انطلاق فعاليات «ملتقى البرلس الثانى للرسم على الحوائط والمراكب»

بعد أن وصلت العلاقة بين الفن التشكيلى والجمهور إلى درجة القطيعة، وغياب تام من الجمهور عن قاعات العرض وأصبحت المعارض يحضرها صاحب المعرض وأصدقاؤه المقربين، ورغم ما قدمته المؤسسة الرسمية من فعاليات محدودة الأفق ولم تستمر وألغيت ولم تحقق هدفها فى توطيد العلاقة بين الفنان والجمهور، ظل الجمهور بقدر قربه من الفنون الأخرى كالسينما والموسيقى بقدر تباعده عن الفن التشكيلي، وفى محاولة لتقريب المسافات المتباعدة بين الفنان والجمهور كان يجب على الفنان الحقيقى المدرك لدور الفن فى المجتمع أن يبحث عن مخرج لهذه الأزمة ويخرج بفنه من قاعات العرض ويذهب لجمهور على أن يكون للجمهور دور ليس فقط مجرد ملتقى بل مشارك أيضا.
فى إطار الحلول الإيجابية لهذه القضية قدمت مؤسسة الفنان الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية ملتقى البرلس للرسم على الحوائط الدورة الأولى بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات وبالتعاون مع جهات أخرى فى محافظة كفر الشيخ وتمت الدورة السابقة بنجاح، كنواة لمشاريع ثقافية وتنموية عديدة سوف تقدمها المؤسسة.
واليوم تكمل «مؤسسة الفنان عبد الوهاب عبد المحسن» مشروعاتها فى إطلاق مهرجان «ملتقى البرلس الثانى للرسم على الحوائط والمراكب»، وتجىء الفنانة التشكيلية إيمان عزت قوميسير للملتقى فى دورته الثانية، مدة المهرجان أسبوعان (من 1 أكتوبر إلى 14 أكتوبر)، وهذه الدورة يشارك فيها فنانون وفنانات مصرين من بينهم : إبراهيم عزالة –محمد صبرى – جميل شفيق – عمر الفيومى – ريم حسن – عقيلة رياض – سالى الزينى – منى عليوه – جيهان سليمان – قاسم كلاى – معتز الإمام - حسن عبد الفتاح – محمد عبد الهادى – عادل مصطفى وآخرون بالإضافة لمشاركة فنانين من دول أخرى.
عن الملتقى حدثنا «عبد المحسن» قائلا: الملتقى برعاية ودعم مادى من محافظة كفر الشيخ ويشارك فيه 35 فنانًا من مصر والهند وإيران والبحرين والأردن وتونس والسودان والبرتغال وتشارك وزارة الشباب بالتعاون مع المؤسسة من خلال مشروع مدن ملونة، فى وجود 90 شابًا لمشاركة الفنانين وتبادل الخبرات وتتحمل وزارة الشباب الإقامة والإعاشة والخامات، والمؤسسة تكرم كلاً من: الدكتور أحمد مرسى والشاعر محمد عفيفى مطر والفنان مصطفى عبد المعطى.
وعن أهداف الملتقى قال «عبد المحسن»: له أهداف كثيرة منها الوصول بمجتمع مدينة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ بعد تحويلها من قرية إلى مدينة إلى أن يصبح من المجتمعات الحضرية والارتقاء بها ووضع المدينة على خريطة مصر السياحية، وبعد النجاح الكبير للدورة الأولى للملتقى نكرر الفعالية فى دورة ثانية لتصبح مهرجان دولى سنوى ليشارك به فنانون من مصر ومن دول عديدة من أنحاء العالم لإثراء الفعالية، والتواصل بين الفنانين وتقديم موضوعات مستمدة ومستلهمة من تاريخ وتراث المنطقة، كما يشارك فى الملتقى بالإضافة إلى الفنانين المصريين والأجانب طلبة كليات الفنون الجميلة بالإسكندرية والمنصورة وطلبة الفنون التطبيقية بدمياط والتربية النوعية بكفر الشيخ وكذلك أطفال مدارس المدينة والاهالى.
وأضاف: كما يقوم الفنانون المشاركون برسم 25 مركبًا صغيرة يعقبها انطلاق المراكب على جانب البحيرة فى كرنفال مهيب من الألوان تسجله العديد من القنوات التليفزيونية وعمل فيلم تسجيلى للمهرجان والكرنفال الذى سيكون مصحوبا بمهرجان ثقافى كبير وعروض فنون شعبية لمحافظات السواحل مثل فرقة الإسكندرية وبورسعيد وكفرالشيخ للفنون الشعبية، ويعقب ختام الملتقى تنظيم معرض كبير للمراكب الصغيرة بجاليرى «ارت سمارت» بالقاهرة.
وأكمل « عبد المحسن « متحدثا عما يخص أهالى البرلس : يشارك الفنانون مع الأهالى فى فعل الرسم فى حالة مشاركة مجتمعية ويصاحب الملتقى حملة نظافة وتوعية للأهالى بأهمية الحفاظ على البيئة ونظافتها، رفع الذوق العام وتنمية المواهب وتنمية الإحساس بالجمال، تنمية المشاركة المجتمعية ، تغير السلوك العام ليصبح سلوكا حضريا، إشاعة ونشر ثقافة الفرح والبهجة داخل المجتمع البسيط، ونشر قيم العدالة والحرية والإنسانية بإيصال حقهم من الثقافة والفن إليهم فى دارهم بعيدا عن مركزية المدن الكبرى بحيث يعتاد الناس على الجمال والخير وبث روح التعاون.