يعاني مجتمعنا سلبيات شديدة الوضوح، "والقباحة" كما يمكن وصفها (بالبلدي) - خاصة تلك التي تقتحم حياتنا اليومية سواء في الشارع المصري أو في المجتمعات السكنية، سواء كانت مبني (عمارة) أو تجمعا سكنيا (شارع) أو (حارة) أو (حي). سلوكيات لم تكن من سمات شعب مصر، ولم تكن من خصائصنا، وكل تلك السوءات يمكن ضبطها ويمكن ملاحقة نموها سلباً، في الحياة اليومية، ولعل مانراه في الشارع المصري من تكدس مروري، وخروج عن قواعد الاحترام من السائقين شبه (المخمورين) سواء لسيارات ركوب عامة (ميكروباص، نقل عام، تريلات) دون رقابة، ودون مراعاة حتي لسلامة المستخدمين للشارع سواء كانوا أصحاب مركبات أو حتي من "السيارة" علي أرصفة مهدمة ومهدرة لكرامة الإنسان! ولعل الأحداث التي نقرأ عنها، كانقلاب عربة نقل تحمل مواد بناء، من فوق أحد الكباري، فوق رءوس المارة، وكذلك فوق اختناقات مرورية مكدسة بعشرات السيارات أسفل الكوبري، شيء من العبث وشيء من الخيال، أن تترك مثل هذه السلوكيات الخاطئة بل المجرمة في الشارع تفعل ما تشاء! ويخطر علي ذهني حالاً، ما يتخذ من إجراءات في دول كثيرة وأكثر ديمقراطية وأكثر تقدماً ولتكن الولاياتالمتحدةالأمريكية، كيف لضباط الشرطة أو رجل الشرطة مهما كانت درجته الوظيفية، فقط مع "ردائه" وسيارته، يستطيع أن يضبط أي مخالف في الطريق، ويستطيع أن يفرض هيبة الدولة، نجد انضباطا ومحاسبة فورية، بل وفي منتهي (العنف) نجد رجل الشرطة، يوقف السيارة المخالفة ولا يسمح بخروج قائدها من مقعده خلف مقود السيارة، بل يتطلب منه في بعض الأحيان " رفع يديه " الاثنتين وتفتيشه أيضاً في بعض الأحيان وإجراء اختبار ( البالونة ) - وضخ هواء من الفم لكي يكشف رجل الشرطة عن موقف قائد هذه السيارة إن كان قد تناول (خمور) من غيره حيث ذلك يؤثر بشكل جازم علي حياة الآخرين، هذا يحدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية! ماذا لو تم ذلك في بلادنا؟ هل هذا يعتبر تعدياً علي الحريات؟ وتعدياً علي "ابن مين في مصر " هذه السلوكيات التي تهدم النظام! هي في نفس الوقت تهدم حضارتنا وتهدم البناء الأخلاقي لهذا الوطن. وكذلك ما نراه من اشغالات علي أرصفة الشوارع، أنظر لكل الأحياء الراقية مثل (المعادي، مصر الجديدة، جاردن سيتي) لقد أصبحت تلك الضواحي شبه جراجات مفتوحة لجميع المركبات، سواء من سكان الحي أو خارجه، ولعل البعض اغتصب الأرصفة لضمها إلي العمارات والفيلل، وهذا واضح جداً في حي المعادي، كل فيللا استولت علي الرصيف أمامها ولن أتحدث عن وسط البلد، واحتلال الباعة الجائلين للأرصفة (كسوق عكاظ) دون رابط ودون وازع ودون حتي (خشي) من سلطة وهيبة الدولة - حيث كل ذلك مفقود منذ زمن طويل وحتي قبل ثورة 25 يناير (وزاد الطين بلة) إن بعد الثورة، يدعي هؤلاء الخارجون عن القانون بأنهم أصحاب الثورة، وأنهم أحرار يفعلوا ما يشاءون، وهذا خروج صريح عن قانون الدولة، وعرفها وتاريخها وحضارتها. استمرار هذا القبح في حياتنا اليومية يمثل خطرا داهما علي مستقبل هذا البلد!!