قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، إن التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين في اليمن لديه 3أسباب وراء القيام بهذا الأمر. وأضافت أن "تشكيل تحالف عربي بقيادة كل من مصر والسعودية، لوقف المد الإيراني ومنع تحول اليمن إلى قاعدة أمامية لطهران في الفناء الخلفي للقاهرة والرياض، هو دليل على يقظة وصحوة عربية لم نر مثلها منذ سنوات عديدة". وأشارت إلى أنه "بالرغم من ذلك؛ الحديث لا يدور عن شرق أوسط جديد يختلف عما عهدناه وعرفناه حتى يومنا هذا، فالحرب الأهلية في اليمن والتي تشارك فيها القاهرةوالرياض قديمة، خاصة إذا عدنا إلى ما قبل 50عامًا إلى بداية الستينيات من القرن الماضي". ولفتت إلى أنه "في هذا الوقت بدأت في اليمن حرب أهلية بين الفصائل والقبائل التي تحارب بعضها البعض اليوم، إلا أنه وقتها كان هناك جمال عبدالناصر الرئيس المصري الذي استغل الحرب في اليمن وأرسل قواته هناك لتوسيع مدى النفوذ المصري وأمامه وقفت السعودية وإيران الشاه، بدعم غير مباشر وسري من إسرائيل". وأوضحت أن "غرق عبدالناصر في المستنقع اليمني علاوة على هزيمته في حرب 1967 ساهما في إنهاء حقبة العهد الناصري بالعالم العربي، ويمكننا الافتراض أن الجنرال السيسي يعرف هذا الفصل من التاريخ المصري". وبعنوان فرعي "3 أسباب لاتحاد العرب"، قالت الصحيفة إنه "بالرغم من كل هذا وعلى الرغم من هذه الذكرى المريرة، قرر العرب أن يفعلوا شيئا ما، وهذا على ما يبدو لعدة أسباب مركزية؛ الأول هو الشعور بالتهديد الإيراني؛ ويبدو أن القاهرةوالرياض قررتا أن تقوما بما لم تجرأ تل أبيب على القيام به في ساعته على حدودها الشمالية والجنوبية، وهو منع أقامة قاعدة إيرانية بالمنطقة المجاورة لها مباشرة".
وذكرت أن "مصر والسعودية مقتنعتان أن إيران تريد أن تنشئ كيانا مثل حزب الله أو حماس في اليمن، والذي عن طريقه يمكن للجمهورية الإسلامية تهديد القاهرةوالرياض كما تهدد هي تل أبيب"، مضيفة أن "مصر والسعودية حريصتان على عدم السماح لإيران بالقيام بمخططها، وقبل فوات الأوان". السبب الثاني -كما تراه الصحيفة الإسرائيلية وراء التحالف العربي- "هو خيبة الأمل من الولاياتالمتحدة والشعور بأن الأخيرة لا ترى في إيران مصدر المشاكل بالشرق الأوسط وإنما العكس تمامًا، ترى واشنطن جزءًا من الحل وشريكة محتملة في الجهود لمحاربة إرهاب داعش والقاعدة، وفي ظل اتفاق نووي يتم بلورته مع طهران، يتضح أن واشنطن مستعدة للتغاضي عن دور إيراني في العراق وسوريا والآن في اليمن وذلك لمنع ما تراه أمريكا المشكلة المركزية؛ أي تنظيما داعش والقاعدة". وذكرت أن "العالم العربي في المقابل، يرى في هذه التنظيمات الإرهابية خطرًا، لكنها ترى في إيران تهديدًا وجوديًا؛ لهذا يخشى العرب من إمكانية أن تتخلى عنهم الولاياتالمتحدة أو تكون مستعدة لتعزيز المد الإقليمي لإيران على حسابهم". وأشارت إلى أنه "في النهاية، التطورات في العالم العربي هي ثمرة صعود ملك جديد بالسعودية ورئيس له كاريزما في مصر، الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي". وقالت "من هنا جاء الحشد العربي ضد اليمن، لكن يجب أن نخمن ان كل من السعوديين والمصريين يعرفون محدودية قدراتهم، وبادئ ذي بدء الأمر يعتبر التحالف هو إجراء سعودي مصري كل الدول العربية مستعدة للمساهمة فيه بشيء يضفى عليه الشرعية، لكن لن يتم إرسال قوات فعليه للمحاربة هناك". أما الأمر الثاني -وفقا للصحيفة- فهو أن "كلا من الرياضوالقاهرة تعلمان أن الحرب في إقليم جبلي ستكون صعبة، خاصة الوصول لأهداف بعيدة المنال، أي عصابات القبائل المحاربة التي لا تشكل جيشًا فعليًا ما يجعل المهمة غير ممكنة". ولفتت إلى أن "هجوم الرياضوالقاهرة هو بالفعل هجوم محدود، وبالأخص جويا، وحتى الإجراء العسكري إذا حدث، سيكون على ما يبدو محدودا في طابعة ومداه، فهذا الهجوم هدفه ردع طهران وقطع الصلة المباشرة جوا وبحرا مع مؤيديها في اليمن، وإضعاف القبائل الحوثية وحلفائهم، ومساعدة القوى المعتدلة في البلاد". وحتمت قائلة: "هذا هو وجه الشرق الأوسط الجديد، حكام عرب مستعدون لتولي زمام المبادرة ومحاربة التحدي الإيراني والفوضى المتفشية في منطقتنا".