أول ما عمنا رمضان بيجى يهل علينا.. وتبدأ الأشغال الشاقة لأى أم فى مصر.. بداية من تخزين، وتشوين، وكرتنة «من الكراتين» وتجميد كل ما طاب ليكون تحت الإيد وجاهز لأن فى أيام رمضان الرائعة ما فيش حد بيصبر على الأم اللى وقتها بتشعر أنها ملكة فى مستعمرة نمل.. ومع رمضان تشعر إنها قطر سكة حديد لن يوقفه أحد، عشان تلحق تسد الأفواه المفتوحة وتملئ البطون الجائعة .. ووسط هذا العمل الشاق، فالعزومات تقريبا لا تنقطع، والزيارات على ودنه، ولكن الذى لا يصدق واحنا فى هذه الأيام المفترجة أن فى ناس بتتشرنق على نفسها، وتظل فى كهفها فى بيات طويل بعيد عن الأهل والأصدقاء والحبايب والمعارف، ليه ؟.. عشان زعل مع ده، أو «قمصة «مع ده، أو خصام مع دكهوا. الأغرب أن الزعلان مش بتلاقيه زعلان من زميل فى الشغل، أو صاحب أو جار وده صعب وما ينفعش، ولكن الأصعب تلاقى الزعلان مع أمه أو أبوه أو أخوه وبدل ما يفتح صفحة ويبدأ فى الخير تلاقية يكابر، ويركب راسة اللى زى....، ويعمل فيها أنه تايه أو جاله زهايمر، ويقعد متقوقع، وقافل على نفسه والناس كلها بترمضن ، وهو منعزل. أى أم محتاجة يكون لها دور إيجابى.. مش بس تطبخ وتخزن ومشاويرها قبل الفطار وبعد المسلسلات للسوبر ماركت، والمجمعات والأسواق ولكن لازم الواحدة مننا يكون لها دور تعقل جوزها، وتفهم أخوها وتتقلب من نملة تخزين وقطار طبخ، أو دبة فى كهف إلى مرهم للحروق وتطيب المجروح وإصلاح ذات البين لبن الناس علشان الأكل يبقى لة طعم وفى بركة وتحلو اللمة.. مش كدة ولا أيه.