"حرقتوا قلبي علي ضنايا..وحاكمل للنهاية" هذا ما كتبته أم علي اللافتة التي حملتها بيدها ناظرة لكل حضور معرض الأعمال الفوتوغرافية "التحرير 2" بقصر ثقافة قنا، التي التقطها المصور مصطفي وافي لتصبح من أهم الصور التي تركت عميق الأثر مع الحضور، ولهذه الأم حكاية يرويها الفنان إبراهيم سعد منسق المعارض بجمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة: "منذ أن استشهد ابنها وهي جالسة بالتحرير ممسكة باللافتة إلي أن تم التنحي، وكانت صامتة تماما لا تنبس بكلمة واحدة طوال إقامتها بالميدان". هذه الصورة تم عرضها ضمن المعرض الذي افتتح مؤخرا بقصر ثقافة قنا بحضور السكرتير العام لمحافظة قنا، الذي أقامته جمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والخاصة كجمعية "أنا مصري" بقنا، "اللجنة المصرية للعدالة والسلام" وقصر ثقافة قنا، علي أن ينتقل المعرض لمكتبة مصر العامة بمحافظة الأقصر في الثاني عشر من الشهر الجاري. عن فكرة الترقيم للمعرض، يقول سعد : "في كل مكان يتغير هذا الرقم حسب ترتيب عرضه في المحافظات، فكان رقم "1" بالمنيا، ورقم "2" في قنا، أما رقم "3" فسيكون بالأقصر، ثم إسنا ثم نجع حمادي والبقية تأتي بجميع محافظات ونجوع الصعيد". يتابع سعد :" الفكرة جاءت باكتشافنا أنه بعد هذه الأحداث بميدان التحرير، أن الصعيد لا يعلم شيئا ولا يدرك حجم هذه الأحداث وأهميتها، فقام كل من المصور الفوتوغرافي عادل وسيلي ومصطفي وافي مدير البرنامج الثقافي بالجزويت والأب ويليام سيدهم المدير العام لجزويت القاهرة، منذ بداية ثورة "25 يناير" بتصوير الأحداث من البداية وحتي سقوط الرئيس السابق. فهذه الأعمال الفوتوغرافية تعد توثيقا كاملا للحياة الكاملة بميدان التحرير، مستشفي الميدان، التفتيش، توزيع الطعام علي المعتصمين، وغيرها من الأحداث العديدة بالميدان علي مدار الثمانية عشر يوما". كان أهم شيء اهتم به المصورون هو التأكيد علي وجود جميع أطياف الشعب باختلاف طوائفهم واتجاهاتهم السياسية واختلاف أديانهم الذين اجتمعوا علي مبدأ واحد وهو حب هذا الوطن، والإخلاص للتخلص من النظام الديكتاتوري البائد. تم عرض 79 عملا فوتوغرافيا، 16 عملاً بمساحة100 سم 70 سم، وباقي الأعمال بمساحة 50، تمت طباعة الأعمال علي خامة الخشب لتكون مناسبة لظروف التنقل بين المحافظات. عن استقبال أهالي قنا للمعرض، يوضح سعد: "المعرض تم افتتاحه مرتين، الأولي غير رسمية في الساعة 11 صباحا وهو الميعاد المناسب لفتيات الإعدادي والثانوي عن الافتتاح المسائي، في نفس اليوم تم الافتتاح الرسمي في السابعة مساء، حضر الافتتاح عدد من كبار السن والشباب وكانوا متفاعلين جدا مع المعرض حيث دهشتهم تساؤلاتهم من أن كل ذلك حدث بالتحرير، أيضا من أكثر الأعمال التي أعجبتهم كانت للأب ويليام رافعا يده بعلامة النصر ويحيط به عساكر شرطة عسكرية مما يوحي بأنه رهن الاعتقال، لكنهم طلبوا التصوير معه لأنه كان يوميا يحضر الفطور للجميع ومنهم هؤلاء العساكر". وأشار سعد في نهاية حديثه إلي أن القصر قام بتوزيع بوستر المعرض علي جميع المصالح بقنا، مما دعم الحضور والاهتمام بالمعرض.