سادت حالة من الاستياء بين المهندسين والفنيين المصريين بناة السد العالى الذين كان من المفترض تكريمهم خلال احتفالية دار الأوبرا المصرية بمرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل للبدء فى اعمال انشاء السد العالى، حيث فوجئ المكرمون المصريين من بناة السد فور مغادرة رئيس مجلس الوزراء وتكريم الخبراء والمهندسين الروس الذين شاركوا فى بناء السد بتجاهل تكريمهم ودعوة عدد من الشخصيات العامة والاعلاميين للتكريم واحدا واحداً من قبل المنصة واعطائهم دروعا مميزة لرمز السد العالى رغم أنهم لا علاقة لهم ببناء السد من قريب أو بعيد. وقال عبد الفتاح مدنى احد المشاركين فى تحويل مجرى النيل لبناء السد والحاصل على وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر انه تم دعوتهم للتكريم والجلوس فى مقاعد المكرمين بينما تم الاكتفاء بمناداة 4 منهم فقط للمنصة للتكريم وافساح المجال لشخصيات اعلامية وسياسية اخرى بعد تكريم الخبراء والمسئولين للروس بالحفل. وأضاف احمد غريب احد الفنيين المشاركين فى اقامة محطة كهرباء الملحقة بالسد والحاصل على نوط الاستحقاق من الرئيس انور السادات عام 71 انه تم دعوة باقى بناة السد العالى وعددهم 50 مكرما بعد انتهاء الحفل ومغادرة الجميع وتسليمهم ميداليات مذهبة لرمز الصداقة المصرية الروسية. ومن جانب آخر قال وزير الموارد المائية والرى د. محمد عبد المطلب فى كلمته بالحفل انه أمضى نحو 24 ألف مهندس وعامل وفنى - ثلاث ورديات فى اليوم - خلال عشر سنوات كاملة من أجل تشييد وبناء هذا الصرح الشامخ... وتجلى فى السد الالتحام بين القيادة الملهمة والجماهير الواعية بدورها وواجباتها مؤكدا انه لا نستطيع أن ننسى دور (شركة المقاولون العرب) والمهندس الراحل عثمان أحمد عثمان، التى ارتفعت إلى مستوى المسئولية الوطنية، وتقدمت رغم تأميم الشركة، بعطاء يقل بمقدار النصف عن أقرب منافسيها لتنفيذ أعمال السد العالى، ونفذتها بأعلى جودة وأقل مدة ممكنة. واوضح انه بحكم مسئولية وزارة الموارد المائية والرى عن السد العالى.. إدارة وتشغيلاً وصيانة.. فإننى أبعث برسالة طمأنة لكل المصريين، بأن السد العالى ما زال شابا حتى وهو فى الخمسين.. قادرا على العطاء.. متحديا وصامدا.. ليس للزلازل والهزات الأرضية فقط، لكن لكل من يحاول النيل من حقنا المشروع فى التنمية والحياة الكريمة.