أكثر صور الانقلاب علي الثورة وضوحاً، تلك التي سميت "بالثورة المضادة"، تزعمها من وجهة نظري من خارج إطار المعارضة للثورة، سواء قوي سياسية استفادت من النظام السابق أو هيئات ومراكز كانت بمثابة أدوات تثبيت للنظام وتطوير فعالياته من أجل تنفيذ خطة لتوريث الحكم ! نستطيع تفهم ذلك دون جهد ! ولكن أن يكون علي رأس النظام القائم اليوم بعد ثورة الشعب في 25 يناير، أحد قادة العمل السياسي والتنفيذي يحتل رأس الحربة في الثورة المضادة! فهذا هو غير المقبول أو المعقول، وإن كان أصبح رأس حربة ضد الثورة، بنوايا حسنة أو دون قصد، إلا أن الطريق الي جهنم دائما مفروش بتلك النوايا الحسنة . وهنا أكون مباشراً في اتهامي لما ذكرته مرارا وهو أن وجود الدكتور "يحيي الجمل" كنائب لرئيس مجلس الوزراء الحالي أو السابق، الفريق "أحمد شفيق"، هو اختلال في عملية سياسية ! حيث جاء الدكتور "الجمل"، كمعارض للنظام السابق صحفيا وفضائيا ولكن في نفس الوقت وجدناه علي جميع طاولات النظام السابق، احتفالاته، وأفراحه، وأيضاً أحزانه . وأيضاًَ نجد الدكتور "يحيي الجمل" حسب ما نشر في جريدة صوت الأمة وجرائد أخري بأنه كان من المستفيدين من النظام السابق سواء بتخصيص أراضٍ أو غيرها، والتي اقتصر علي الأحباب والأقرباء، والمنتفعين مقابل فساد، فلعل ما سمعناه عن تخصيص أكثر من أربعين فداناً لكريمة الدكتور "الجمل" من الوزير المتهم الأول بالفساد والإفساد في مصر "محمد إبراهيم سليمان"، وتصرف كريمة الدكتور الجمل في هذه الأرض ببيعها فوراً بأضعاف السعر الذي حصلت به عليها وانتهت هذه القطعة إلي رجل الأعمال حسين صبور، كي يبني عليها منتجعاً بالمشاركة، ويتربح لأكثر من عشرة أضعاف المبلغ الذي خصصت به وقد جاء ذلك بصحف كثيرة ولم يكذبها الدكتور الجمل أو كريمته فإن صح ذلك فهناك ظلال من الشك حول بكائيات الدكتور "الجمل" علي الفساد!!. حينما يكون علي رأس النظام السياسي "الدكتور الجمل" في ظل رئيس وزراء معين من رأس النظام السابق (الفريق شفيق) والذي أعلن أنه تفاوض معه لأكثر من ساعتين ونصف الساعة لقبول المنصب والسؤال هو التفاوض علي ماذا ؟؟ لعل التفاوض علي المصالحة مع رموز النظام السابق الذين اشتملتهم ورقته المقدمة إلي لجنة الحوار الوطني آسف (الجملي) !! وحينما أرغمت الثورة بإصرارها علي طرد "شفيق" من رئاسة مجلس الوزارء لأسباب كثيرة - ليس مكانها هذا المقال لكي يأتي مرة أخري "الجمل" - لنفس المنصب مع الدكتور "عصام شرف"، وكي يفتح علي البحري في الفضائيات، وكأننا علي "مصطبة" وليس مجلس وزراء مرحلة انتقالية في منتهي الصعوبة، وتشبيه "الجمل للدكتور عصام شرف "أنه قطعة من (البسكويت) وأنه رجل طيب ويحتاج لشراسة أو (نشفان) !! شئ غير مقبول وخارج عن البروتوكول، ولعل إشارته دائماً بأنه علي راحته وذاهب إلي بيت الراحة (علي الهواء ) هذه التعبيرات وهذه الشخصيات، هي رأس حربة حقيقية من وجهة نظري للثورة العظيمة التي قامت يوم 25 يناير!