أقر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «جون برينان» بكذب الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جورج بوش فى إحدى الذرائع التى استخدمتها لتبرير الغزو الأمريكى للعراق خاصة علاقته بهجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001. وقال برينان فى رسالة له كشفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» أمس الأول ، «إنه كانت لدى العملاء الأمريكيون شكوكًًا كبيرة فى أحد الأسباب التى سوقت لها إدارة بوش لاجتياح العراق»، وكان برينان أوضح خلال رسالة إلى السيناتور الديمقراطى «كارل ليفن» ردا على تصريحات نائب الرئيس الأمريكى آنذاك ديك تشينى الذى تحدث فيها عن أن الإرهابى «محمد عطا» الذى قاد هجمات الحادى عشر من سبتمبر جاسوس التقى فى العاصمة التشيكية براغ عراقيا قيل «إن العملاء المنتشرين على الأرض أعربوا عن قلقهم الكبير حيال تصريحات تشينى ولم يثبتوا البتة وجود عطا فى براغ فى وقت قيل فيه إنه التقى جاسوسا عراقيا». بدوره أعلن السيناتور ليفن أنه طلب من ال «سى آى إيه» رفع السرية عن هذه الوثيقة لإظهار الخداع الذى مارسته إدارة بوش على الأمريكيين قبل احتلال العراق مؤكدا أن اجتماع برِاغ المزعوم كان فى صلب حملة الإدارة الهادفة إلى إعطاء انطباع لدى الرأى العام بأن الحكومة العراقية تحالفت مع تنظيم القاعدة الإرهابى وقتها. ويأتى هذا الإقرار الأمريكى المتأخر ليكشف الأكاذيب التى تتستر وراءها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لفرض هيمنتها على العالم كما أنه يأتى فى وقت تواجه فيه ال «سى آى إيه» فضائح عديدة حول ارتكابها انتهاكات بحق المعتقلين واستخدامها أساليب تعذيب غير قانونية.