منذ الاعلان عن مشاركته بمهرجان «كان السينمائى الدولى» وفيلم «اشتباك» يواجه موجة من الانتقادات والاتهامات اهمها انه فيلم يحمل فكرا سياسيا مما يهدد الاوضاع الحالية، وعلى الرغم من خلو فكر الفيلم من السياسة إلا ان البعض تسابق على اخماد انجاز الفيلم بوصوله للعالمية وذلك عن طريق اتهامه بتشويه صورة مصر او شعبها والبعض الآخر يحاول الدخول بلعبة اسقاطه بدور العرض بغرض اثبات ان الجمهور لم يقبل عليه وذلك عن طريق طمث الدعاية وانسحاب احد الموزعين فى اللحظات الاخيرة. كانت فكرة الفيلم من البداية للكاتب خالد دياب وشاركه كتابتها وبلورتها أخيه محمد دياب، وعن بدايتها قال خالد: «منذ سنوات وبعد ثورة 30 يونيو بالتحديد فكرنا بكتابة عمل عن فكرة الاستقطاب الفكرى المتطرف الذى يعيشه المجتمع المصرى من اى طرف من الاطراف، لذلك قررنا الجمع ما بين بعض الفئات الشعبية المختلفة فى التوجه والسياسة والفكر والدين والاهتمامات بمكان واحد لنتعرف على المشاكل التى قد تحدث وانتهينا من كتابة أول نسخة للفيلم عام 2014، والفيلم ضد العنف والظلم والهيستيريا».. بينما قال محمد: «قمنا بتعديل النص أكثر من مرة بأيدينا لأننا كنا نتوقع ان يتم رفضه لذلك قمنا بإعادة تعديله حتى يظهر مقصودنا الاساسى وهو حالة الهيستيريا التى نعيش بها وليس التوجهات السياسية او الاختلافات، وكان اكبر تحد لنا وكان تعاقدنا مع المنتج على انه لو تم رفض العمل فى الرقابة سوف نتحمل الأمرر ولكن ما حدث هو العكس فالسيناريو تمت الموافقة عليه بشكل كلى دون أى ملاحظة بينما بعد التصوير واثناء طلبنا لتصريح عرض الفيلم فوجئنا بانهم يطالبوننا بوضع عبارة توجه الفيلم لان يكون سياسيا فى بداية العمل.. ورغم رفضى لها إلا ان المنتجين قالوا انهم سيضعوها لكى يتم عرض الفيلم فقط ولكنى لازلت معترضا عليها». واضاف دياب قائلا إن الرقابة لم تكن لديها أى مشاكل فى السابقة ولكن مع كمية الهجوم التى تم شنها على الفيلم من بعض اجهزة الاعلام وبعض الذين لم يشاهدوه واتهامه بأنه سياسى موجه ويحمل فكرا سياسيا معينا فلم يكن امام الرقابة الا ان تضع ملحوظة لتوضح من التوجه الجيد ومن الشرير. وهذه الجملة وضعتنى فى جدل سياسى انا فى غنى عنه.. ولكنى احترم منهم انهم وافقوا على عرض الفيلم دون أى حذف فى هذا الوقت الهيستيرى. كما قال دياب ان الفيلم عليه حملة هجوم كبيرة منذ عرضه بمهرجان كان والذى اعتبره البعض انه قبل مشاركة الفيلم لانه ضد مصر او يحمل مؤامرة عليها. بينما هناك حملة اخرى لافشال الفيلم وذلك بعدم التصريح باطلاق البوستر الرسمى حتى يوم الاثنين الماضى بالاضافة إلى انسحاب احد الموزعين بظروف غامضة وبشكل مفاجئ وغيرها من الامور التى تجعله يشعر ان هناك حملة لافشال الدعاية الخاصة بالفيلم ومن ثم رفعه بدور العرض حتى لا يتم اتهام احد بمنعه..وأضاف ان الجمهور هو الوحيد الذى بيده ان يسند الفيلم ويفشل كل المخططات لإسقاطه لأن العمل اولا واخيرا يعبر عنه ويدعو الجمهور لدعمه حتى يستمر فى الايام المقبلة. والفيلم يعتبر اكبر انتاج سينمائى فى 2016 وهو ممتع وبه كوميديا واكشن ورومانسى..ومن جانبه قال خالد ان فكرة مشاركة الفيلم بمهرجان مهم مثل كان كان شيئا عظيما خاصة انه وصل للنهائيات حتى ولو لم يحصل على جائزة ولكنه حصل على شكر واعجاب عالمى كبير وتم بيعه ل20 دولة وتوم هانكس ارسل لى رسالة اشادة بالفيلم ولكن كل هذا لا يساوى ان ينجح بمصر..وعن اتهامه بتشويه صورة مصر بأعماله اجاب دياب قائلا إن كل من يعرض المشاكل الخاصة بالمجتمع يتم اتهامه بالتشويه ولكن هذه هى اقتناعاته ورسالة اعماله التى يحب ان يوجهها والهدف من هذه الاعمال هو طرح الاسئلة وليس طرح اجابة عنها او وضع حلول ولكنه يطرح المشكلة وعلى المختصين وضع الحل. وعن رسالة توم هانكس قال محمد إنه قال إن العمل اظهر له جانبا انسانيا لمصر بدلا من حصر صورتها للغرب فى الاهرامات والفراعنة فقط. وقال دياب إنه طالب الممثلين بأن يقومون بتحد بدنيا وكبير وكانوا لمدة 26 يوما كاملا فى عربة واحدة وارهاقهم فى النهاية أظهر العمل مثلما كنا نأمل فلم يكن كل الممثلين على استعداد للتفرغ لكل هذا الوقت لذلك اعتذر عنه البعض فى البداية. ونفى دياب ما تردد حول استعانته بإحدى عربات الترحيلات الخاصة بالشرطة حيث قال إنه كان من الصعب ان يستعينوا بعربة حقيقية لمدة 26 يوما تصوير فلا توجد عربات متفرغة لكل هذا الوقت لذا قاموا ببناء عربة مماثلة للواقع وقاموا بحبس الفنانين بها.. وكانت من اصعب المشاهد التى قاموا بتصويرها بالشارع عندما كان هناك مشهد فوق الكبارى به مظاهرة بها 800 شخص وكنا نقوم باطلاق الشماريخ، وبمجرد ما اطلقنا اول واحد فوجئنا بحضور مديريتى امن القاهرة والجيزة ومحاولة بعض المارة بفض التظاهر والبعض قام بضربنا وطعن احد المتواجدين ومدير الانتاج تم خطفه ورغم كل هذا ايماننا بالمشهد وأهمية العمل جعلنا نعمل اى شىء لانجازه.