لا شك ان شهر رمضان هو شهر قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه الا ان البعض يتعجل فى قراءته دون تدبر لمعانيه وهو الامر الذى لايحصل فيه الشخص الثواب والاجر الكامل كما انه امر مكروه كما اكد عدد من علماء الازهر ان قراءة القرآن الكريم من أجل إتمام ختمه خلال شهر رمضان المبارك دون تدبر لمعانيه والإصرار على ذلك مكروه لمخالفته أمر الله بتدبر القرآن عند قراءته أو الاستماع له. وقال الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الازهر السابق إن الله أمرنا بأن نتعامل مع القرآن الكريم عند قراءته بالتدبر والتعلم والعمل به وهو الأصل فى التعامل مع كتاب الله كما انه يجب علينا اختيار الوقت المناسب لقراءته. مشيرا الى ان ما نراه من الكثيرين من الحرص على القراءة بهدف ختم القرآن فى رمضان لدرجة أنهم يقرأونه فى المواصلات أو الشارع أو فى أماكن الزحام والانتظار دون تدبر لمعانيه كلها امور مكروهة. وتابع يجب ان يعلم الصائم أن المسألة ليست ختم القرآن بل التدبر فالقرآن يريد الإنسان الذى يشعر به ويعمل به ولا يحتاج لشخص يقرأه ويمر عليه مرور الكرام. وقال عبدالعزيز النجار من علماء الازهر إن قراءة بعض الآيات من القرآن بتمعن أفضل من مجرد القراءة السريعة بلا فهم ولذلك نجد الرسول الكريم يوصينا بأنه معرفة أحدنا معنى آية خير له من الدنيا وما فيها فليس المراد القراءة وحدها بل المراد الفقه والتأمل». وأشار الى ان الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يأمرنا بختم القرآن فى رمضان وإنما أمر بقراءته بالتدبر، وفهم معانيه مضيفا أن تدبر القرآن عند تلاوته مطلوب فى الشرع طلبا كبيرا لأن التدبر هو الوسيلة لتفهم مقصد الآيات وهو أحد مقاصد نزول القرآن وقد قال تعالى: «كتاب أَنزلناه إِليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال تعالى: افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها». مشيرا الى ان من قرأ شيئا من القرآن غير متدبر له يؤجر على التلاوة لعموم حديث الترمذي: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة.. فهذا العموم يدخل فيه غير المتدبر، ويدخل فيه من لا يفهم اللغة التى نزل بها القرآن، ولكن التدبر أمر مهم يتأكد على من يستطيعه أن يحرص عليه، مشيرا الى انه كانت عادة السلف ان يردد أحدهم الآية إلى الصباح، فقراءة القرآن بالتفكر هى أصل صلاح القلب. وقال جمال متولى القيادى بالدعوة السلفية إن العبرة فى قراءة القرآن الكريم بتدبر معانيه ومعرفة الأحكام التى يمكن أن تستنبط منه أو واضحة فيه. وأوضح أن القراءة لها ضوابط لابد أن تتحقق «فلا يكون من المقبول ما نراه من قراءة سريعة لأنها لا تؤدى إلى تدبر معانى الآيات وهو ما يحمل شبهة كراهة. مشيرا الى انه مما لا شك فيه أن قراءة القرآن الكريم من أجل العبادات التى يتقرب العبد لله تعالى مصاحبة القرآن بالذكر والقراءة والاستماع سبب من اسباب نيل الشفاعة يوم القيامة وأن الاجر يترتب على القراءة وقدر تدبر القارئ لما يقرأ وحضور قلبه وعقله لمعانى ومقاصد آيات الله تعالى وان عدم حضور قلب القارئ وعدم إدراكه لمراد الآيات ينقص من اجر وفضل القارئ الجزيل، مشيرا الى أنه لا يوجد فى الشرع ما يدل على ختم القرآن مرة أو أكثر فى شهر رمضان كما لم يرد فى السنة النبوية ذلك وبالتالى فالإنسان له أن يقرأ ما يشاء لكن بطريقة عادية تساعده على فهم القرآن وتدبره دون تعجل بختمه.