ارتفعت حصيلة قتلي الاحتجاجات السورية في يوم الجمعة الدامي إلي ما يقرب من 90 قتيلا ومئات الجرحي. وشيع أمس في شتي أنحاء سوريا عشرات من المحتجين المطالبين بالديمقراطية، الذين قتلتهم قوات الأمن، في جنازات اجتذبت حشودا ضخمة مشعلة التحدي المتزايد ضد نظام حكم بشار الأسد. توقع أحد نشطاء حقوق الإنسان السوريين أن تتحول الجنازات إلي احتجاجات ملتهبة مشيرًا إلي أنه «عندما تكون لديك أجهزة أمن من السفاحين، يصعب الاعتقاد بأنها لن تطلق النار علي الحشود.. ومن المرجح أن يلي ذلك دورة أخري من الجنازات والمظاهرات. في الأثناء قتل 5 أشخاص علي الأقل أمس في مدينة «دوما» قرب دمشق برصاص «قناصة» متمركزين علي أسطح المباني خلال تشييع ضحايا الجمعة. وأكد تجمع لناشطين يقوم بتنسيق المظاهرات أن قوات نظامية ومسلحين موالين للرئيس قتلوا بالرصاص 88 مدنيا علي الأقل في «الجمعة العظيمة». أعلنت لجنة التنسيق المحلية قائمة بأسماء 88 شخصا صنفوا حسب المنطقة، وقالت اللجنة إنهم قتلوا في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتي حمص وحماة ودمشق وقرية أذرع الجنوبية. قال قيادي في المعارضة السورية ب«حمص» إن الشرطة أطلقت النار علي رجل يبلغ من العمر 41 عاما، وأصابته في عنقه، في حين قال شاهد عيان من «دوما» إن قوات مكافحة الشغب والمخابرات والشرطة تولت التصدي للمتظاهرين في المنطقة، مضيفا: إن قناصة تمركزوا علي سطح مستشفي، وأطلقوا منه النار، مما أدي إلي سقوط ضحايا. في السياق نفسه، أكد الناشط الحقوقي السوري محمد عبدالله إن قوات الأمن استخدمت أسلحة محرمة دوليا ضد المواطنين خلال التظاهرات التي شهدتها العديد من المدن السورية الجمعة. قال عبدالله أمس: إن قوات الأمن السورية ارتكبت تجاوزات فادحة بحق المواطنين خلال مظاهرات الجمعة منتهكة بذلك حقوق الإنسان.. مضيفا: إنه تم استهداف المواطنين في رءوسهم بهدف ازهاق أكبر عدد من الأرواح لترويع السوريين. وأضاف الناشط: إن الشأن السوري سيكون علي جدول أعمال مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل.. مؤكدا أن المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري لن تمر دون محاسبة. إلي ذلك ندد قادة الغرب بحملة القمع الدموية التي تصدت بها الحكومة وقال الرئيس الأمريكي، بارك أوباما إن «الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين.. كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والاتحاد الأوروبي بالعنف المفرط الذي قابل به نظام دمشق الاحتجاجات الشعبية في محاولة لقمعها. ووضعت منظمة العفو الدولية «أمنستي» الحصيلة عند 75 قتيلاً، علي الأقل، أمس الأول وقدرت «أمنستي» ومنظمة هيومن رايتس ووتش حصيلة القتلي منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا منتصف الشهر المنصرم ب230 قتيلاً علي الأقل. تظاهر في الأثناء، نحو 300 شخص من «ائتلاف الشعوب العربية» أمام مقر السفارة السورية في القاهرة للمطالبة باسقاط نظام بشار الأسد ودعم الثوار السوريين رافضين الأعلام المصرية والسورية والهتاف للتضامن مع السوريين وسط حشد من قوات الأمن المصرية. أعلن محمد عادل منسق ورئيس لائتلاف تضامنه في بيان رسمي قرأه أمام السفارة السورية مع جميع مطالب الثوار السوريين المشروعة وعلي رأسها اسقاط نظام بشار الأسد مؤكدا في بيانه توصيل رسالة إلي الرئيس الأسد، بأن يعتبر بمن سبقه ويرحل عن الحكم. وطالبه البيان بالكف عن قتل واعتقال أبناء شعبه.