قال المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان قورتولموش، إن العسكريين الموقوفين على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التى حدثت يوم الجمعة الماضى «سيحالون إلى المحاكمة خلال فترة وجيزة لينالوا جزاءهم العادل». وقال فى مقابلة مع قناة «خبر تورك» المحلية، إن «تركيا لم تشهد محاولة انقلابية بهذا القدر من الوحشية ولهذا رفضها الشعب ونزل إلى الشوارع والميادين رغم إطلاق الانقلابيين النار وقصفهم مؤسسات الدولة». وأضاف إن «تركيا انتقلت إلى مرحلة مهمة جدًا فى الديمقراطية، وردت بالشكل السياسى المناسب على الانقلابيين». وأعرب عن اعتقاده أنه «عقب محاولة الانقلاب الفاشل فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تبقى غير مبالية حيال طلب أنقرة تسليم فتح الله جولن». من جانبه، اتهم رئيس نقابة القضاة فى تركيا مصطفى كاراداغ، القيادة التركية، بتنحية خصوم الرئيس رجب طيب أردوغان من خلال حركة التطهير القضائى التى اتخذتها بعد فشل الانقلاب. وقال كاراداغ إن «السلطات لم تلق القبض فقط على المتعاونين مع الانقلاب، بل أيضًا على من ينتقدون أردوغان، ممن لا علاقة لهم بالانقلاب». وأوضحت بيانات رسمية إن الحكومة التركية قامت بعد الانقلاب بالقبض على 2800 من الانقلابيين بالقوات المسلحة، وعشرة أعضاء بمجلس شورى الدولة التركية، وأحد قضاة المحكمة العليا بالبلاد. كم تم التحفظ على قاضى بالمحكمة الدستورية، وإقصاء خمسة أعضاء بالمجلس الأعلى للقضاة وبالادعاء العام، إضافة إلى أكثر من 2700 قاض. فى الوقت ذاته، أصدرت الهيئة الرئاسية لتنظيم الاتصالات والإنترنت قراراً بحجب موقعى «ميديا سكوب» و«كان ارزينكان تى فى»، بالإضافة إلى حسابات خدمة «ستار ميتر» على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى جانب حوالى 13 موقعًا إخباريًا آخر. وتضم القائمة مواقع موالية للمعارض الأشرس ضد أردوغان، فتح الله جولن، الذى حمله الرئيس التركى المسئولية عن الانقلاب، وطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسليمه. بدوره، نفى الداعية التركى فتح الله جولن، فى مقابلة مع قناة «سكاى نيوز عربية»، الاتهامات التى وجهها إليه أردوغان بالوقوف خلف الانقلاب، وأكد أنه لا يستبعد أن يكون أردوغان نفسه من دبر هذه المحاولة الانقلابية. وجولن، البالغ من العمر 75 عاما والمقيم فى الولاياتالمتحدة، هو ألد خصوم أردوغان بعد أن كان حليفه المقرب، ويرأس حركة «الخدمة» التى تتمتع بنفوذ واسع فى تركيا، ولديها شبكة ضخمة من المدارس والمنظمات الخيرية والمؤسسات. وردا عل سؤال بشأن ما إذا كان بعض من مناصريه فى تركيا شاركوا فى المحاولة الانقلابية، قال «أنا لا أعرف من هم مناصرى». وأضاف «بما أننى لا اعرفهم لا يمكننى أن أتحدث عن أى تورط»، مشيرا إلى أن المحاولة الانقلابية» يمكن أن تكون دبرتها المعارضة أو القوميون». ولفت جولن إلى أنه لا يستبعد أن يكون أردوغان نفسه هو من دبر المحاولة الانقلابية بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبرا هذا «أمرا ممكنا». كما نفى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لنظيره التركى مولود تشاووش أوغلو، تورط واشنطن فى الانقلاب الفاشل فى تركيا، وقال إن الادعاءات بتورط أميركا تضر بالعلاقات بين البلدين. وقال جون كيربى، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فى بيان إن كيرى حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها فى هذه «المؤامرة». وأردف «لقد أوضح أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التى تباشر هذا التحقيق، ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أى دور للولايات المتحدة فى محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا». ونصحت الولاياتالمتحدة رعاياها بعدم السفر إلى تركيا، بعد الانقلاب الفاشل وفى ظل تزايد تهديدات الجماعات الإرهابية فى جميع أنحاء تركيا. إلى ذلك، توقّع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أن تعود تركيا إلى فترة القمع فى أعقاب الانقلاب الفاشل. وقال هولاند: «سنرى ما الذى سيكون عليه الوضع فى تركيا. إذا استعاد رئيسها السيطرة التامة على زمام الأمور، واعتقد أن هذا هو الحال فسوف نشهد فترة من الهدوء الكبير لكن سيكون هناك على الأرجح قمع». وأضاف «أتصور أنه سيكون لزاما على عدد معين من العسكريين أن يردوا على تساؤلات حول ما فعلوه وما لم يفعلوه».