وصفت الناقدة عزة سلطان الروائي محمد سامي البوهي بالتدفق في الإنتاج، وأعلنت بوضوح أنها لن تتعامل معه بذات الطريقة التي تتعامل بها مع كاتب مبتدئ، خاصة أن هذا هو الكتاب الخامس له، مؤكدة أن المبدع الذي يملك مشروعا يكون عنده مسئولية تجاه المجتمع، يضحي الأدب عنده رسالة، ولو لم نكن مهمومين بالفكرة، فإن التراكم في حد ذاته يحمل رسالة". وأضافت سلطان في الندوة التي عقدت ب"ورشة الزيتون" لمناقشة رواية البوهي "سكترما" الصادرة عن دار "أكتب"،: عنوان العمل صعب في قراءته، وفي كل الأحوال أنا مع العناوين الجاذبة للقارئ، وإن كان غلاف هذا العمل غير موفق مع الاسم، وليس جاذبا بنفس الشكل. وأكملت: رغم أن الكاتب أقام بناء النص علي حيلة ذكية، تتمثل في صنع حيوات، لإعطاء القارئ إحساسا بالواقعية الشديدة، هناك مشكلة وهي أن السير الذاتية التي أوردها في نهاية العمل، عكست مواقفه الشخصية ممن تحدث عنه، بشكل يسمح بتحديد علاقته بكل شخصية منهم، ومساحة صداقته وعلاقته، مما يفتح الباب أمام القارئ للمقارنة بين انطباعاته الشخصية وانطباع الكاتب حول نفس الأشخاص. وعادت لتتساءل: ما الجديد الذي تقدمه الرواية من خلال مجرد إقحام لشخصيات حقيقية دون أن تكون حكاياتهم حقيقية؟ أين منطقة التميز كمبدع يطرح شيئا مختلفا؟. الناقد الشاب أحمد عبدالحميد النجار فقال: قام البوهي بتقسيم الرواية لثلاثة أقسام، جاء الانتقال في القسم الثالث منها غير مبرر، وقد جاء حديثه عن التطبيع محايدا جدا، وهنا تبدأ المشكلة، فإن تقبلت الأمر علي أنه ريبورتاج إعلامي، فلا يمكن أن أتقبله كعمل أدبي، يفترض أنه يمثل الحياة، وفي رأيي أن الخطابات الورادة كانت بحاجة إلي تطويع جديد، وإذا اعتبرنا أنها رواية وثائقية كتلك التي يكتبها صنع الله إبراهيم، فقد استخدمت صيغة لم تتجذر بعد في بيئة العمل الأدبي العربي. وتابع: الرواية مبنية علي توجه سياسي، وقد وجدت الحوارات فيها تتنوع بين الفصحي والعامية بدون مبرر قوي، ومع ذلك فإن البوهي شاطر في إيجاد الآليات التي تثير التعاطف كاللغة الشاعرية، التي لم تنجح في أن تحول يوسف إلي شخصية من لحم ودم، أستطيع أن أميز لها ملامح خاصة. من جانبها قالت الكاتبة سامية أبو زيد: الرواية تعد إرهاصا بأن الثورة قادمة لا محالة، وإن بدا اليأس في بعض العبارات، لكن الاحتقان كان موجودا، وقد أثبت البوهي خلال عمله أن للأدب رسالة، وقد كانت هذه الرسالة هي إنصاف بطل، وهو أيمن حسن الذي قتل حوالي 21 إسرائيليا، وأصاب 20 آخرين في عملية فدائية قام بها وحده ثأرا لكرامة علم مصر. وتابعت: محور الرواية ليس حول التطبيع كما يبدو للبعض، بل علي العكس، ففيما يتعق بالتطبيع فقد اتكأ بشدة علي الحياد، وضعف حجج الآخرين.