الكرة المصرية «تعكنن» على فبراير

أعلن نادى الزمالك حالة الحداد لوفاة 22 شهيداً من أنصاره فى مذبحة جديدة بالدورى المصرى خلال شهر فبراير الذى بات شهراً أسود على الكرة المصرية بعد تكرار سقوط ضحايا من مشجعى الزمالك والأهلى خلاله كانت الأولى فى 1 فبراير قبل 3 سنوات ببورسعيد فى لقاء المصرى والأهلى حيث راح ضحيتها 74 شهيداً من عشاق الفانلة الحمراء.
ثم عادت لتكرر بنفس السيناريو فى محيط ملعب الدفاع الجوى بالتجمع الخامس قبل لقاء الزمالك أمام انبى الذى راح ضحيته هذه المرة 22 شهيداً من أبناء القلعة البيضاء ومعظمهم من وايت نايتس توافدوا على الاستاد قبل المباراة بعدة ساعات لكنهم رفضوا التفتيش ولم يكن معظمهم يحمل التذاكر التى تم توزيعها بالمجان من جانب إدارة الزمالك قبل المباراة ب24 ساعة.
المراقبون أكدوا أن السبب فى سقوط مشجعى الزمالك ما بين قتيل وجريح هو التدافع على البوابات واستخدام الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع وما نتج عنه من حدوث اشتباكات بين المشجعين وقوات الأمن المركزى.
وحاول مشجعو الزمالك منع إقامة اللقاء عقب سقوط قتلى من بينهم من خلال أتوبيس فريق الزمالك من دخول الاستاد وهو ما أجبر الشرطة على نقل اللاعبين عبر سياراتها المدرعة بعد استخدام قنابل الغاز لتفريق الجماهير حتى اقيمت المباراة التى انتهت بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق.
وهتفت أعضاء وايت نايتس مطالبة بالقصاص مرددة يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.
ووجه أعضاء وايت نايتس اللوم للاعبين الذين خاضوا المباراة رغم علمهم بمقتل جماهيرهم.
وراحت الجماهير التى دخلت الاستاد تهاجم اللاعبين الذين أصروا على خوض المباراة مع الاشادة بعمر جابر الذى رفض اللعب حدادا على القتلى.
وهو ما نفاه أعضاء الجهاز الفنى بقيادة محمد صلاح وإسماعيل يوسف مدير الكرة اللذين اكدا أنهما لم يكونا يعلمان بتفاصيل المذبحة ولم يكونا واثقين من سقوط قتلى.
وقال المدير الفنى خلال المؤتمر الصحفى أنه كان من الصعب اتخاذ قرار بالانسحاب خلال المباراة لأن الزمالك أكبر من أن ينسحب.
وكشف صلاح أن اكثر من لاعب اصيبوا بحالات اختناق واغماء نتيجة قنابل الغاز خاصة عمر جابر الذى لم يستطع اداء المباراة وتم الدفع بحازم امام على حسابه.
فى الوقت نفسه اصيب اكثر من لاعب بحالات إغماء وتم إفاقتهم وهم احمد عيد عبدالملك وحازم وحمادة طلبة.
يأتى هذا فى الوقت اتفق فيه لاعبو الفريق على مقاطعة التدريبات وقرر الجهاز الفنى منحهم اجازة عدة ايام بعد تلقى خبر قرار مجلس الوزراء بتعليق بطولة الدورى.
فى الوقت نفسه أعلن النادى التضامن مع ضحايا «وايت نايتس»، الذين سقطوا أمام ملعب الدفاع الجوى بالتجمع الخامس.
وقام النادى بتغيير شعاره للون الأسود عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تضامنا مع الضحايا الذين بلغ عددهم 22 قتيلا.
وأصدر بياناً قال فيه: «هو يوم لن ينسى من ذاكرة تاريخ نادى الزمالك.. فاجعة أليمة لن تعبر عن هول بشاعتها أى كلمات.. استشهاد جزء من عائلة نادى الزمالك فى مباراة كرة قدم، هو أمر كارثى هز قلوبنا صدمة آلمتنا جميعا لن يمحوها مرور الزمان وحتى أبد الدهر». وتابع البيان، «لا نجد فى تلك اللحظات العصيبة إلا خالص عزائنا لأنفسنا، وإلى كل أم فقدت ابنها وكل زوجة فقدت زوجا وكل عائلة فقدت أبا وابنا.. سلاما على أرواحكم التى ستظل خالدة فى جميع أركان كيان نادى الزمالك التى فقدت جزءاً أصيلاً من تراثها، ستظل تذكركم دوما بوفائكم، ستظل تذكركم بشغفكم وعشقكم.. ستخلدكم بين جدرانها يا من عشقتموها.. ستتفاخر بكم، دماؤكم لن تضيع هباء.. ستكون الدافع لنا ووقود الاستمرار». وأضاف البيان: «يعلن نادى الزمالك حالة الحداد على أرواح أبنائه داعين الله أن يتقبلهم من الشهداء ويسكنهم فسيح جناته، وأن ينزل عليهم رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان فى تلك اللحظات العصيبة، ويسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .. رحمة الله عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم».
وتقرر تأجيل المؤتمر الصحفى الخاص بالمدير الفنى البرتغالى الجديد جوسفالدو فيريرا مع ظهور مخاوف من هروبه ورفض توقيع التعاقد بعد الاحداث التى شاهدها فى لقاء الدفاع الجوى وسقوط قتلى وجرحى.