بعد أن تحرر من بعض ولائه للتيار الإسلامي، يقدم الباحث والشاعر ياسر أنور كتابه الجديد "العلمانيون والإسلاميون: محاولة لفض الاشتباك" الصادر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، ليناقش ما يقرب من ثلاثين مسألة جدلية، معترفا بأن العاطفة وحدها لا تكفي لتجاوز المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها وألغازها، محذرًا من خطورة "التحرش" بالنصوص التي ربما لا تنطبق علي الواقع الجديد، ومؤكدا أن الواقع هو الجزء غير المرئي من النص الأصلي. كما يسلط الضوء علي أن الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الإسلاميون هو الفصل التام بين النص والواقع الذي أنشأه، كما يعيب علي التيار العلماني الوقوع في الخطأ ذاته من خلال محاولة استعارة النموذج العلماني الغربي دون الالتفات إلي شرطه وسياقه التاريخي، ويرجع سبب الأزمة الراهنة هو التشوه المعرفي والمنهجي لدي العقل العربي، الذي عجز عن ممارسة دوره الإبداعي، فلجأ إلي استعارة القوالب الجاهزة. يتوقع أنور حدوث اشتباكات أكثر حدة بين العلمانيين والإسلاميين في المرحلة القادمة، مما دفعه إلي تقديم بعض المقترحات لتفادي هذا الصدام مثل "الداروينية الاجتماعية" وإتاحة الفرصة للجميع دون ممارسة دور الوصايا من كلا الفريقين علي خيار الأمة، كما اقترح إنشاء محاكم شرعية خاصة بالإسلاميين فقط، من خلال آلية مقترحة للجوء إليها، كتجربة جزئية تتيح للإسلاميين تقديم نموذجهم للمجتمع، وتكون الكلمة للمجتمع في نهاية الأمر إما قبوله أو رفضه.