استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام فى الشرق الأوسط «تونى بلير»، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء استهدف استعراض الموقف الحالى فى الأراضى المحتلة فى ضوء التصعيد الذى تشهده مؤخرا، حيث أشار الرئيس إلى الجهود المصرية الجارية فى هذا الصدد على الصعيدين السياسى والإنساني، منوهاً إلى ما تشهده الاتصالات المصرية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لوقف العنف والعمليات العسكرية التى يسقط ضحيتها المدنيون الأبرياء من عناد وتعنت، وحذر سيادته من مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء. وأضاف بدوى أن بلير الذى جاء قادما من إسرائيل بعد أن أجرى زيارة استمرت ليومين التقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أشار إلى أن التصعيد لن يكون فى صالح أى طرف ولن يسفر سوى عن مزيد من الضحايا المدنيين، كما دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة لكافة الجهود المخلصة الرامية إلى التهدئة بين الجانبين واستئناف الهدنة فيما بينهما، مثمنا جهود مصر فى هذا الصدد، وواصفا إياها بأنها الطرف الأكثر مصداقية وقدرة على إقناع الجانبين للتوصل إلى هذه التهدئة. فى نفس الإطار قررت جامعة الدول العربية عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب غدا الاثنين بناء على طلب الكويت لبحث تدهور الأوضاع فى غزة اثر العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع. وتم الاتفاق ان يعقد الاجتماع العاجل لمجلس الجامعة غد الاثنين، فى ضوء المشاورات التى أجراها العربى مع كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارى. من جانبها رأت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن القيادة المصرية الجديدة ترغب فى وقف الهجوم العسكرى الذى تشنه إسرائيل ضد قطاع غزة، وأنها لا تستطيع أن تتجاهل حركة حماس، وهنا تكمن معضلة الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى»، حيث إنه يرغب فى وقف العدوان على غزة، وفى نفس الوقت تعد حماس أحد أذرع جماعة «الإخوان المسلمين» التى تم ادراجها ضمن المنظمات الإرهابية. وأضافة الصحيفة أن العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة هى آخر ما يحتاج إليه «السيسى» فى تلك الفترة، خاصة بعد قراره برفع الدعم عن الوقود، لكنها فى نفس الوقت تفتح أمامه فرصة لوضع مصر من جديد فى مكانتها كدولة رائدة فى المنطقة، فحاليا هو الزعيم الوحيد الذى يمكنه التحدث لكلا الطرفين ويملك تأثيراً عليهما.