إسرائيلية حيث قامت طائرتان مصريتان بإدخال طائرات العدو في الكمين المعد لها وخرجت اربع طائرات أخري وقامت بتدمير طائرات العدو بالكامل وعادت الطائرات المصرية الي قواعدها سليمة وفي 20 يوليو عام 1969 بدا دور القوات الجوية في حرب الاستنزاف واستطاعت ان تدمر للعدو 68 طائرة رغم تفوق العدو جويا في العدد والتكنولوجيا فقد كانت مصر تمتلك 352 طائرة والعدو يمتلك 504 طائرات واستطاع المقاتل المصري أن يحطم حاجز التفوق الكمي والنوعي للعدو خاصة في مجال الطيران حيث إن معدل قدرة الطيران الاسرائيلي علي اسقاط طائرة واحدة يلزم وجود 6 طائرات ونصف في حين ان قدرة الطيران المصري علي اسقاط طائرة واحدة للعدو تتطلب خمس طائرات فقط وهو ما يؤكد تفوق الطيار المقاتل المصري علي نظيره رغم فارق التكتولوجيا، فقد كانت اسرائيل تمتلك الطائرة الفانتوم الكافير ومصر كان لديها الطائرة الميج والسخوي، لقد شاركت القوات الجوية في الضربة الجوية ب228 طائرة خرجت منها 220 طائرة من علي الجبهة المصرية وثماني طائرات من علي الجبهة السورية حيث كان لدينا سرب ميج موجود علي الجبهة السورية وقد استشهد في الضربة الجوية 10 طيارين وأدت القوات عملها بنجاح بعد نجاح الضربة الجوية بالاضافة الي دورها المحوري في عمليات الابرار خلف خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف والتي قامت بها طائرات الهليوكوبتر، لقد اثبت الطيار المصري قدرته علي مواجهة الفارق التكنولوجي بالتدريب المستمر والمتقن.