حالة من القلق سيطرت على بورصات الحبوب العالمية فى اعقاب إعلان روسيا فرض قيود على صادراتها من الحبوب حيث تسبب ذلك فى ارتفاع اسعار الحبوب عالميًا وعلى رأسها القمح. وتعتبر روسيا رابع اكبر منتج للحبوب فى العالم بكميات تصل الى 105 ملايين طن سنويا وذلك من إجمالى 650 مليون طن حجم انتاج العالم من القمح سنويا وتعتمد مصر وتركيا وايران على القمح الروسى بشكل أساسى فى إطعام مواطنيها وهو ما يعنى ان تلك الدول ستتأثر سلبا بالقرار الروسى وبالتحديد مصر التى تستورد ما يقرب من ش40 % من احتياجاتها من القمح الروسى حيث تستورد ووفقا لتقرير هيئة السلع التموينية فإن مصر تستورد ما يقرب من 8 ملايين طن قمح سنويا لسد الاستهلاك الذى بلغ 14 مليون طن. وعلى الرغم من تأكيد وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور خالد حنفى أن الاجراءات التى اتخذتها روسيا مؤخرا بحظر توريد الاقماح لبعض الدول ليس من بينها مصر إلا أن رئيس اتحاد الحبوب الروسى أركادى زلوتشيفسكي اكد أن روسيا قد لا تتمكن من تزويد الهيئة العامة للسلع التموينية فى مصر بالقمح، فى يناير بسبب القيود المفروضة على التصدير وهو ما يظهر مدى التضارب الواضح فى تصريحات الجانبين المصرى والروسى. ووفقًا لبيانات هيئة السلع التموينية فإن مصر تعاقدت على شراء 180 الف طن قمح روسى فى يناير المقبل وهو الامر الذى قد يتسبب فى حدوث ازمة فى المعروض من القمح فى حالة إخلال روسيا بتعاقداتها. وبدد تقرير رقابى لوزارة التموين والتجارة الداخلية المخاوف من وقف روسيا لتصدير القمح مؤكدا ان مصر تستورد القمح من مناشئ مختلفة منها رومانيا وكندا وفرنسا والأرجنتين وأمريكا وأوكرانيا وغيرها ويتم إرساء المناقصة على العروض الأكثر جودة والأقل سعرًا. وأن جميع الأقماح المستوردة لا تدخل البلاد الا بعد فحصها فى موانئ الشحن من قبل شركات مراجعة عالمية كما يتم فحصها من خلال لجان فنية فى الموانئ المصرية. وأشار التقرير الى أن الاحتياطى الاستراتيجى من القمح يفوق حدود الامان وأن باب استلام القمح المحلى من المزارعين والتجار والذى تم الاعلان عن سعره وهو 420 جنيهًا للأردب يبدأ منتصف شهر أبريل القادم وأنه من المتوقع استلام كميات تتراوح ما بين 3 ملايين و600 ألف طن الى 3 ملايين و700 ألف طن وتخزينه فى شون حديثة متطورة تكنولوجيا حيث يتم حاليا مشروع إحلال الشون الحديثة بدلا من الشون الترابية والتى سيتم الانتهاء منه فى مارس القادم مما يؤدى الى زيادة الاحتياطى الإستراتيجى من القمح يكفى حتى شهر أكتوبر المقبل.