رئيس لجنة تقصي الحقائق بطرابلس: كتائب القذافي زرعت ألغاماً علي الحدود المصرية لقتل الثوار

كشف المستشار حسام رياض الدين رئيس لجنة تقصي الحقائق في طرابلس التابع للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان ومقره الرئيسي جنيف عن قيام النظام الليبي بزرع الألغام بهدف قتل الثوار والقضاء عليهم، مشيرا في تقرير حصلت عليه «روزاليوسف» إلي أن اللجنة كشفت العديد من الحقائق وأهمها تورط كتائب القذافي في قتل المدنيين دون مبرر وقلب الحقائق من خلال ضرب عدد من المواقع التابعة لهم علي أنها قصف من الناتو بهدف استجداء المجتمع الدولي، موضحا عدم تفرقة الجيش الليبي بين ثوار أو مرضي داخل سيارة إسعاف وفجر مفاجأة من العيار الثقيل عن تورط النظام الليبي في الثمانينيات بقتل المواطنين في أحداث السفارة الليبية، مؤكدا أن اتباع نظام القذافي طوال عشرات السنين يستخدم سياسة القمع والتعذيب ضد خصومه السياسيين.
وأشار ورد: إلي المركز العربي الأوروبي ادعاءات بوقوع انتهاكات ومخالفات لما جاءت به المواثيق الدولية بحقوق الانسان بالجماهيرية العربية الليبية والتي بدأت في 14 فبراير2011 علي الفور تم إيفاد بعثتي تقصي الحقائق والوقوف علي وقوع الانتهاكات المخالفة للمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان من عدمه ورصدها وتوثيقها في سبيل اتخاذ اللازم قانونا ومستقبلا وقد باشرت البعثة مهمتها من خلال زيارتين الاولي بالمنطقة الشرقية حيث تم تشكيل البعثة من أعضاء المركز تحت رئاستي وبمشاركة كل من العضوين مصطفي أبوالعينين وإسماعيل البدوي والزيارة الثانية بالمنطقة الغربية برئاستي وبحضور العضوين مصطفي أبوالعينين وبركات الضمراني.
وانتقلت البعثة من القاهرة إلي مدينة مرسي مطروح ثم التوجه إلي الحدود المصرية الليبية البرية عبر منفذ السلوم وعند دخولنا إلي مدينة مساعد تبين للجنة وجود ألغام علي الحدود الليبية المصرية قام بزراعتها النظام الليبي لقتل الثوار ولمنع التسلل والفرار وتم رصد اصابات ناتجة عن انفجارات أرضية للألغام مع وجود إدعاءات بحدوث وفيات من الفارين أثناء الاحداث الليبية وبعد ذلك انتقلنا إلي مدينة بنغازي وزرنا خلالها أربعة مستشفيات وتبين للجنة من خلال التقارير الطبية أن معظم الاصابات في مناطق الرأس والصدر وتعد مناطق قاتلة.
استمعنا إلي شهادة أحد الاطباء والذي أكد لنا أن الاطقم الليبية من سيارات إسعاف تعرضت لقصف وإطلاق أعيرة نارية عليها دون مراعاة لحرمة المرضي.
وأضاف المستشار حسام رياض الدين إنه بناء علي ادعاءات من النظام الليبي بقصف قوات الناتو لمواقع له قمنا بزيارة موقع المزرعة المجاور لمدينة طرابلس حيث وردت مزاعم عن قصفه بالصواريخ وانتقلنا إلي هناك ولم نجد آثارا للقصف من حرائق أو حفر من آثار القصف ولايوجد بها مساكن قريبة تبين لنا أن النظام الليبي كان يستخدمها للتمويه بأنها مناطق سكنية وكانت بها مدرعات ومركبات يستخدمها النظام الليبي في حربه.
موضحا أن هذا ما أكدته زيارتنا لمدينة مزدة حيث وردت إلينا مزاعم من الحكومة الليبية أن المدينة تعرضت لقصف جوي دمر المستشفي العام وإصابة عدد من العاملين وأثناء اجرائنا المعاينة تبين أن المستشفي عبارة عن مبني من طابق واحد وبه عدة عنابر ويجاور مستشفي عسكري وتمت معاينة العنبر الذي زعم قصفه فتبين وجود فتحة في سقف إحدي حجرات العنبر وعاينت اللجنة سقف العنبر من أعلي وتبين أن تلك الفتحة في السقف ليست ناتجة عن قصف جوي.
وأضاف رئيس اللجنة أنه التقي الدكتور إبراهيم أبوخزام رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في نظام القذافي ورئيس جامعة ناصر ووزير التعليم السابق وقمنا بتسجيل وثائق مهمة منها أن نظام القذافي منذ أن قام بثورة الفاتح سبتمبر عام 1969 وحتي عام 1989 أي خلال 20 عاما كان يمارس عمليات القمع والتعذيب للخصوم السياسيين، مشيرا إلي أن النظام الليبي اعترف أيضا بتورطه في قتل المواطنين الأبرياء أنه أثناء قيام الثوار في الحادث الشهير في الثمانينيات عندما حاصر عدد من الشباب القنصلية الايطالية في بنغازي احتجاجا علي زيارة الوزير الايطالي لليبيا ويرتدي تي شيرت عليه الرسومات الدنماركية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم ونتيجة الاحتكاك قتل 13 شابا الحكومة دفعت الدية لأهالي القتلي وكشف التقرير الذي أعددناه أن اعتراف الحكومة والشرطة بدفع الدية اعترافا منهم بقتل الشباب.