لم يكتفِ بمهاجمة الأئمة والعلماء، بل والاستهزاء بآيات القرآن الكريم، فجانب ذلك اجتهد فى تشويه صور منتقديه حتى من غير رجال الدين، فهو يعتقد فى نفسه الكمال الفكري، وكأن من يخالفه الرأى جاهل لا يفقه شيئًا، بينما هو العلّامة الذى استنارت به الأمة فى قرنها الحادى والعشرين، فنصّب نفسه مفكرا إسلاميا بعثه الله لنجدة الناس من أفكار غوغائية وعصر ظلام دامس عاشوه على مدار الف وأربعمائة سنة كما يحاول هو تصويره. اسلام بحيري، مقدم برنامج «مع اسلام» على فضائية «القاهرة والناس» اختار أن يبنى شهرته على اثارة الجدل والدخول فى معارك مع «الهواء» ان امكن ليلفت الأنظار إليه، فكانت آخر معاركه مع الكاتب والمفكر «يوسف زيدان»، الذى عرض له الاعلامى «عمرو عبدالحميد» مقطعا مصورا يهاجم فيه «البحيرى» فى احدى ندواته قائلا: «مش غريب أن ييجى فى هذا الزمن واحد جاهل مسكين، وعمال يدوس فى الناس»، فى اشارة منه إلى البحيرى، متابعا «يا سيدى بيضبطلك السند مش المتن، ده علم وده علم تاني»، وبناء عليه جاء رد «البحيري» مماثلا فقال: «إن من يهاجمه هو جاهل ولا يفقه شيئا، فكلامه ينم عن جهل كبير». وأضاف «البحيري» خلال استضافته ببرنامج «البيت بيتك» على فضائية «تين»، إن البخارى أخرج متنّا غير منطقى ولا يناسب العقل ولا القرآن والسنة وأخلاق النبي، على حد زعمه، مشيرا إلى أن أفكار البخارى لا تناسب هذا العصر، مدعيّا أنه يوجد فى صحيح البخارى ما يهين الذات الإلهية، فأعقبه المذيع متسائلا: «انت جاى دلوقتى تناقش منهج واحد اجتهد من 200 سنة، لا كان عنده انترنت ولا تويتر، وانت قاعد فى مكتب مُكيف وبتفكر وبتكتب»، فجاء رد البحيرى قائلا: «احنا اكثر علما ورؤية عشان كده لازم نعدل عليه». وتابع: «احنا ماشيين بالعكس، فى اى علم المحدثون بيعدلوا على القدامى وبيطوروا، انما احنا لازم نتلزم باللى قالوه حرفيا ومفيش حذف ولا اضافة».