استكمالا لما بدأناه من تخصيص صفحة إبداع كل فترة لشعر دولة عربية، وهو ما بدأناه بصفحة كاملة عن شعراء سوريا، ننشر فى هذا العدد صفحة خاصة لشعراء فلسطين، ونقدم فيها أصوات مختلفة عن المشهور عن شعراء فلسطين الثائرين الذين يلهبون العقول والأسماع بشعر المقاومة، حيث يلهب شعراؤنا اليوم العقول والقلوب لكن بشعر رومانسى غزلى رقيق يلتمس الوزن التقليدى للشعر العربي، واللغة الغزلية الرصينة، باستثناء قصيدة واحدة تقدم رثاء لشهيد من أبناء الوطن المناضل، لكنها أيضا التزمت الأسلوب الرثائى التراثى للشعراء العرب القدامى ... ونحن إذ نقدم هذه الصفحة نقدم أصوات شعرية فلسطينية لم تنل حظها من الشهرة فى ظل شيوع شعر المقاومة[email protected] «كأن قلبك حجر» ألم يزل دأبَنا الترحالُ والسَّفرُ وهل هناك دروبٌ للنّوى أُخَرُ وهل غدت أعينُ الأشواقِ جامدةً وليس يثقلها دمعٌ ولا سهر ما أكثرَ العُرْبَ إن عُدّوا وكثرتُهم لم تعط خيراً ولم يعقِد بها ثمر شتّى القلوبِ وإمّا خلتَها اجتمعتْ فذا سحابة صيفٍ ما بها مطر يا هاجرَ القدسِ هل تنسى هواكَ بها كأنّ قلبَك فى إمعانِه حَجر أما تذكّرتَ أقصاها وعزّته وكيف فيه يعيثُ الظالمُ الأشرُ يا من يُعيدُ لأرض الطُّهر هيبتها تلك التى قد بنى أركانَها عُمر وحين عاث بها الإفرنجُ راشَ لهم سهمَ القضاء صلاحُ الدين فاندثروا فمن رأى الأسرَ ظنّ القومَ ما قُتلوا ومن رأى القتلَ ظنّ القومَ ما أُسِروا عطاء الله أبو زياد
«مترجل» مُتَرَجِلٌ لا تحسبونى فارساً فقد انتهتْ مُذْ صفحةٍ صولاتي وقصائدى عانتْ هشاشة حرفها لم تكتملْ فى نظمها كلماتي شطرٌ على رملٍ وبعضُ مضارعٍ وعلى البسيطِ تدارَكَتْ أبياتي وتقاربتْ منى المنونُ بسرعةٍ تَجْتَثُّ منى أبسطَ اللحظاتِ والرملُ غطّى وافراً من خِفَّتي فتكاملتْ فى ضعفها حركاتي فى الصدرِ أصدحُ للرصاصِ مُمَجَّداً والعجزُ أتلو للقتيل صلاتي وأذمُ فى دين الملوك وعرشها وأعود أمدحها .. فوا مأساتي فأهيمُ فى وسط الصحارى باكياً وتدفقتْ فى أنهرٍ عبراتي وكسرتُ أقلامى وقمتُ بدفنها وسكبتُ حبرى واعتصرتُ دواتي وختمتُ ديوانى بِرَسْمٍ من دمي يا قارئاً .. سَلِّمْ على مولاتي حسام أبو غنام
دقاتى العطاش لكلِّ شروقٍ يا حبيبُ غروبُ وما للمنايا إن أتيْنَ طبيبُ سأهجرُ لا كرها ولا طوعَ مهجتى فما هيَ إلا فىهواكَ تذوبُ ولكنها الأيام قصَّتْ جوانحى وما عادَ يجدىمن أسايَ هروبُ قضيتُ سنين العمْرِ حرَّى لجنةٍ بها الروح جذلى والجَنانُ طروبُ وما خلتُ أنَّ النار حسبى وحبّنا سرابٌ بدقاتىالعِطاشِ لعوبُ وما كان ظنىبالنهاياتِ صادقا ولم أدرِ أنْ للمفرحاتِ نيوبُ وداعا لأحلامِ الفتاةِ بداخلى وأهلا بوسواسِ الشقاءِ ينوبُ كأنَّ المنى هاجرنَ عنى وضِقْنَ بى فلم يبقَ للعمرِ الجميلِ دروبُ أنا الآنَ نجوى فىفؤادٍ مُتَيَّمٍ لها اللهُ يقضىأمرها ويُجيبُ فلا شيءَ إلا الله يقوى على الأسى به الروحُ تشفى والجراحُ تطيبُ نفين طينة