في الوقت الذي يسود فيه الذعر من بكتيريا" إي كولاي" الخطيرة التي أودت بحياة عشرين شخصاً في اوروبا.. ووصل عدد الإصابة بها في ألمانيا مائة شخص في اليوم، تواصل الجرثومة انتشارها خارج القارة البيضاء. ففي الولاياتالمتحدة، تتحقق السلطات الصحية الأمريكية من صحة شبهات بإصابة 3 مواطنين أمريكيين عائدين من ألمانيا بالبكتيريا. وكشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أمس.. أنه تم تشخيص أربع حالات جديدة للاصابة بالبكتيريا في بريطانيا ليصل اجمالي عدد المصابين إلي 11 مصابا، مشيرة إلي أن معظم الاصابات قادمة من ألمانيا. من جانبها، حذرت وكالة حماية الصحة البريطانية المواطنين المتوجهين إلي المانيا من تناول الطماطم والخيار والخضروات هناك، كما ناشدت العائدين من المانيا إذا كان من بينهم مصابون بإعياء بضرورة التوجه لإجراء فحص طبي. كما تم الإبلاغ عن حالات إصابة في كل من الدنمارك وهولندا وإسبانيا. وفي قارة آسيا، ذكرت تقارير إخبارية أمس.. أن وزارة الصحة العامة في تايلاند أمرت بزيادة عمليات فحص المسافرين في كل المطارات الدولية مع مراقبة القادمين من ألمانيا عن كثب، للحيلولة دون دخول بكتيريا "إي كولاي" إلي البلاد. كما كشفت صحف لبنانية عن أول إصابة محتملة لمواطن لبناني بالبكتيريا جراء تناوله خضروات وأن هذا المواطن الذي لم تكشف عن اسمه يعالج حاليا في أحد المستشفيات في بيروت دون صدور بيان رسمي عن هذه الحالة. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلي أن نحو 20 شخصاً لقوا حتفهم جراء الإصابة بها في أوروبا منهم 18 في شمال ألمانيا وحدها، كما أن 1600 شخص أصيبوا بالعدوي في شتي أنحاء العالم. وفي غضون ذلك، دفع ازدياد عدد حالات الإصابة بها في ألمانيا السلطات الصحية إلي مناشدة المواطنين للتبرع بالدم بعد أن سجلت 200 حالة جديدة في ألمانيا خلال يومين فقط، من أجل مواجهة أعراض البكتيريا، وقال لوتز شميدت مدير قسم التبرع بالدم في هامبورج "نحن بحاجة للدم والبلازما". وأعلن علماء معهد"روبرت كوخ" وهو الجهاز الطبي المعني بالتحقيق في ظاهرة تفشي هذا الوباء، أنه تم تسجيل 18 حالة وفاة جراء الاصابة ب"اي كولي" في المانيا علي مدار الاسبوعين الماضيين، بينما سجلت حالة وفاة واحدة بالسويد في الوقت الذي يصل اجمالي عدد المصابين بتلك البكتيريا حول العالم إلي ما يقرب من 1800 حالة، مؤكدين إنهم تمكنوا من فك الشفرة الجينية لسلالة البكتيريا الجديدة. تجدر الاشارة إلي أن منظمة الصحة العالمية.. قد أعلنت أن العلماء توصلوا إلي أن بكتيريا "اي كولي" المسببة لهذا الوباء ليست السلالة المتعارف عليها عالمياً واصفة الإصابات بها بأنها غير مسبوقة. وذكرت الإندبندنت أنه لم يتم التعرف علي مصدر هذه البكتيريا القاتلة التي يعتقد بأنها نتيجة اختلاط سلالتين من بكتيريا "اي كولاي" أدت لظهور سلالة متحولة تحدث دوسنتاريا وخللا بالجهاز العصبي وقد تؤدي لحدوث حالات صرع في الحالات الحادة.