حالة فنية راقية حققتها قوافل الثورة الثقافية خلال الفترة الماضية بمحافظتي المنياوالسويس، خاصة بعد اختيار مدينة السويس عاصمة الثقافة المصرية لعام 2011، فمن خلال مجموعة من شباب المسرح المتطوعين وبرئاسة المخرج المسرحي نصر عبدالمنعم، تجوب هذه القوافل محافظات مصر لتقديم فعاليات ثقافية متنوعة إلي جانب اكتشاف مواهب فنية من هذه الأماكن، وحدث ذلك بشكل واضح في محافظة السويس الأسبوع الماضي بحديقة «الهايد بارك» التي استطاع أهل المدينة تحويلها إلي ملتقي ثقافي فني نادر بعد ثورة 25 يناير وأطلقوا عليه اسم «الهايد بارك مكاني».. نسبة إلي حديقة الهايد بارك الأشهر في لندن وعن هذه الحديقة وتطورها يقول هاني محمد صديق أحد شباب حركة السويس للتغيير: قبل أحداث ثورة 25 يناير كان هذا المكان مهملا للغاية ومظلما، رغم أنه يتوسط أهم ميادين مدينة السويس وهو ميدان «الغريب» لذلك فكرنا كشباب تحت اسم شباب حركة السويس للتغيير.. في تغيير هذا المكان وتحويله من الظلام إلي النور، وبالفعل بدأنا في تحقيق هذا الحلم، أثناء الثورة فكانت هذه الحديقة هي مكان تجمع الشباب لخروج المظاهرات وكنا نكتب اللافتات فيها ونقيم المظاهرات منها دائما، لذلك فكرنا في تسميتها ب«الهايد بارك» حتي تكون علي غرار الهايد بارك الإنجليزية لكن حتي تحمل الطابع المصري اضفنا إليها كلمة «مكاني». ويضيف: هذا المكان يكون مكانا لاكتشاف المواهب في أي مجال كما أنه يتيح مساحة لأي فرد للتعبير عن نفسه عن طريق الغناء أو الشعر أو الكتابة أو التمثيل. وحاليا شكلنا مجلس إدارة وخاطبنا القوات المسلحة حتي تقوم بترخيص المكان لنا، كي لا يسطو أحد علينا فخلال الفترة الماضية واجهنا اعتراضات من بعض الناس وهم من نعتبرهم أعداء النجاح الذين يريدون أخذ هذا المكان بعد اكتشافنا له. أما عن نشاط القوافل بمدينة السويس فقد أشار المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس مجلس إدارة القوافل قائلا: هذه تعتبر المرة الثانية التي تأتي فيها القوافل لمدينة السويس خصوصا بعد اختيارها عاصمة للثقافة المصرية هذا العام، وبالتالي ستكون هناك فعاليات متنوعة لمدينة السويس علي مدار العام، وكان أهم شيء قدم من خلال القوافل فقرة «ميكرفون مفتوح» وهذه الفترة تعتمد علي اكتشاف طاقات فنية وابداعية جديدة من خلال ما يعبر به هؤلاء عن أنفسهم سواء الشعر أو الغناء أو التمثيل، وهي فقرة مفتوحة بلا رقابة أو قيود من أي نوع وتيتح مساحة للتعبير ببساطة وتلقائية شديدة، وهذا شيء مهم لأنه وتتيح اكتشاف أماكن الابداع الموجودة داخل الناس بشكل قوي. ويضيف: وبالطبع في مدينة السويس كانت الحالة مختلفة لأنه دائما هناك ما يميز الشخصية السويسية لما تحمله من حس وطني وثوري وكان هذا واضحا خلال ثورة 25 يناير فأول شهيد سقط كان في السويس وأول إطلاق للرصاص الحي كان السويس إلي جانب أنها هي المدينة التي منحت للثورة حالة الصمود والاستمرار وبالتالي تنعكس هذه الروح النضالية علي الفنان بالسويس. وعن نشاط القوافل يقول: في المرحلة المقبلة نسعي إلي تنفيذ فكرة جديدة وهي فكرة «بنك الأفكار» بما يعني تجميع واكتشاف عدد من الأفكار الجديدة وتشكل لجنة لأرشفة هذه الأفكار وعرضها علي الجهة المختصة لتنفيذها إلي جانب ذلك نسعي أيضا للبحث عن رعاة لمشروع القوافل لأنها كانت مستقلة عن وزارة الثقافة لكن الوزير عماد أبوغازي مشكورًا منح القوافل دعمًا من الهيئة العامة لقصور الثقافة وبالفعل ساعدونا في الإمداد بالأجهزة والتقنيات. لكن حتي لا نكون عبئا قررنا البحث عن جهات أخري خاصة وهؤلاء الشباب يعملون بالقوافل متطوعين تماما، فهناك حاليا اتفاق مع قناة «ontv» حتي تكون راعيا إعلاميا لمشروع القوافل بنقل الفاعليات علي الهواء مباشرة وعمل مطبوعات وكتيبات وأيضا هناك احتمال أن ندخل في شراكة مع المركز العربي للتنمية الاقتصادية والسياسية وهو مركز يعمل علي خلق حوار مجتمعي، وبذلك سيكون هذا أول تعاون بين الحكومة وإحدي مؤسسات المجتمع المدني وهذا يمنح القوافل قوة وأهمية.