أطاح الربيع العربي بالأنظمة الفاسدة في كل من مصر وتونس ولهذا تم ابتكار وسائل جديدة تهدف إلي صد رياح التغيير، وأحد هذه الأسلحة الجديدة هو سلاح الاعتداءات الجنسية علي النساء والفتيات. وكانت البداية في ليبيا مع إيمان العبيدي المحامية الليبية عندما حاولت اطلاع المراسلين الأجانب علي آثار ضرب وكدمات في جسدها وقالت إنها تعرضت للاغتصاب من قبل 15 من عناصر الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي ونالت قضية إيمان شهرة واسعة في الشبكات الاجتماعية تويتر وفيس بوك ووصفتها وسائل الاعلام بأنها «رمز للتحدي ضد القذافي»، ولم تكن العبيدي هي الليبية الأولي أو الأخيرة، ولكن هناك كثيرا من حالات الاغتصاب في عدد من المدن الليبية، وتم تسجيل أكثر من 235 حالة اغتصاب تسببت في حالات نفسية للأطفال الذين عايشوا هذه الأحداث. وقالت اخصائية الأمراض النفسية في مستشفي الأمراض النفسية في مدينة بن بنغازي غازي د.سهام سرقيوة قمنا بعمل دراسة نفسية للأسر الليبية من أجدابيا، والبريجة ومن السلوم إلي بنغازي خلال هذه الأحداث، وذلك علي 100000 أسرة بمتوسط 8 أفراد لكل أسرة، وسجلت حتي الآن أكثر من 235 حالة اغتصاب، كما أظهرت التحاليل ظهور بعض الأمراض كالايدز والهابيتايتس، بالاضافة إلي المشاكل النفسية للأطفال وتعرض ما يقارب 4000 طفل من الصعوبات النفسية منها التبول اللاإرادي، وخوف مع عدم القدرة علي النوم نتيجة الرعب من القنابل والتهجير واغتصاب الأمهات أمام أعين أطفالهن، كما ظهرت أكثر من 10000 حالة نفسية بين الكبار تنوعت بين القلق والاكتئاب. وذكرت هاجر محمد القريف من الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا أن القذافي زود كتائبه بعقاقير منشطة جنسياً ك«الفياجرا» واستخدمها كسلاح يستهدف النساء. وفي سوريا كشفت مجلة التايم الأمريكية عن فظائع الاغتصاب الاجتماعي الذي يقوم به الجنود السوريون بحق الكثير من النساء والفتيات، وبالتحديد نساء مدينة جسر الشغور الحدودية التي فر الكثير من أهلها ونزحوا إلي الحدود التركية، ويقول أهالي جسر الشغور سواء من تمكن منهم من النزوح إلي الحدود التر كية أو من يزال عالقاً علي الجانب السوري، ان الجنود قاموا باختطاف عدد من النساء الشابات الجميلات من البلدة ووضعوهن في مصنع لتكرير السكر واغتصبوهن وأجبروهن علي البقاء عاريات وخدمتهم بإعداد الشاي والقهوة. وقالت الصحيفة إنها لا تندهش من عدم فضح جرائم الجنود السوريين بشكل علني لأن الاعتداءات الجنسية تعد من الموضوعات الصعب اثارتها في أي مجتمع خاصة في المجتمعات العربية القروية، حيث يرتبط شرف العائلة غالباً بشرف نسائها. وتشير قاسم روشن الكاتبة السورية الكردية المعارضة إلي ما تتعرض له المرأة السورية وخاصة الكردية من انتهاك واعتداء جنسي أثناء التحقيقات.