كشف البروفيسور الإسرائيلى «أيال زيسر» رئيس مركز «موشيه دايان» لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، فى تحليل له بصحيفة «يسرائيل هايوم تحت عنوان الشرق الأوسط يتجدد « أن تشكيل تحالف القوة العربية بقيادة السعودية ومصر للحد من انتشار إيران ومنع توسيع نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط، بدأ من خلال العملية العسكرية «عاصفة الحزم» ضد معاقل الحوثيين فى اليمن ،لمنع تحولها إلى قاعدة أمامية لطهران فى الفناء الأمامى للقاهرة والرياض، معتبرا أن العملية العسكرية تعتبر رسالة جديدة تشير إلى صحوة العرب من خيبة أمل كبيرة انتابتهم لعقود من الزمان . وأضاف البروفيسور الإسرائيلى أن الحديث يدور عن شرق أوسط جديد يختلف عما رأيناه من قبل ، موضحة أنه سبق لكل من مصر والسعودية بالتدخل العسكرى خلال الحرب الأهلية فى اليمن قبل خمسين عاما بين نفس الفصائل والقبائل التى تتقاتل اليوم فضلا عن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى لعدم الوقوع فى الأزمة التى وقع فيها عبدالناصر علاوة على أنه يحاول لم شمل جميع الأطراف العربية فى مواجهة عدو المصالح الاقتصادية والأمنية لبلادهم. ويرى أن هناك ثلاثة أسباب دفعت العرب إلى الاتحاد، أولها التهديد من إيران، حيث إن السعودية ومصر قررتا القيام بما لم تجرؤ إسرائيل على فعله ضد إيران على حدودها الشمالية والجنوبية- ومحاربة إنشاء قاعدة إيرانية على مقربة منها، وأنه من المتوقع أن تقوم بضرب الأغلبية الشيعية فى العراق . ويتابع: ان السبب الثانى هو خيبة الأمل تجاه واشنطن، التى لم تر أن إيران مصدر المشاكل فى الشرق الأوسط بل على العكس تماما فتعتبر الولاياتالمتحدة أن طهران اليوم جزء من الحل وشريك محتمل فى جهود مكافحة إرهاب داعش والقاعدة فى الشام والعراق، لذلك وفى ظل الاتفاق النووى الذى تجرى بلورته الآن مع طهران يتضح أن واشنطن على استعداد للتسليم بدور إيران فى العراق وسوريا والآن فى اليمن أيضا . واعتبر البروفيسور الإسرائيلى أن ثالث الأسباب وأهمها هى محاولة التجديد فى العالم العربي، هو نتاج وصول ملك نشيط فى السعودية «الملك سلمان» الذى يسعى إلى توحيد مختلف القوى العربية وضم إليها القوة السنية ايضا ، ورئيس كاريزمى ملىء بالحيوية فى مصر « عبد الفتاح السيسي». واختتم زيسر تحليله بقوله إن التحرك العربى جاء دون التكهن بمدى قوة السعوديين والمصريين وإنما فى محاولة للحصول على شرعية فى محاربة عدو مشترك ، لذلك فإن هجومهم فى اليمن، كان محدودا واعتمد على الغارات الجوية فى الأساس. وأضافت: أن الشرق الأوسط المتجدد- بحكام العرب الجدد على استعداد لأخذ زمام المبادرة والتصدى للتحدى الإيرانى والفوضى المتمددة فى المنطقة.