لم تأت التغيرات والتقلبات فى الحركة التشكيلية المصرية منعزلة عن رصيد وتراكمات السنوات السابقة سواء على المستوى الفنى والإبداعى والتقنى أو حتى فى نظم الإدارة فى القطاعات المعنية بالفن التشكيلى الرسمى منها وغير الرسمى، فمن متابعتنا الصحفية لفعاليات عام 2015، وجدنا بعض الإيجابيات قد حالفها الحظ فى استمرار بقائها وتصدرت المشهد أما السلبيات فقد تلاشى بعضها وحلت مكانها إيجابيات لحظية محدودة لم تجد من يدعمها أو يديرها ويمنحها صفة البقاء ضمن الايجابيات، هذا بالإضافة إلى حالة الارتباك التى عانت منها الحركة التشكيلية المصرية خلال عام 2015 بسبب تغير رؤساء قطاع الفنون التشكيلية بدءًا بالدكتور أحمد عبد الغنى ثم الدكتورة سلوى الشربينى قائما بأعمال رئيس القطاع ثم الدكتور حمدى أبو المعاطى وصولا إلى الدكتور خالد سرور الرئيس الحالى للقطاع، علاوة على تغير قيادات وزارة الثقافة نفسها بدءًا بالدكتور جابر عصفور ثم الدكتور عبد الواحد النبوى وصولا إلى الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة الحالي. فعاليات المؤسسة الرسمية وعروض «قصر الفنون» أولا: تعد الإيجابية الوحيد هى التزام قيادات قطاع الفنون التشكيلية بافتتاح المعرض العام فى دورته ال37 فى موعده، وتابعنا المعرض الذى جاء بنفس المشكلات التى اعتدنا عليها فى الدورات السابقة حول معاير الرفض والقبول ونوعية الأعمال الفنية والتوجهات التى عرضت، والاختلاف عليها كان بسبب سابقة عرضها، هذه الدورة كشفت عيوب البناء المعمارى فى قصر الفنون، بالرغم من محاولات منسق العرض استغلال كل المساحات المتاحة فى قصر الفنون من ممرات ومنطقة ما تحت السلم ومنزلقات القاعات والتى أوصينا سابقا باستبعاد تلك المساحات من العروض، تقليل مساحة الأعمال التصويرية خاصة أن القيمة لا تقاس بالأمتار، وأن يوضع معيار واضح للقبول والرفض بأن توضع شروط جديدة للمشاركة فى مثل تلك المعارض. ثانياً: صالون الشباب ودورته ال 26 وتعد هذه الدورة دورة «التغيير» وهو ما قام به الفنان المثال خالد زكى قوميسيير الدورة، التغير جاء فى إلغاء «تيمة» الصالون ومنح الشباب حرية التعبير دون التقيد بشروط الفكرة، من الجانب التنظيمى جاء إغلاق ممرات قصر الفنون وتلاشى التعامل معها فى العرض موفقا وهو ما سبق لروزاليوسف التنويه عنه من أنها مساحات غير صالحة للعرض، أما الجانب السلبى فى العرض فكان فى المستوى الفنى المتخبط ووجود عدم دراية من الشباب بفنون الحداثة والتجهيز فى الفراغ على حد قول رئيس لجنة الفرز الدكتور أحمد عبد الكريم، كما تم حجب الجائزة الكبرى وخمس جوائز أخرى من جانب لجنة التحكيم. ثالثا: إقامة معرض للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة الذى أقيم أيضا فى قصر الفنون، بعنوان «الماضى والحاضر والمستقبل»، ولأن الإعلان عن الفعالية جاء بدون تخطيط مسبق وبدون شروط فى قبول الأعمال إلا شرط تجديد كارنيه نقابة التشكيليين، وتم قبول جميع الأعمال التى قدمت، لكن ما أنقذ المعرض من السقوط هى لوحات قلة من الفنانين التشكيليين الكبار المشاركين، ووجود ثلاث مستنسخات بحجم كبير لأعمال الفنانين الرواد عبد الهادى الجزار وحامد عويس ومحمود سعيد. قاعات العرض الخاصة والفعاليات غير الرسمية أولاً: حافظت قاعات العرض الخاصة (قاعة الفن – قاعة بيكاسو – جاليرى مصر – قاعة سفرخان – مشربية – شاديكور) وغيرها من القاعات على المستوى الفنى المقدم وعلى نفس الفنانين المسجلين فى أجندتها مع تغيير حذر وطفيف فى أسماء الفنانين باستثناء قاعة «اوبنتو» بالزمالك التى منحت الفرصة وتحمست لفنانين شباب جادين. ثانيا: من الايجابيات أيضا المشروع القومى الوطنى الذى يقوم به منذ سنوات الناقد الفنى محمد كمال بعنوان «جنة الإبداع» إيمانا منه بدور الطفل فى دعم مستقبل مصر، ولتعديل المسار الفكرى للوطن بأن نبدأ بالطفل من خلال التربية وبناء الشخصية عن طريق الفن. ثالثاً: مشروع إعداد نقاد فنيين باسم «جذور النقد» والتى تنفرد بها جمعية محبى الفنون الجميلة التى يرأسها الفنان الدكتور أحمد نوار، وتأتى هذا العام دورتها الرابعة والتى تحتفى بالكاتب والناقد بدر الدين أبو غازى وأشرف عليها الناقد الدكتور ياسر منحى حيث قدم للمتدربين برامج متكاملة وعرض للعديد من الأساليب النقدية. رابعاً: ورشة فنية قدمتها مؤسسة آراك للثقافة والفنون والتى يديرها الفنان الدكتور أشرف رضا، وقدمها الفنان التشكيلى سامح إسماعيل وهى أول ورشة تختص بالحروفية تشكيلاً وتصميماً. خامساً: إقامة «ملتقى البرلس» للرسم على الحوائط فى دورتها الأولى والتى نظمتها مؤسسة الفنان الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات بالتعاون مع جهات أخرى فى محافظة كفر الشيخ. المزادات العالمية ولوحات الرواد المصريين تابعنا فى روز اليوسف ملف المزادات العالمية خاصة «كريستى» و«سوثبى» وكلتيهما تعقد المزاد كل عام على لوحات رواد الفن التشكيلى من أمثال: محمود سعيد، حامد ندا، عبد الهادى الجزار، تحية حليم، بيكار وآخرون، كشفنا الستار من خلال متابعنا أن قاعات المزادات استندت منذ 19 عاماً على عدم وجود توثيق دقيق لروادنا، لذلك تظهر اللوحات فى المزادات فجأة.. وهو ما دعانا للتساؤل عن كيفية ووقت خروج تلك اللوحات من مصر وهل خرجت بطريقة شرعية أم غير شرعية؟، ومن التحقيقات توصلنا إلى خطورة منح شهادة توثيق لمقتنيين الأعمال الفنية لأنها فى النهاية مجرد ورقة، وأنها جريمة فى حق التراث الفنى، كما تسألنا عن سبب تتعامل الجهات المعنية مع ملف إعارة اللوحات فى سرية وبدون شفافية ومن تلك النماذج المعارة والمختفية لوحة «الراهبة» للفنان أحمد صبري. إصدارات فنية مهمة فى سياق ملف تزييف وتزوير اللوحات أصدر الفنان عصمت دواستاشى كتابا بعنوان «الدليل الموجز فى تزييف وتزوير اللوحات كتالوج77» واستند الكتاب على موضوعات ومقالات روز اليوسف على مدار الأعوام السابقة حول ملف التزييف، وقد قدم «دواستاشى» النصيحة للفنانين ومقتنيى الأعمال الفنية بالابتعاد عن شراء اللوحات عن طريق ورقة التوثيق وأنها لا تعد توثيقاً بل ترويجًا ومساندة للمهربين لتراث مصر. حول إشكالية خلط المفاهيم فى مجالى التجهيز فى الفراغ وفنون الحداثة أصدر الدكتور الفنان عادل ثروت كتابه بعنوان «العمل الفنى المركب وفن التجهيز فى الفراغ» والذى عرض المفاهيم الفلسفية والتاريخية والثقافية حول فنون المعاصرة فى سياق التوثيق صدرت أيضا مطبوعة توثيقية تضم أعمال رائدات الفن التشكيلى (إنجى أفلاطون وجاذبية سرى وتحية حليم) تنشر لأول مرة من تأليف الفنان الدكتور مصطفى الرزاز وقام بتجهيزه الفنان الدكتور أشرف رضا ومن إنتاج إبراهيم عبد الرحمن «بيكاسو». تأجيل انتخابات نقابة الفنانين التشكيليين تعرضت انتخابات نقابة الفنانين التشكيليين للفشل لأربع مرات بسبب عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية، ومن خلال متابعتنا الصحفية توصلنا إلى أن سبب عدم اكتمال النصاب القانونى يتمثل فى عدم ثقة الناخبين فى المرشحين وفى أداء النقابة علاوة على ندرة المرشحين من الشباب، كما أجمع الفنانون على طرح التصويت الالكترونى لحل تلك الإشكالية وأيضا تعديل لائحة النقابة واستبعاد الأعضاء المقيمين فى الخارج من عدد من لهم حق التصويت. المكرمون والراحلون فى عام 2015 تم تكريم الفنان الدكتور أسامة السروى من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وحصوله على وسام «بوشيكين» لقيامه بتأليف أول موسوعة للفن الروسى باللغة العربية، كما تم تكريم الفنان أيمن لطفى لحصوله على عضويه الممثل الدولى للجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي، كما رحل عن عالمنا الفنانة القديرة الدكتورة عايدة عبد الكريم ورسام الكاريكاتير الفنان عادل البطراوى. حوارات وتحقيقات صحفية وانفرادات - انفردت روز اليوسف بنشر أول حوار عن قسم التربية الفنية بجامعة الأزهر والذى بدأ من 25 عاما وطرحنا فيه كيف يتم تدريس وتعليم الفن «بما لا يخالف شرع الله!!»، وفى حوارنا مع الفنان المثال خالد زكى طرح تساؤلاً عن منتج سمبوزيوم أسوان للنحت وكيف أنه من الممكن أن يحل مشكلة تماثيل الميادين بدلا من الإرهاب البصرى الموجود فى ميادين ومحافظات مصر، وجاء فى حوارنا مع الفنان سامح إسماعيل مطالبته بضرورة التواصل بين الكبار والشباب فى تولى الإدارة ولفت إلى أن الشهرة ليست معيارًا لاختيار القيادات وأن الإدارة الثقافية علم ولو استطاع فنان أن يحقق توزانًا بين الفن والإدارة فليعمل. أما الفنان الدكتور رضا عبد السلام فقد طالب فى حواره بضرورة تكريم الفنانين وألا ننتظر موتهم لتكريمهم وطالب بأن تكون لجنة متخصصة فى تكريم الفنانين وتعد لها خطة ومع كل فعالية يتم التكريم. من أهم القضايا التى تناولناها فى 2015 الصراع القائم إلى الآن بين ملاك أتيليه الإسكندرية وبين الفنانين والجهات المعنية بالمكان كوزارة الآثار ووزارة الثقافة، وأنه رغم تسجيل الأتيليه ضمن المبانى الأثرية فإن الورثة اقتحموا المكان وقاموا بتخريب وتحطيم أجزاء منه، كما كشفت روزاليوسف وانفردت بنشر وقائع وكواليس تعيين فينوس فؤاد فى منصب وكيل وزارة الثقافة للشئون الأدبية والثقافية والتى تم إلغاء انتدابها غير القانونى وما سبق ذلك من تزوير فى الأوراق الرسمية.