اعترض الناقد الدكتور مصطفي الضبع علي الأبحاث التي قدمها المتحدثون في مؤتمر اليوم الواحد الذي أقيم في قرية "صول" في أطفيح تحت عنوان "المشهد الشعري في حلوان آفاق ورؤي"، منتقدا عدم استحضار كل الأسماء الشعرية من أبناء حلوان وعلي رأسهم أحمد شوقي أمير الشعراء. وأوضح المتحدثون في المؤتمر أن تناولهم كل شعراء حلوان تحتاج مجلدات وليست يوما واحدا في مؤتمر. وأشاد الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالمؤتمر بدءا من الموضوع الذي يدور حول المشهد الشعري بحلوان، ورأي أن المؤتمرات الفرعية لها وظيفة مهمة في تسليط الضوء علي المشهد الأدبي في المحافظة، والكشف عن كثير من الإبداعات المتميزة في المجالات المختلفة، والتعريف بأسماء ربما ظلمها أنها عاشت في ظروف صعبة، أو في زمن لم يتح لها أن تعرف، ثانيا مكان المؤتمر الموفق لأن كثير من المؤتمرات تظل محصورة في عواصم المحافظات. وأشار عبد الرحمن إلي أن القاهرةوعواصم المحافظات لم تكن تحتكر كل شيء كما كانت من قبل، وأصبح الأدباء الذين يعيشون في الأقاليم يفرضون إبداعاتهم وأنفسهم كأصوات أدبية جيدة وهي في الأقاليم، دون الاحتياج للانتقال إلي العاصمة الكبيرة أو العواصم الصغيرة. وقال الشاعر أحمد إبراهيم أمين عام المؤتمر أن اختيار موضوع الشعر في المؤتمر الأدبي الثالث في حلوان نابع من قيمة الشعر ومكانته باعتباره رافضًا في مدار الشعوب، لعب دور البطل في أحداث الثورة، وكان له الكلمة العليا في ساحة الميدان، كما كان المحفز والمفجر للطاقات الملهمة للحناجر، والملهم الذي حقق المعجزة التي ازهلت العالم. وأثني الضبع رئيس المؤتمر علي اختيار مكان المؤتمر، ورأي أنه يجب أن تكون فلسفة مؤتمر اليوم الواحد هي اكتشاف مساحات من الإبداع ودعمها، وطالب بأن تأخذ ميزانية المؤتمر في الاعتبار طبع كتاب للمؤتمر لأنه هو الباقي. وتحدث في الجلسة الاولي من المؤتمر الناقد الدكتور أمجد ريان عن قضية التجاور كرمز للتجربة الشعرية الجديدة، والذي أصبح سمة ظاهرة وملمحًا رئيسيا، فالساحة الشعرية تستوعب حاليا كافة المدارس الشعرية في الوقت نفسه، مستشهدا بشعراء من حلوان هم أحمد إبراهيم وديوانه "بينما تفني الصور" معبرا عن التيار الرومانسي، ومحمد الدرديري وديوانه "حقيقة وصال" عن تيار مدرسة الشعر الحر، وعمارة إبراهيم وديوانه "غرفة ترتب الظل" عن تيار الحداثة، والشاعر عبدالحكم العلامي وديوانه "موسيقا القرب" عن تيار ما بعد الحداثة. وتناول إبراهيم النحاس المرأة الشاعرة في محافظة حلوان التي اثبتت نفسها في هذا المجال مستنكرا مسمي "الأدب الأنثوي" لأن الإبداع ليس له علاقة بمن يتناوله سواء رجلاً أو امرأة، وتحدث عن تجربة الشاعرة عواطف يونس، وهبة عاصم، وعبير عبد العزيز، ورضا عبد العزيز. وأوضح سيد فؤاد أن الحركة الشعرية في حلوان لن تنفصل عن الحركة الشعرية في مصر والعالم العربي، ففي عام 1991 لم تكن هناك أندية أدبية في القاهرة، فتجمع مجموعة من المخلصين للشعر في حلوان وقرروا ممارسة الأدب من خلال تكوين نادي أدب "15 مايو"، ثم انشاء قصر ثقافة حلوان عام 1994. كما كان يوجد احتفالية شعبية ثقافية تقام كل أسبوعين في حلوان تقدم محورًا نقديًا وإبداعيا وكمًا من الفنون، مفترض أنها إرهاصة أو تمهيد لنزع التيجان المزيفة التي تعلو رءوس اللجان الثقافية التي لا تقوم بدورها.