خبراء إعلام: إحداث تحولات فعلية تحقق احتياجات الجماهير والارتقاء بالذوق العام

تدل التبادلات العالمية للبرامج التليفزيونية التى تركز على السلام والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التبادل الثقافى على الأهمية المتزايدة للتليفزيون فى الحاضر المتغير للعالم، ويسهل تقاسم المعلومات من خلال التليفزيون على التواصل الاجتماعى والثقافى ويشجع التعاون والشراكات العالمية، واعترافا بتأثير التليفزيون المتزايد فى صنع القرار من خلال لفت انتباه الرأى العام إلى المنازعات والتهديدات التى يتعرض لها السلام والأمن ودوره المحتمل فى زيادة التركيز على القضايا الرئيسية الأخرى، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 نوفمبر يوما عالميا للتليفزيون، وليس اليوم العالمى للتليفزيون احتفاء بأداة بقدر ما هو احتفاء بالفلسفة التى تعبر عنها هذه الأداة فقد غد التليفزيون رمزًا للاتصالات والعولمة فى العالم المعاصر.
«روزاليوسف» بهذا الاحتفال العالمى «اليوم العالمى للتليفزيون» أمس تسلط الضوء على مسيرة التليفزيون المصرى من خلال آراء خبراء وإعلاميين وتعرفت منهم على تطلعاتهم التى تعقد على الإعلام المصرى ورؤيتهم لعمل التليفزيون المصرى وتمنياتهم لتطوير أدائه، والتحديات التى تواجه التليفزيون والمشكلات التى يصطدم بها سواء الإعلاميين أو الجمهور وهجرة إعلاميين من التليفزيون المصرى والتطلع لعودتهم مع عودة دور وريادة ماسبيرو لدوره الريادى فى الإعلام المصرى والعربى فى التحقيق التالى:
فى البداية أكد الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس لجنة متابعة ورصد وتقويم الدعاية الإعلامية والانتخابية: ان التليفزيون أحدث نقلة كبيرة فى نقل المعلومات والتوجيه للناس وأصبح الوسيلة الأولى التى يتابعها الجمهور فى كل أنحاء العالم، ويحتل المرتبة الأولى من المشاهدة والمتابعة لأنه يجمع بين الصوت والصورة وكلها صفات تجذب الشخص المتعلم وغير المتعلم، ويستطيع إرسال الرسالة بأكثر من طريقة لأكبر عدد من الناس، وبالتالى ظهور التليفزيون وتطوره أدى إلى نقلة كبيرة فى مجال الإعلام على مستوى العالم، وبالتالى أصبح من الوسائل المهمة التى تجوب الفضاء من خلال اطلاق الأقمار الصناعية التى توفر وسيلة مهمة.
وأشار الدكتور مكاوى إلى أن التليفزيون رغم أنه متدهور بعض الشىء سواء الرسمى أو الخاص لأنه يعمل فى اطار عدم تنظيم ونتمنى خلال الفترة المقبلة أن يشهد طفرة كبيرة من حيث تحقيق احتياجات ورغبات الجماهير ويزودهم بالثقافة والذوق العام ويكون نموذجًا للتنوير والتوعية لكل المواطنين.
وقال الدكتور مكاوى: نأمل أن التشريعات الإعلامية الجديدة تشهد طفرة كبيرة بحيث إنه يحقق احتياجات ورغبات الجماهير ويزودهم بالثقافة والمعرفة والارتقاء بالذوق العام ويكون نموذجًا للتنوير والتوعية لكل المواطنين،
وأكد الخبير الإعلامى الدكتور صفوت العالم أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام -جامعة القاهرة أن الاحتفال بالتليفزيون أمر مهم خاصة أن التليفزيون لم يعد يعكس صورة المجتمع المحلى وإنما أضحى النافذة الواسعة على العالم، ومن ذلك انطلق التليفزيون بخطى حثيثة نحو المستقبل الذى تعيشه اليوم سواء على مستوى الكوادر الإعلامية والأجهزة التقنية أو على مستوى الإنتاج إعدادا وتقديما وإخراجا، فضلاً عن المضامين والطرح التفاعلى مع المجتمع وتعزيز اللحمة الوطنية ومواكبة القفزة التنموية فى البلاد.
وقال الدكتور العالم: إن التليفزيون المصرى يجب أن يعود لريادته وأن يحدث تحولات فعلية وواقعية ليس مجرد إعلان عن خطط بعيدة التنفيذ لأنه يعطى مساحة كبيرة من الحرية والعمل على نقل اهتمامات الناس إلى المسئولين وتسليط الضوء على المنجزات التنموية الشاملة، خاصة مع ازدياد عدد القنوات التليفزيونية التى تواكب مسيرة التطورات الحضارية التى تشهدها مصر.
وأوضح العالم أن الإعلام المصرى يحاول أن يواكب منذ انطلاقه مسيرة البناء والنماء التى تشهدها البلاد منذ توحيد هذا الكيان، وها هو اليوم يحتفل باليوم العالمى للتليفزيون وتبقى التطلعات والآمال كبيرة لمواكبة مسيرة النماء والنهضة، وأن الجميع يعمل على رقى الإعلام المصرى وجعله فى مصاف إعلام الدول المتقدمة.
وأكد الإعلامى تامر أمين أن التليفزيون هو أهم وسيلة فى عصر الإعلام بامتياز خاصة أن الإعلام أصبح رقم واحد فى العالم تفوقا على المال والسلاح، وانه علينا أن نتعلم كيف يستخدم الغرب اعلامه لتحقيق أهدافه ومصالحه فى حين ان اعلامنا للاسف يستخدم ضدنا، وللتفتيت وليس للتجميع.
وقال أمين: لا يفوتنى فى اليوم العالمى للتليفزيون أن أؤكد أننى اتمنى كل الخير والاستفاقة للتليفزيون المصرى وعودته لريادته حيث يعانى كثيرًا، علما أن ماسبيرو كالكبار يمرضون ولكن لا يموتون، وأنه قريبا بفضل أبنائه المخلصين من مسئولين وإعلاميين سيعود ماسبيرو لصدارة المشهد الإعلامى والعربى.
وشدد أمين على أن التليفزيون المصرى عندما يوفر المناخ الجيد والمناسب للإعلاميين والعاملين به من امكانيات وتطور فى الشكل والمضمون اعتقد ان كل الطيور المهاجرة والعاملين بالقنوات الخاصة من أبناء ماسبيرو سيعودون إليه، وسوف يقدم شيئًا جديدا وجيدًا لن ينافسه فيه أحد، موضحا أنه يجب أن يتغلب ماسبيرو على البيروقراطية والروتين واللوائح والفكر المتجمد، ومحاولة العمل بلوائح عمل القطاع الخاص من المنافسة والاحترافية والمنافسة، مؤكدًا أنه لن يتردد فى حالة عرض التليفزيون المصرى عليه بتقديم برنامج توك شو تليفزيونى فى حالة توفير إمكانيات مناسبة وفق المتاح لأنه بيتى وأنا مدين له بالفضل.