لد الموسيقار محمد سلطان فى محافظة الإسكندرية وتخرج فى كلية الحقوق، بدأ حياته الفنية كممثل حيث شارك فى بطولة عدد من الأعمال السينمائية، قبل أن يتزوج من الفنانة فايزة أحمد ويتفرغ للتلحين حيث جمع بينهما مناخ فنى متميز حققا سوياً نجاحات كثيرة، وخلال هذا الحوار يتحدث سلطان عن رأيه فيما وصل إليه الطرب المصرى الآن وتقييمه لبرامج المواهب الغنائية وسبب نجاح فنانين الزمن الجميل حتى الآن، بالإضافة لسبب توقفه عن التلحين وابتعاده عن الوسط الفنى وكواليس تربيته الفنية على يد موسيقار الأجيال عبدالوهاب. ■ ما رأيك فى الحال الذى وصل إليه الطرب فى مصر ؟ - الآن لا يوجد طرب فى مصر وأنا باعتبارى خبيرًا فى الموسيقى فبعد رحيل جيل العمالقة من الفنانين أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وفريد الأطرش ومحمد قنديل وغيرهم كثير مازال الناس يعيشون على أغانى هذا الجيل العظيم، أما ما نراه الآن فلا يعد طربًا نهائياً. ■ لماذا وصلنا إلى هذا المستوى المتدنى ؟ - تراجع الإذاعة والتليفزيون عن الإنتاج وبالتالى أصبح لا يوجد لجان استماع من خبراء الموسيقى فى مصر لكى تكتشف المواهب الغنائية التى تستحق أن تصل لكل الناس وأصبح بديل ذلك برامج المواهب الغنائية الذى يكون هدفها المكسب المادى فقط لصالح القنوات الفضائية. ■ هل معنى حديثك أنك ضدد برامج اكتشاف المواهب الغنائية؟ - هذه البرامج تعتمد على فكرة وجود لجنة تحكيم من المطربين لاكتشاف المواهب وهذا خطأ فعندما يمرض الإنسان لابد أن يذهب إلى الطبيب وليس لشخص آخر وهو نفس الحال بالنسبة لاكتشاف المواهب لايقدر على اكتشافهم إلا المبدعون وهم الملحنون وإذا نظرنا إلى الماضى سنرى كام فنان اكتشفهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكمال الطويل وغيرهم، فلابد من عودة لجان الاستماع مرة أخرى للحفاظ على وضع الموسيقى فى مصر، فبعد رحيلى أنا وحلمى بكر سيرحل معنا بواقى زمن الفن الجميل لأننا آخر هذا الجيل والحقيقة أننا قلقانين جداً على الفن من بعد رحيلنا. ■ ما السبب فى نجاح الطرب القديم واستماع الناس له حتى الآن؟ - لا يصح إلا الصحيح وهذا الجيل خرج من أرض صلبة وصحيحة فمثلاً العمارة التى تبنى على أساس هش ستنهار أما العمارة التى تبنى على أساس صلب فمستحيل أن تقع، ولذلك فتجد أغانى أم كلثوم عبدالحليم وفايزة حتى الآن عايشة مع الناس بالرغم من وفاتهم. ■ ما رأيك فى عودة نجاة الصغيرة إلى الغناء مرة أخرى؟ - نجاة فنانة كبيرة وصوت عظيم وأغانيها نستمتع بها حتى الآن وأداؤها جميل، وأرى أن المطربين الكبار أمثال نجاة لا يغامرون بتاريخهم فقرارها بالعودة أكيد سيكون شيئًا جميلاً وستكون إضافة كبيرة على الساحة الغنائية الآن لأنها قيمة كبيرة. ■ ما تقييمك لكليب «القاهرة» للفنان عمرو دياب ومحمد منير؟ - أرفض تقييم هذا العمل الغنائى ولكن أستطيع أن أقول لك شيئًا الساحة الغنائية الآن «لا يوجد فيه نجم غناء صح» ولا يوجد أى عمل غنائى لفت انتباهى من المتواجدين الآن على الساحة وهناك فنانون يظهرون ويخفتون بسرعة الصاروخ وذلك لأن بناءهم هش بالإضافة إلى أنهم يصابون بالغرور، وعبدالحليم حافظ بجلالة قدره لم يكن مغرورًا أو متكبرًا. ■ لماذا توقفت عن اكتشاف المواهب الغنائية بالرغم من أنك قدمت فنانين كبارًا؟ - بالفعل هذا كلام صحيح فقد اكتشفت الفنان هانى شاكر ونادية مصطفى ومحمد ثروت وسميرة سعيد، وذلك الوقت كان فترة نشاطى الفنى بالإضافة إلى أننى كنت عضو لجنة استماع بالإذاعة فكان من السهل على تقديم وتعليم أى موهبة تستحق ذلك، فمثلاً الفنانة نادية مصطفى تدربت وتعلمت تحت يدى لمدة عام كامل قبل ظهورها على الساحة الغنائية لكى تكون ناجحة ولها شخصية مستقلة. ■ هل ترى أن الملحن مظلوم عبر الفترات الزمنية المختلفة؟ - الملحن مبدع وأصبح هناك حق الأداء العلنى فإذا كان الملحن ناجحًا سيكون له حقوق مادية كثيرة، فالمطرب يحصل على حقه نتاج الحفلات وخلافه أم المطرب فجمعية المؤلفين الملحنين هى المسئولة عن حصوله على الحق الأداء العلنى من إذاعة الأغنية فى أى مكان فى العالم فحتى الآن ورثة عبدالوهاب يعيشون على أمواله وكذلك بليغ والموجى. ■ من صاحب الفضل على محمد سلطان؟ - بعد ربنا سبحانه وتعالى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فهو الذى اخذنى من يدى إلى مبنى الإذاعة وقدمنى ووثق فيا وأنا الذى قمت بدفنه وليس أبناؤه وغضبت منهم كثيراً بسبب ذلك وكنت اعتبره الأب الروحى لى فكان مثلى الأعلى التى تأثرت به بعكس الجيل الحالى الذى لا يوجد له مثل. ■ ما الذى تعلمته من عبدالوهاب؟ - أنا حاصل على ليسانس حقوق ولكن عبدالوهاب علمنى أشياء كثيرة على المستوى الإنسانى والموسيقى وهو كان غير متعلم ولكن اختلاطه الدائم بالشاعر أحمد شوقى علمه وثقفه كثيراً، فلم أقل أننى خريج حقوق وهو غير متعلم بالعكس تعلمت من عبدالوهاب ما لا يدرس نهائياً من خبرات فى الحياه بالإضافة اختلاطى بمثقفين هذا الوقت مثل أنيس منصور وكامل الشناوى وفاروق جويدة. ■ عاصرت أجيالاً مختلفه من الموسيقيين ترى ما الفرق بينهم ؟ - الجيل الماضى والذى اتشرف بانتمائى لهم كنا نبحث دائماً عن المعرفة والتعلم لأن الإنسان من المهد إلى اللحد سيظل يتعلم، أما الجيل الحالى فتراهم يقولون فاهمين وعارفين وهم لا يعرفون شيئًا، عبدالوهاب كان يحسدنى لأننى متعلم فكنت أقرأ كتبًا فى جميع المجالات من أجل المعرفة والثقافة وحتى الآن لا أستطيع أن أكف على القراءة. ■ ما رأيك فى أداء هانى شاكر كنقيب للموسيقيين؟ - أعتقد ان أداءه سيكون نابعًا من تربيته وثقافته وكونه مطربًا ناجحًا ومميزًا لأن تفكيره سيكون نابعًا من هذا المنطلق وبالتالى فسيساعد على نجاح وتقدم النقابة. ■ هل تتذكر كيف اكتشفت الفنان هانى شاكر وقدمته للجمهور؟ - أول أغانى الفنان هانى شاكر كانت «حلوة يا دنيا» من ألحان محمد الموجى وكانت ممتازة لكن لم تنجح، وكان عاطف منتصر هو الذى ينتج لهانى شاكى فى ذلك الوقت فأرسل هانى شاكر إلى عبدالوهاب لكى يستمع إليه وينصحه ماذا يفعل، فاستمع إليه وقال له اذهب إلى منزل محمد سلطان وفايزة أحمد وخلى محمد سلطان يلحنه، وتحدث إلى عبدالوهاب وقال لى عاوزين الولد ده يفرقع، وقدما سوياً أغنيه «سبونى أحب» التى كانت بداية شهرته ونجاحه ومن ثم توالت الأعمال الغنائية بيننا فى ذلك الوقت الذى نجحت نجاحًا كبيرًا. ■ ما دور الفنانة فايزة أحمد فى حياتك؟ - دورها كبير جداً جداً فقد صنعنا ثنائى أكثر من رائع وكثيراً ما قالت إن ألحانى له دور كبير فى نجاحها ولكن أنا أؤكد أن صوتها سبب نجاح ألحانى، فكن نذوب مع بعض فى تقديم رسالتنا الفنيه فكان منزلنا يتميز بمناخ فنى أكثر من رائع . ■ كيف تقضى حياتك الآن؟ - حياتى الآن خاصة بالله عز وجل فأنا حافظ القرآن الكريم وأستكمل حياتى بهدوء ما بين القراءة والاستماع لأن بعد وفاة زوجتى كسرتنى، كما استمتع بزيارة أصدقائى لى وزيارتى لهم، فكل الفنانين الذين قدمتهم دائماً ما يتواصلون معى ومن الفنانين أصدقائى أيضاً الذى نتواصل دائماً معاً الفنانة نبيلة عبيد ومديحة يسرى.