أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، في حفل افتتاح قاعة "صلاح عبد الصبور" بالهيئة، أنه سيحرص علي استمرار مشروع مكتبة الأسرة، حتي وإن توقفت الميزانية المخصصة له، علي أن تكون دوريته شهرية أو نصف شهرية من ميزانية الهيئة. وعقب الاحتفال أقيمت ندوة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، تحت عنوان "مستقبل الكتاب في مصر"، استنكر فيها الدكتور حسين حمودة فكرة عدم استطاعة الكاتب في مصر يتكسب من كتابته، أو أن يعيش عليها طوال عمره، مؤكدا علي أهمية حرية الرأي والتعبير كضرورة يجب أن تتوافر لكل كاتب، وقال في الندوة التي أقامتها هيئة الكتاب،: إننا جميعا مسئولون عن كتابة الكتاب وقراءته ونشره وتوزيعه لأن هناك حدًا أدني من العدالة يجب أن يتوافر لكل كاتب. من جانبها طرحت الروائية سحر الموجي مجموعة أفكار للنقاش من شأنها تدعيم أوضاع الكتاب، قائلة: يجب أن يكون لدينا محرر كتب، يراجع ويقدم اقتراحاته التي يتقبلها الكاتب وينفذها، أعلم أن ثمة عقبات في طريق الفكرة، ولكنها تستحق أن نعمل عليها كي نري منتجًا نهائيا للكتاب يستحق أن يقتنيه القارئ. وأضافت: أقترح أن تكون هناك هيئات استشارية في الهيئة وفي دور النشر لانتقاء الكتب، خاصة أن هناك كما هائلاً من الكتب التي يتم طرحها في السوق كل لحظة بلا قيمة، وللأسف فإن الضرر الناتج عنها كبير لأنها تجعل الكاتب الجيد يجد نفسه وسط آلاف لا ينشرون كلامًا جيدًا. وتابعت: المقترح الأخير يتعلق بحاجتنا إلي ورش كتابة ونقد، فمن خلال احتكاكي بالطلبة في الجامعة أستطيع أن أقول أن لدي الكثيرين منهم موهبة، وهم في حاجة إلي قدر من التمارين والتوجيه، إنني متفائلة بمستقبل الكتابة في مصر لأننا كمصريين تعرضنا لتغيير جذري في رؤيتنا للعالم ورؤيتنا لأنفسنا، تغيرت سيكولوجيتنا ولم يعد لنا حجة ألا نكتب ونبدع، لم يكن هذا هو رأي الروائي مكاوي سعيد، الذي قال: لا أعتقد أن فكرة المحرر قد تتحقق، هذا أمر حالم منك يا "سحر"، وإن كنت أتمني أن أري وظيفة المحرر بالمفهوم الغربي، لأن هذا سيجعل دار النشر تكسب بصورة جيدة. وأضاف: صناعة الكتاب في مصر غير قادرة علي المنافسة، لأسباب عديدة من بينها الأحبار وأنواع الورق المستخدمة، ناهيك عن أن الرواية في لبنان مثلا يراجعها ثلاثة مصححون، لذا تكاد تخلو من الأخطاء، وإذا طبعت منها 1500 نسخة يتم فرز أفضل ألف، وإعدام الباقي درءا لأي احتمال أن تكون الرواية بها مشاكل أو أخطاء، وكلها خطوات تعني أن دار النشر تحترم القارئ الذي يدفع ثمن الكتاب. وأكمل: أتمني أن يكون تدوين عدد النسخ المطبوعة علي كل كتاب إجباريا من الهيئة مع رقم الإيداع، لأن هذا سيكون فيه حفاظا علي حقوق المؤلف، فبعض دور النشر تطبع 200 نسخة من الكتاب وبمجرد انتهائها تعلن عن صدور الطبعة الثانية، وهناك دور أخري تقوم بطباعة 10 آلاف نسخة كطبعة أولي تظل الدار تبيع منها علي اعتبار أن النسخة الأولي لم تنفذ. وأبدي مكاوي تخوفه من الكتابة عقب 25 يناير، وقال: أخشي أن ننخرط جميعا في تقديم أشكال متشابهة، كما هو الحال الآن في الصحافة التي تحولت من مؤيدة ومعارضة إلي كلها معارضة، كما أخاف أن تجعلنا مساحة الحرية غير قادرين علي الكتابة.